بعد تصعيد الاحتلال في الضفة الغربية.. محللون يؤكدون: الفلسطينيون يعيشون حالة انتفاضة والوضع يتجه للانفجار | أخبار البرامج
27/2/2023–|آخر تحديث: 27/2/202311:07 PM (مكة المكرمة)
قبل أن يجف الحبر الذي كتب به اتفاق العقبة الذي سعى للتهدئة في الأراضي الفلسطينية المحتلة تفجرت الأوضاع على الأرض في الضفة الغربية بشكل ينسجم مع إعلان قادة إسرائيل تمسكهم بخططهم الاستيطانية والتصعيدية بعيدا عن هذا الاتفاق، وبما يتفق مع تحذيرات أطلقتها الكثير من الفصائل والقوى الفلسطينية بشأن عدم صدق الحكومة الإسرائيلية المتطرفة الحالية، خاصة في ظل تخاذل المجتمع الدولي وتقاعسه المتواصل عن نصرة الشعب الفلسطيني.
ولم تكد تمر بضع ساعات على توقيع اتفاق العقبة الذي جمع قادة أمنيين وسياسيين إسرائيليين وفلسطينيين بحضور نظرائهم الأردنيين والمصريين ومسؤولين أميركيين حتى كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي تجتاح مدنا في الضفة الغربية وتسقط الشهداء من أبنائها.
في المقابل، لم تحرك قوات الاحتلال ساكنا تجاه مهاجمة مستوطنين قرى في مدينة نابلس وإحراق بيوت الفلسطينيين ومزارعهم وممتلكاتهم ردا على قتل أحد المستوطنين، فيما رد الفلسطينيون بقتل مستوطن وإسرائيلي آخر في عمليتين منفصلتين، وهو الأمر الذي أثار تساؤلا حول السيناريوهات التي يتجه لها المشهد السياسي في المنطقة، وهل ستشهد الأيام المقبلة مزيدا من التفجر في الأوضاع أم أن هناك قوى أخرى إقليمية ودولية باستطاعتها فرض الهدوء ولو بشكل مؤقت؟
بحسب وجهة نظر أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، فإن تفاهمات العقبة ولدت ميتة، مبررا ذلك بأن الجانب الإسرائيلي لم يكن يرغب في التهدئة ويكذب باستمرار “فبعد اجتماع العقبة قام بمجزرة وحشية وصفها بأنها هجوم استيطاني فاشي عنصري ومتطرف”.
ولام البرغوثي -في تصريحات لبرنامج “ما وراء الخبر” بتاريخ 2023/2/27 السلطة الفلسطينية، لأنها رضخت للضغوط وقبلت سحب مشروع رفض الاستيطان من مجلس الأمن قبل أيام، ثم عادت وقبلت المشاركة في اجتماع العقبة رغم أنها تدرك على مدى سنوات طويلة أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن الوقوف إلى جانب الصف الإسرائيلي ولن تنصف الفلسطينيين، لذلك دعا السلطة للتخلي عن كل الاتفاقيات والتفاهمات التي أبرمتها مع إسرائيل وأن تضع العالم أمام مسؤولياته.
وأكد البرغوثي على أن الشعب الفلسطيني يعيش حالة انتفاضة على شكل موجات متتالية منذ عام 2015 “عندما أدرك فشل المشاريع السياسية، وأن الحركة الصهيونية لا تريد حلا وسطا مع الفلسطينيين”.
كما شدد على أن الفاشيين في الحكم الإسرائيلي يهدفون من خلال التصعيد إلى ضم الضفة الغربية وكذلك ترحيل الفلسطينيين.
وأعرب البرغوثي عن قناعته بأن الوضع يتجه لمزيد من الانفجار في قادم الأيام.
وإلى حد بعيد اتفق مدير مركز القدس للدراسات الإسرائيلية عماد أبو عواد -في حديثه لـ”ما وراء الخبر” مع ما ذهب إليه البرغوثي، وقال إن التصعيد لإسرائيلي الحالي ما هو إلا محاولة لحسم الصراع ضد الفلسطينيين من خلال القضاء على الشعب والمقاومة معا.
أما على الصعيد الفلسطيني فرأى أبو عواد أن الواقع السياسي والاقتصادي الذي يشهده الشارع الفلسطيني وغياب قيادة فلسطينية تستطيع توحيده وتقديم رؤية للأطراف الإقليمية والدولية يزيدان الوضع تأزما، وهذا ما تسبب -من وجهة نظره- في تصادم بين الجانبين وتصعيد مستمر لا يمكن ضبطه.
ولم يبد الخبير في شؤون الأمم المتحدة عبد الحميد صيام تفاؤلا بشأن وضع الملف الفلسطيني في الأمم المتحدة، حيث وصفه بأنه مختل ولا يخدم مصالح الفلسطينيين بل يميل لصالح رواية “الكيان الصهيوني”، معتبرا أن الهروب إلى المجتمع الدولي “المنافق” لن يغير من واقع الأمر شيئا، داعيا الفلسطينيين إلى حماية أنفسهم بأنفسهم.
وبشأن المنظومة الأمنية في إسرائيل، أوضح المستشار السابق في الأمن القومي الأميركي ديفيد بولجير أن سلوك المستوطنين المسلحين يؤدي إلى استفزاز الفلسطينيين وتنفيذ العديد من عمليات المقاومة، معتبرا أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تشعر بالعجز، لأنها غير قادرة على ضبط تصرفات المستوطنين “المستفزة”.