من الصعب الجزم بتعريف واحد لريادة الأعمال، لكن التعريف الأحدث يتمثل بكونها المشروعات أو الأعمال التي تمتلك نقطة تحول وتغيير من خلال منتجات أو أعمال تسهم في حل المشكلات من حولنا، وإحداث تغيير اجتماعي، أو إنشاء منتج مبتكر.
تعد ريادة الأعمال الوسيلة الأمثل للأشخاص الذين يرغبون بأخذ خطوة إلى الأمام، وتنفيذ مخططاتهم على النحو الذي يريدونه. وهناك العديد من أنواع رواد الأعمال، نستعرض فيما يلي أهم أنواعهم وخصائصهم المختلفة وسمات نجاحهم.
تقول الكاتبة كيمبرلي تشانغ، في تقرير نشره موقع “لايف هاك”(Life Hack)، إن 9 من كل 10 شركات جديدة تفشل، وإن رائد الأعمال لا بد أن يكون مجازفا ويسعى لإيجاد طرق للإسهام في حل مشاكل العالم الحقيقي.
وتؤكد الكاتبة أن على المرء أن يحاول التعرّف على الصنف الأقرب إلى شخصيته وتحديد قدراته ومواهبه قبل خوض تجارب في عالم ريادة الأعمال.
1- صاحب/مشغل أعمال صغيرة
تقول تشانغ إن صاحب/مشغل الأعمال الصغيرة يعد أكثر أنواع رواد الأعمال شيوعا، إذ تمثل الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم أكثر من 99% من جميع المؤسسات الريادية، لأن هذا النوع من الفرص جذاب إلى حد كبير لأسباب عديدة، أهمها أن صاحب العمل يكون رئيس نفسه، كما تلعب الشركات الصغيرة والمتوسطة دورا حاسما في الحفاظ على اقتصاد سليم.
أسباب نجاح صاحب/مشغل الأعمال الصغيرة
تفيد الكاتبة بأن هناك العديد من الأسئلة التي يجب الرد عليها والاختبارات الشخصية التي يجب إجراؤها للتحقق من كون صاحب العمل ومشروعه ناجحين؛ إذ سيحتاج مالك الشركة الصغيرة إلى رأس المال وخطة عمل، لكن الأساس الذي يجب التركيز عليه هو شخصه، حيث تبدأ كل مؤسسة ناجحة ببطل واحد على الأقل لا يعرف الكلل ولا الملل.
ومن العوامل المهمة الأخرى، القدرة على التركيز والتكيف مع الظروف المتغيرة، ولهذا يجب أن تسأل نفسك: كيف أتفاعل عندما أواجه تغيرات لم أكن أتوقعها؟ هل أميل إلى أن أكون أكثر عاطفية؟ أم ألجأ إلى تحليل وضعي؟
لا بد لمشغل الأعمال الصغيرة من وضع سياسة لضبط النفس في مواجهة التغييرات، ومعرفة الوقت المناسب لاتخاذ قرار في مواجهة ظروف غير متوقعة، كما ينبغي على صاحب العمل إجبار نفسه على المشي 20 دقيقة قبل الرد، حسب تشانغ.
وتفيد الكاتبة بأن السمة الشخصية الرئيسة التي يجب أن يتمتع بها رجل الأعمال الصغير هي المثابرة. وبصفتك رائد أعمال ناشئا، ستواجه بلا شك عقبات ونكسات، ولهذا يجب أن تضع رؤيتك في الاعتبار وأنت تمضي قدما، وقم بتعديل التوقعات حسب الحاجة.
2- مبتكر داخل شركة
ترى تشانغ أن العمل على إحداث تغيير ينفع الشركة التي تعمل فيها هو الخيار الأفضل للموظفين الذي أصبحوا في منتصف حياتهم المهنية، خاصة إذا كانوا غير قادرين على تحمل المخاطر المرتبطة بريادة الأعمال الفردية.
أسباب نجاح المبتكر في شركة كبيرة
أكدت الكاتبة أن على رائد الأعمال في الشركات الكبيرة أن يكون ماهرا في تنمية العلاقات مع المديرين التنفيذيين، حيث تعد القدرة على تشكيل “ائتلاف” من الموظفين الداعمين عبر مؤسسة بأكملها سمة أساسية لهذا النوع من المبتكرين.
وحسب تشانغ، فإن الأسئلة التي يجب أن يطرحها رائد الأعمال في هذه الحالة هي:
- هل شركتي لها تأثير إيجابي على المجتمع المحلي؟
- هل أنا شخصيا على استعداد للقيادة؟
- أين يمكن لهذه الشركة أن تسهم بشكل معقول في إحداث تأثير من دون تعريض الإيرادات للخطر؟
- هل شركتي تشارك بالفعل في الجهود المحلية لتحسين الاستدامة، مثل سكن ميسور التكلفة، أو نوعية الحياة بشكل عام؟
- كيف يمكن زيادة هذه الجهود أو تحسينها؟
وفي تقرير آخر كتبه آدم هايس في لموقع “إنفستوبيديا” (Investopedia) المعني بشؤون الاستثمار، تحدث عن نوع آخر من رواد الأعمال وهو:
3- مؤسس مشاريع قابلة للتطوير
قال هايس إن هذا النوع من رواد الأعمال يبدأ مشروعا جديدا ليكون خطوة أولى في سلسلة خطوات. فبعد إطلاق العمل الجديد، يعمل المؤسس على دعم استقرار “السفينة الأم” أو المشروع الأول، ثم يصبح هذا المشروع متاحا بعد ذلك للمستثمرين المحتملين الذين يتطلعون إلى تكرار نجاحه. وفي النهاية، قد يخطط المؤسس لبيع المشروع لمستثمرٍ آخر، والانتقال إلى تحد جديد.
ولفت الكاتب الانتباه إلى أن معايير النجاح في مؤسسة قابلة للتطوير هي هامش ربح مرتفع، وطلب مرتفع على المنتج أو الخدمة، وحماسة من جانب المستثمرين المحتملين.
أسباب نجاح مؤسس المشاريع القابلة للتطوير
اعتبر الكاتب أن السعي إلى أن يكون رائد الأعمال مؤسس شركة ناشئة قابلة للتطوير هو الأكثر خطورة من بين جميع أنواع رواد الأعمال.
وشدد الكاتب على أن رائد الأعمال في هذه الحالة يجب أن يسأل نفسه:
- هل لدي فكرة عن منتج أو خدمة يمكن أن تحسّن بشكل كبير حياة الآخرين؟
- هل جئت بشيء مبتكر وفريد من نوعه؟
- كيف يمكن أن يلعب هذا المفهوم في الأسواق الأخرى؟
- هل يمكنني الوصول إلى الأشخاص والموارد التي أحتاجها؟
- هل وجدت شركاء متحمسين سيضعون أموالهم على الطاولة؟
- هل أنا على استعداد لمواجهة المنافسة الشديدة؟
