Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
خبر عاجل

أرماندو أبو كيلة قطان فلسطيني أهدى السلفادور رئيسا | الموسوعة


أرماندو أبو كيلة قطّان، دكتور في الكيمياء الصناعية، داعية إسلامي، رجل أعمال سلفادوري من أصول فلسطينية تعود تحديدا إلى بيت لحم، ينحدر من عائلة مسيحية، لكنه أعلن إسلامه فترة شبابه، ويعود له الفضل في بناء عدد من مساجد السلفادور ودعم مسلمي أميركا الوسطى. ولد في السلفادور عام 1944، وتوفي فيها عام 2015.

وعائلة قطان من العائلات الثرية والمؤثرة في السلفادور اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، لا سيما وأن ابنه نجيب أبو كيلة تولّى رئاسة البلاد عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية سنة 2017.

المولد والنشأة

ولد أرماندو أبو كيلة قطان في 16 ديسمبر/كانون الأول 1944 في سان سلفادور العاصمة، من عائلة مسيحية الديانة، والده هو همبرتو أبو كيلة سلمان من عائلة أرثوذكسية، ووالدته فيكتوريا قطان من عائلة كاثوليكية، وهما من المهاجرين الفلسطينيين القادمين من بيت لحم، والذين استقر بهم المقام في السلفادور سنة 1921.

وتزوج من أولغا أورتيز، وأنجب منها نجيب أبو كيلة (رئيس السلفادور عام 2017) وكريم وإبراهيم ويوسف، ثم أنجب لاحقا 4 بنات وولدين من 5 زيجات أخريات.

الدراسة والتكوين

في طفولته التحق قطان بالمدرسة المسيحية المريمية الكاثوليكية في سان سلفادور، التي يشرف عليها الرهبان والكهنة، وعرف عنه كثرة التساؤلات التي كان يطرحها حول الدين والمعتقدات، حتى بلغ حد طرده من الحصص الدراسية من طرف أحد المعلمين في مناسبات متعددة، ووصفه بـ “المسلم” رغم عدم معرفته بهذا الدين، ومن دون أية صلة بالإسلام، وقد جر عليه هذا “الوصم” الكثير من التنمر والإقصاء حتى من طرف أترابه من التلاميذ وهو في سن 11 سنة.

والتحق قطان بـ “المدرسة الثانوية السلفادورية” وعام 1960 دخل جامعة السلفادور حيث واصل تعليمه الأكاديمي وحصل عام 1969 على درجة الدكتوراه في الكيمياء الصناعية، بعد أن ناقش رسالة دكتوراه حملت عنوان “مقدّمة في كيمياء النسيج.. الاعتبارات الأساسية وقدرتها على التكيّف مع بيئة السلفادور” وختم بها مسيرة دراسية متميزة حصل فيها على أعلى الدرجات العلمية.

شخصية قطان الفضولية جرت عليه تنمرا بمدرسته الكاثوليكية مما أوصله للإسلام (مواقع التواصل)

إسلامه

رافقت قطان حتى مرحلة الشباب الشكوكُ التي كانت تدور في رأسه منذ طفولته حول الديانات، وخاصة اتهام معلمه له بالإسلام، فبدأ في الاطلاع والبحث عن هذه الديانة، وقرأ كل ما كان يقع تحت يديه من مقالات وكتب تتعلق بالإسلام. وكانت هذه القراءات تدفعه إلى جذوره العربية الفلسطينية، حتى وجد الأجوبة التي خامرت ذهنه في القرآن الكريم فأعلن إسلامه عام 1975.

التوجّه الفكري

في المرحلة الجامعية من مسيرته التعليمية، عرف عن قطان اعتزازه بجذوره العربية، ولم يتردد قطّ في إعلان تحمّسه ودعمه للقضية الفلسطينية.

وأوائل الستينيات من القرن الماضي، زار السفير الإسرائيلي جامعة العلوم الاجتماعية في السلفادور، وكان قطان من بين عشرات الطلبة الحاضرين، ولكنه كان الوحيد الذي أحرج السفير بأسئلته التي أفصحت عن قناعاته وموقفه من الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

ويقول إيفو بريامو ألفارينغا، الذي كان رئيس الجمعية العامة لطلبة السلفادور آنذاك، إن قطان دخل في جدال مع السفير الإسرائيلي وإن صوته وإيماءاته العنيفة كانت توحي بأن صبره قد نفد، وأن قناعاته لا يمكن أن تتزحزح بخصوص فلسطين، ومع ذلك لم يتجاوز حدود الأدب واللياقة تجاه السفير.

