حملة غربية على تيك توك.. هل هي مواجهة للسيطرة على المجال الافتراضي وتطويق النفوذ الصيني؟ | سياسة
لم يستبعد ضيفا حلقة برنامج “ما وراء الخبر” أن الحملة الغربية على تطبيق تيك توك المملوك لشركة صينية سببها التنافس الاقتصادي والسياسي بين الدول العظمى، ويقران بأن هذه الحملة لا تستند إلى أدلة وبراهين ملموسة ضد التطبيق الذي يحظى بشعبية كبيرة في أوساط الشباب بمختلف دول العالم.
وبحجة مخاوف أمنية بشأن جمع واستخدام تيك توك بيانات شخصية للمستخدمين بما ينتهك الخصوصية ويهدد الأمن قررت الحكومة الكندية حظر التطبيق، لتلتحق بالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة اللذين اتخذا قرارات مماثلة، وسط تصاعد التوتر مع الصين على صعد مختلفة.
ومع تأكيده أن قرار الدول الغربية بشأن تيك توك مرتبط بالتنافس الاقتصادي والسياسي بين هذه الدول والصين، وأن هناك إستراتيجية غربية موحدة للتعامل مع بكين، أوضح أستاذ الدراسات الأمنية والعلاقات الدولية في جامعة لوفبرا البريطانية أفضال أشرف أن قدرة التطبيق على طرح شفرات ضارة تسمح بالدخول إلى الأجهزة وتتجاوز إجراءات الحماية هي مصدر خوف وهواجس الحكومات في الولايات المتحدة الأميركية وكندا ودول الاتحاد الأوروبي.
لكن هذه الهواجس الغربية لا تستند إلى أدلة ملموسة بأن تيك توك يمكنه أن يلحق ضررا بالأجهزة والأنظمة التابعة للحكومات التي حظرته كما أكد ضيف حلقة (2023/3/1) من برنامج “ما وراء الخبر”، مبينا أن شركات وتطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى يمكن محاسبتها من قبل الحكومة الأميركية، لكن الشركة الصينية لا يمكن محاسبتها في حال وجود خطر ملموس.
من جهته، أقر بيتر ميسيك -وهو خبير في أمن المعلومات والمحاضر في إدارة الإنترنت بكلية الشؤون الدولية والعامة في جامعة كولومبيا- بأن مخاوف الحكومات الغربية غير مبررة، فلا توجد أدلة وبراهين على المخاطر التي قد يشكلها تطبيق تيك توك، وما يتردد ليس سوى شائعات وتعليقات منقولة عن تصريحات مسؤولين يرفضون تقديم هذه الأدلة.
وأشار إلى وجود ثغرات أمنية وعدم احترام خصوصية العملاء في تطبيقات تابعة لشركات تكنولوجية عملاقة في وادي السيليكون دون أن تتم معاقبتها.
منصة تحظى بشعبية كبيرة
من جهة أخرى، قال أستاذ الدراسات الأمنية والعلاقات الدولية في جامعة لوفبرا إن تيك توك منصة تحظى بشعبية كبيرة، واستطاعت أن تسيطر في مجال استخدام الشباب وسائل التواصل الاجتماعي متفوقة بذلك حتى على فيسبوك.
وتساءل عن سبب استهداف هذا التطبيق الصيني في الوقت الذي سمحت فيه الشركات التكنولوجية الغربية مثل فيسبوك وتويتر بأن تستخدم بيانات المستخدمين لأغراض سياسية للتأثير في الانتخابات كما حصل في الولايات المتحدة الأميركية، وكوسيلة تأثير لصالح حكومات أجنبية.
كما يرى الخبير في أمن المعلومات أن تيك توك هو تطبيق شعبي محبوب في العالم الغربي، مؤكدا أن الخطر يتهدده بسبب حظره من قبل حكومات غربية، وقال إن مليارات الدولارات هي على المحك، لأن الشركة الصينية لديها وحدات تجارية في الولايات المتحدة ودول أخرى، وهي مهتمة بالإعلانات والدعاية، وما يحدث هو ضرب لعلامتها التجارية.
وأشار الخبير إلى أن التخوف الحالي هو من فكرة تقسيم الإنترنت باعتباره فضاء لا حدود له يمكّن من بناء علاقات بين أفراد وثقافات عبر الحدود.
يذكر أن البيت الأبيض أمهل الدوائر الحكومية 30 يوما حتى تزيل تيك توك من كل الأجهزة والنظم التي تستخدمها.
وكان مجلس النواب الأميركي قد دعا في مذكرة داخلية المشرعين وموظفيه إلى إزالة التطبيق من هواتفهم وأجهزتهم المحمولة.
بدورها، شهدت مؤسسات تابعة للاتحاد الأوروبي -أهمها مفوضيته ومجلس النواب الأوروبي التابع له- إجراءات لوقف التعامل مع التطبيق المثير للجدل.
وفي رد الفعل الصيني، قالت بكين إن واشنطن بالغت في رد فعلها تجاه التطبيق، واتهمت متحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية الولايات المتحدة بإساءة استخدام سلطة الدولة لقمع الشركات الأجنبية.