ناشونال إنترست: هل تنقذ دبلوماسية الزلازل العلاقات التركية-اليونانية؟ | سياسة
نشر موقع “ناشونال إنترست” (The National Interest) الأميركي تقريرا عن الدفء الذي بدأ يتسرب إلى العلاقات التركية-اليونانية عقب الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا، وإسراع أثينا بتقديم الدعم لأنقرة، متسائلا عن إمكانية إنقاذ دبلوماسية الزلازل العلاقات بين البلدين.
وأشار التقرير إلى أنه رغم العلاقات المشحونة بين البلدين، كانت اليونان من أوائل الدول التي أرسلت فرق إنقاذ إلى تركيا للمساعدة في إنقاذ الضحايا، وقدّرت تركيا هذه الجهود تقديرا عاليا.
وقال إن “دبلوماسية الزلازل” ليست جديدة على العلاقات اليونانية التركية، وقد أدت بالفعل إلى دفء العلاقات بينهما هذه المرة وفي مرات سابقة.
سوابق إيجابية
ففي 17 أغسطس/آب 1999 تسبب زلزال إزميت في منطقة مرمرة التركية في خسائر بشرية ومادية كبيرة، وكان هناك توتر دبلوماسي بين أثينا وأنقرة حول عدد من القضايا، وقبل ذلك بـ3 سنوات فقط خاضت الاثنتان صراعا على اثنين من الجزر غير المأهولة، وقد تم تجنب الحرب بينهما فقط بسبب تدخل الولايات المتحدة. ومع ذلك، تدخلت اليونان لتقديم مستويات عالية من الدعم.
وفي الشهر التالي من السنة ذاتها، وقع زلزال آخر قوي في أثينا، ورد الأتراك بالمثل وقدموا لجارتهم الكثير من المساعدة. وتبع ذلك قرابة عقد من العلاقات الدافئة بين البلدين.
ورجح التقرير أن تهدّئ هذه العلاقات الدافئة مخاوف اليونان من الأحاديث العدائية قبل الزلزال الأخير وأي أفكار عن نزاع مسلح، حيث بدأ الجميع يركزون معا على رعاية أولئك الذين عانوا كثيرا من الكارثة، ثم على إعادة البناء التي ستستغرق سنوات.
صفحة جديدة بعد زلزال تركيا
ونقل الموقع عن رونالد ميناردوس رئيس برنامج البحر الأبيض المتوسط في “مؤسسة هيلينيك للسياسة الأوروبية والخارجية”، ومقرها أثينا، قوله إن الزلزال الهائل الأخير فتح الباب أمام خفض التصعيد في العلاقات بين البلدين، وإن الدبلوماسية بدأت الآن مع زيارة وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس إلى جنوب تركيا، والتي مثلت خطوة رائعة مع فيض من التضامن، حيث يتحدث المسؤولون في أثينا وأنقرة الآن عن “صفحة جديدة” تُفتح في العلاقات الثنائية.
وأضاف التقرير أن العلاقات بين أنقرة وأثينا آخذة في الدفء بالفعل إلى حد ما. فقد دفعت المساعدة اليونانية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس إلى التحدث لأول مرة منذ مارس/آذار من العام الماضي. وفي حالة أخرى مفاجئة، تحدث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مطولا عن احتمالات الانفراج بين الجارتين، بل وقدم اقتراحا من 6 نقاط إلى اليونان بهدف تحسين العلاقات الثنائية.
ومع ذلك، ختم الموقع تقريره بالقول إنه من المهم مراقبة أي تحولات محتملة في السياسة الخارجية لتركيا في الأشهر المقبلة فيما يتعلق بمطالباتها بأجزاء من بحر إيجة وشرق البحر الأبيض المتوسط، مشيرا إلى أنه إذا لم يكن هناك تغيير في مطالب تركيا، فلن يتم حل الأسباب الجذرية للكثير من التوتر بين البلدين.