وترأّس قطان جبهة الديمقراطيين الليبراليين في جامعة الكيمياء عندما كان طالبا بها، وكان تفكيره يميل إلى تيار المحافظين، ولكن بنزعة نقدية مع ميول اقتصادية صناعية، نظرا لانتمائه لعائلة صنعت ثروتها من قطاع صناعة النسيج والملابس الجاهزة في سان سلفادور.

وبداية السبعينيات أصدرت صحيفة “الطائر الملوّن” (La Pájara Pinta) عددا خاصا عن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، فاتصل قطان بمدير الصحيفة روبارتو سيا وطلب منه شراء 100 نسخة لتوزيعها على الفلسطينيين المهاجرين الذين “لم يكونوا على إطلاع بما يجري في فلسطين ولا بتحركات منظمة التحرير الفلسطينية” حسب قطان.

وحتى نهاية الثمانينيات لم تكن في السلفادور أماكن عبادة للمسلمين نظرا لضآلة عددهم، وفي إحدى سفراته إلى الولايات المتحدة شاهد قطان مسجدا يرتاده مسلمو أميركا الفترة بين الثمانينيات والتسعينيات، ولما عاد إلى بلاده افتتح عام 1992مسجدا أطلق عليه اسم مسجد النور.

وانعدام المسلمين تقريبا في محيط قطان جعله يخصّص أنشطة المسجد للدعوة والتعريف بالإسلام، من خلال تنظيم حلقات حوارية، حيث كان يرى أن النقاشات هي الوسيلة الأمثل لكسر الحواجز والتعريف بالإسلام والمسلمين.

ولم يكتف قطان بالمسجد بل أنتج برنامجا تلفزيونيا بعنوان “توضيح المفاهيم” للتعريف بالإسلام وبوطنه الأم فلسطين، مع التشديد على انتمائه للسلفادور وتعلّقه بها.

وساهم بشكل فعال في نشر الإسلام بالسلفادور عن طريق الأعمال الخيرية التي كان يقوم بها معتمدا على معاملة جميع السكان على اختلاف عقائدهم ودياناتهم على قدم المساواة، مما جعل الكثيرين يلتفون حوله لمعرفة المزيد عن هذا الدين كما أعلن كثيرون إسلامهم على يديه، وشيّد خلال حياته 4 مساجد في السلفادور ومسجدا في كل من غواتيمالا والهندوراس.

Bukele Announces Will Seek Re-election Despite Prohibition
نجيب أبو كيلة الابن البكر لقطان تولى رئاسة السلفادور عام 2015 (غيتي إيميجز)

الوظائف والمسؤوليات

المسار العلمي الذي اتبعه قطان والحياة المهنية لعائلته جعلته من مناصري دعم الصناعات المحلية، والتشديد على فرض الرسوم على السلع المستوردة من خارج السلفادور.

وأثناء توليه تسيير مصانع النسيج التي تعود لعائلته، نجح قطان في إقناع الحكومة بتخفيض وإلغاء الرسوم الجمركية على المنتجات المحلية، وبذلك شهدت صناعة النسيج وصناعات أخرى ازدهارا كبيرا بداية السبعينيات.

وتولّى قطان إدارة ورئاسة شركاته الخاصة وهي “أوبيرميت” (Obermet). وأسّس أيضا أعمالا في النسيج والتجارة والأدوية والإعلان ووسائل الإعلام، وبلغت ثروته آخر أيام حياته 20 مليون دولار.

المؤلفات

ألف قطان خلال مسيرته كتابين وهما:

  • “أبجديات الإسلام” (ABC OF ISLAM) الذي عرف فيه بتعاليم الإسلام وضمّنه صورا لأكبر المساجد بالعالمين العربي والإسلامي.
  • “توضيح المفاهيم في الفيزياء”.

وفاته

توفي قطان يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 بمدينة سان سلفادور، بعد صراع مع المرض عن عمر 71 عاما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى