بعد كارثة الزلزال.. مغتربون سوريون يواجهون صعوبات في إيصال المساعدات العينية لذويهم | سياسة
مراسلو الجزيرة نت
إدلب– يكثف مالك الفارس (38 عاما) اتصالاته مع أصدقاء في شمال غرب سوريا وجنوب تركيا، وذلك بهدف تأمين شركة شحن لإدخال مساعدات إلى المناطق المنكوبة من الزلزال، بعد أن أقدم في الفترة الأخيرة على جمع كميات من الملابس من الحي الذي يقطن فيه -في إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية باريس- بهدف مساعدة المتضررين من الزلزال شمال غرب سوريا.
ورغم جهوده، لم يتمكن مالك حتى الآن من إرسال المساعدات التي جمعها، وذلك بسبب عدم وجود طرق لإيصال المساعدات عبر شركات الشحن من دول أوروبية إلى تركيا، لا سيما إلى المناطق التي ضربها الزلزال.
صعوبات
وفي حديثه للجزيرة نت، يقول الفارس “أحاول منذ أسبوعين إرسال الملابس والأغطية عبر شركات الشحن بالتزامن مع جمعنا مساعدات مالية، ولكن أغلب شركات الشحن التي تُدخل البضائع للشمال السوري توقفت بسبب تضررها جراء الزلزال”.
وتابع أن هناك حملات لجمع الأدوية والملابس وحتى الخيام، غير أن المشكلة تكمن في عدم وجود جهات يمكنها استلام المساعدات وإدخالها للشمال السوري، معلقا “لا يمكن إرسالها إلى مناطق سيطرة النظام، لأن المسؤولين لا يوصلون المساعدات للمدنيين هناك بل يقومون بسرقتها”.
وقام عدد من المغتربين السوريين بحملات تبرعات مالية بالإضافة إلى جمع مساعدات عينية تشمل الملابس والأدوية وبعض الخيام بالإضافة إلى تعهدات بإرسال مساعدات تشمل أجهزة طبية.
من جانبه، شرع محمد الأخرس -وهو رجل أعمال سوري يعيش في دولة بنين الأفريقية- بحملة لجمع تبرعات -تشمل الأدوية- من أصدقائه، لا سيما من الذين يعملون في استيراد الدواء وذلك بهدف إيصالها لمناطق شمال غرب سوريا.
وفي حديثه للجزيرة نت، يقول الأخرس “نحاول إيصال المساعدات عبر طريقين، الأول عبر تركيا من خلال إيصالها لجهة تقوم بتوزيعها على المتضررين، وذلك بعد فقدان الأمل في إرسالها عبر شركات الشحن وتوصيلها للناس المتضررين عبر أشخاص نثق بهم في الداخل السوري”.
أما عن الطريق الآخر، يقول الأخرس “هناك طريق آخر لكنه ليس مضمونا، وهو عبر مدينة أربيل العراقية حيث يتم إدخال المواد عبر معبر سيمالكا الحدودي بين العراق وسوريا، حيث تمر بالمناطق الشرقية التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، ومن ثمَّ عبر مناطق الجيش الوطني السوري لتدخل المناطق المتضررة”.
وعطفا على ذلك، يؤكد الأخرس أن جميع هذه الخيارات تواجه صعوبات بسبب عدم الحصول على موافقة سريعة من قبل الأطراف، أو ربما يتم منع دخول الشاحنات، وهذا الأمر يمنعنا من إرسال المساعدات قبل التأكد من وصولها للمحتاجين، وفق قوله.
وعمل بعض السوريين في الداخل التركي على جمع مساعدات عينية تشمل الخيام والأغطية الشتوية والمواد الغذائية وإرسالها عبر شاحنات مع جمعيات انسانية تركية لإدخالها للشمال السوري.
حلول بديلة
من جانبه، يطرح الناشط في المجال الإغاثي في شمال سوريا محمد العيدو حلا لمواجهة مشاكل إيصال المساعدات العينية التي يقدمها المغتربون للمتضررين، وذلك من خلال إرسالها لشخصيات موثوقة في الداخل التركي، ومن ثم يتم إرسالها مع حملات المنظمات التي ترسل المساعدات للداخل السوري.
وفي حديثه للجزيرة نت، يضيف العيدو “خلال الأيام الماضية، تم إدخال 57 شاحنة مساعدات تركية من قبل سوريين وأتراك عبر جمعيات إنسانية، ويمكن جمع مساعدات المغتربين بالتنسيق مع هذه الجمعيات وتوزيعها مع إرسال مقاطع فيديو توثيقية تثبت توزيع المساعدات”.
وتسبب الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق جنوب تركيا وشمال غرب سوريا في 6 فبراير/شباط الجاري بعشرات آلاف الضحايا في كلا البلدين، حيث تجاوزت أعداد الضحايا 50 ألف ضحية حتى الآن، أكثر من 6 آلاف منهم في الجانب السوري، في الوقت الذي تعيش فيه مناطق شمال غرب سوريا صعوبات كبيرة بسبب قلة المساعدات الإنسانية التي دخلت هذه المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية عقب سنوات من الحرب.