قتيل إسرائيلي بأريحا.. واشنطن تطالب بمحاسبة المستوطنين وتعويض ضحاياهم والاحتلال يعزز قواته بكتيبة رابعة بالضفة | أخبار
أفادت وسائل إعلام فلسطينية باندلاع مواجهات بين شبان فلسطينيين ومستوطنين في ميدان الزيتونة ببلدة حوارة في ضواحي مدينة نابلس (شمالي الضفة الغربية)، في حين دعت الولايات المتحدة الحكومة الإسرائيلية إلى ضمان مساءلة المسؤولين عن الهجمات.
ويوثق تسجيل مصور بثته قناة إسرائيلية مشاهد من إشعال النيران في إطارات للسيارات بقارعة الطريق في ميدان الزيتونة.
وفي وقت سابق مساء أمس الاثنين، قتل إسرائيلي متأثرا بجراح خطيرة أصيب بها لدى إطلاق النار على سيارته قرب أريحا، في حين فرض جيش الاحتلال الإسرائيلي حصارا على المدينة في محاولة لاعتقال المنفذين.
ووفقا للقناة 12 الإسرائيلية، فقد أطلق منفذا هجوم أريحا النار على سيارات في 3 مواقع مختلفة.
وأكدت التحقيقات الأولية أن مسلحا أطلق النار على سيارة، ثم عاد وأطلق النار على سيارة أخرى وأصابها، وبعد مسافة قصيرة أطلق النار على سيارة ثالثة لكنه أخطأها، وقام بعد ذلك مع زميل له بإحراق سيارتهما، ولاذا بالفرار نحو مدينة أريحا.
وأشادت فصائل فلسطينية بعملية أريحا، وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها تأتي في إطار الرد على جرائم جيش الاحتلال ومستوطنيه، كما باركتها حركة الجهاد الإسلامي، وأشادت بما وصفته بشجاعة منفذيْها.
والأحد الماضي، شهدت بلدة حوارة وعدد من القرى الفلسطينية في محيط مدينة نابلس هجمات غير مسبوقة من قبل مستوطنين إسرائيليين، أسفرت عن مقتل فلسطيني وإصابة العشرات وإحراق وتدمير عشرات المنازل والسيارات الفلسطينية، وذلك بعد مقتل مستوطنين اثنين في إطلاق نار على سيارة كانا يستقلانها قرب البلدة.
ولم تعلن سلطات الاحتلال الإسرائيلية اعتقال المستوطنين المسؤولين عن الهجمات في البلدات الفلسطينية أو ملاحقتهم.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت -خلال جولة تفقدية لموقع هجوم حوارة- إن الفترة المقبلة قد تشهد أياما معقدة وصعبة على جبهات مختلفة في الضفة الغربية وعلى الحدود مع غزة.
وأوعز المسؤول الإسرائيلي بمواصلة عمليات البحث لإلقاء القبض على منفذي العملية حيين أو ميّتين، حسب قوله.
وأعلن جيش الاحتلال تعزيز قواته في الضفة الغربية بكتيبة رابعة بدءا من مساء أمس الاثنين بعد تقييم للوضع الأمني.
وطالب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني من هجمات المستوطنين التي تتم بحماية جيش الاحتلال وبغطاء سياسي من حكومتهم، على حد تعبيره.
وأضاف المالكي -في تصريح للجزيرة- أن عدم اتخاذ إجراءات دولية يمنح إسرائيل مناعة استثنائية بالإفلات من العقاب.
إدانة أميركية ودعوة للمساءلة
من جهتها، دانت الخارجية الأميركية ما أسمته العنف العشوائي واسع النطاق الذي يشنه مستوطنون إسرائيليون ضد الفلسطينيين، والذي وصل إلى حد القتل.
وفي مؤتمر صحفي له، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن الولايات المتحدة تتوقع من الحكومة الإسرائيلية ضمان المساءلة الكاملة والمحاكمة القانونية للمسؤولين عن هذه الهجمات، بالإضافة إلى تعويض المنازل والممتلكات المفقودة للفلسطينيين.
وأكد أنه “يجب السعي إلى المساءلة والعدالة بالقدر نفسه من الصرامة في جميع حالات العنف المتطرف”.
بدوره، جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إدانته بشدة ما وصفه بالأعمال الإرهابية والعنف التي شهدتها حوارة، ودعا إلى محاسبة الجناة.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن غوتيريش يشدد على وجوب وقف أعمال العنف والتحريض فورا، مؤكدا أنه “لا يمكن تبرير الإرهاب أو الحرق العمد أو أعمال الانتقام ضد المدنيين”.
وحث جميع الأطراف على اتخاذ إجراءات لتهدئة الوضع والامتناع عن الخطوات التي من شأنها تأجيج الوضع المضطرب بالفعل.
مقتل إسرائيلي-أميركي
وفي السياق، أعلن برايس أن إسرائيليا قُتل أمس الاثنين خلال أعمال عنف وقعت في مدينة أريحا بالضفة الغربية المحتلة وهو يحمل أيضا الجنسية الأميركية.
وقال برايس “ندين القتل المروّع لشقيقين إسرائيليين قرب نابلس، ولإسرائيلي قرب أريحا تفيد معلوماتنا بأنه مواطن أميركي أيضا”.
وقال سفير واشنطن لدى إسرائيل توم نيدس -في تغريدة بحسابه على تويتر- للأسف، أستطيع أن أؤكد مقتل مواطن أميركي في إحدى الهجمات الإرهابية في الضفة الليلة.
مستوطن يحاول دهس ضابط إسرائيلي
من ناحية أخرى، أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس الاثنين بأن مستوطنا حاول دهس أحد ضباطه شمالي الضفة الغربية، في حين رشق آخرون جنود الاحتلال بالحجارة.
وقال جيش الاحتلال -في بيان نشره في حسابه على تويتر- رشق عدد من المواطنين (الإسرائيليين) -في وقت سابق مساء اليوم (الاثنين)- الحجارة باتجاه قوات الجيش الإسرائيلي في منطقة مفترق الغاز (غرب نابلس).
وأضاف أن مستوطنا حاول دهس ضابط في الجيش كان يقف عند النقطة، وردت القوة بإطلاق النار على إطارات السيارة، لكنها تمكنت من الفرار.
وقال جيش الاحتلال إن أحد قادته بالضفة الغربية تعرض للاعتداء اللفظي والبدني الأحد الماضي عندما حاول إبعاد مستوطنين كانوا يقومون برشق سيارات فلسطينية عند مستوطنة ريمونيم قرب رام الله (وسط).
وأضاف أن المشتبه فيهم قاموا بالاعتداء اللفظي على الضابط ودفعوه بعيدا، لافتا إلى أن شرطة حرس الحدود قامت باعتقال مستوطنين تورطا في الواقعة.
من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي -في تغريدة على تويتر، تعليقا على اعتداءات المستوطنين على عناصر الجيش- إن قيام مثيري شغب يهود بمهاجمة جنود الجيش الإسرائيلي عمل خاطئ وخطير للغاية. لن يكون هناك تسامح مع منتهكي القانون.
ومنذ بداية العام الجاري، استشهد 66 فلسطينيا برصاص الاحتلال الإسرائيلي، بينهم 11 خلال اقتحام الاحتلال مدينة نابلس (شمالي الضفة الغربية) الأربعاء الماضي.
وردا على هذه الاعتداءات، ينفذ فلسطينيون عمليات إطلاق نار، لا سيما في مدينة القدس الشرقية المحتلة؛ مما أسفر عن مقتل 14 إسرائيليا منذ بداية 2023، حسب وسائل إعلام إسرائيلية.