وثيقة الصين للتسوية.. ترحيب روسي مشروط وتشكيك غربي وزيلينسكي يعتزم لقاء نظيره الصيني | أخبار
أبدت الدول الغربية تشككا في اقتراح قدمته الصين اليوم الجمعة، لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، في حين أعلنت روسيا ترحيبها بجهود الصين، مشددة على ضرورة الاعتراف بضم موسكو لـ4 مناطق أوكرانية.
وفي حين رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ببعض عناصر الاقتراح الصيني فإنه قال إن بكين لم تقدم خطة حقيقية بل بعض “الأفكار”، مشددا على أن الدولة التي تدور فيها الحرب هي التي ينبغي أن تطلق خطة السلام.
وأضاف في مؤتمر صحفي بكييف “أعتقد أن من الصواب أنه إذا كانت هناك أفكار تتوافق بطريقة أو بأخرى مع احترام القانون الدولي وسلامة الأراضي.. فلنعمل مع الصين في هذه النقطة”، ومضى قائلا “ولم لا؟”.
وأعلن زيلينسكي أنه يعتزم عقد اجتماع مع نظيره الصيني شي جين بينغ، وقال “سيكون ذلك مهما للأمن العالمي. الصين تحترم وحدة الأراضي ويجب أن تفعل كل شيء لضمان مغادرة روسيا أراضي أوكرانيا”.
ودعت الصين اليوم الجمعة، الذي يوافق مرور عام بالضبط على بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، إلى وقف شامل لإطلاق النار، وهو اقتراح رفضته كييف ما لم يشمل سحب روسيا قواتها.
وحثت بكين على التهدئة بشكل تدريجي وحذرت من استخدام الأسلحة النووية، وقالت إن الصراع لا يفيد أحدا.
وقال مندوب الصين في مجلس الأمن خلال جلسة خاصة عقدت مع مرور عام على الحرب، إن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لحل الأزمة الأوكرانية، وإن وضع أطراف النزاع حول طاولة المفاوضات ليس أمرا سهلا لكنه الخطوة الأولى نحو حل سياسي.
تشكيك غربي
وفي المواقف الغربية من المقترح الصيني، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن “أي اقتراح يمكن أن يدفع عجلة السلام هو أمر يستحق النظر. إننا نلقي نظرة عليه”.
واستطرد لبرنامج “صباح الخير أميركا” الذي تبثه شبكة “إيه بي سي” قائلا “لكن.. هناك 12 نقطة في الخطة الصينية. إذا كانوا جادين بشأن النقطة الأولى، وهي السيادة، فإن هذه الحرب يمكن أن تنتهي غدا”.
وتابع “تحاول الصين الجمع بين الشيء ونقيضه: فمن ناحية تحاول تقديم نفسها علنا أنها محايدة وتسعى إلى السلام، بينما تدافع في الوقت نفسه عن رواية روسيا الزائفة عن الحرب”.
وأضاف بلينكن أن الصين تقدم مساعدات غير فتاكة لروسيا من خلال شركاتها، مكررا اتهام بكين بأنها “تفكر الآن في تقديم مساعدة فتاكة”.
خطة أم أفكار؟
بدورها، اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الصين لم تعرض خطة سلام بل بعض المبادئ، وقالت “سننظر في المبادئ بالطبع، لكننا سننظر إليها في ضوء انحياز الصين إلى أحد الطرفين”.
من جهته، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن اقتراح الصين لوضع حد للحرب في أوكرانيا “مثير للاهتمام” غير أنه ليس خطة شاملة تؤدي إلى السلام.
وأعلن بوريل في الأمم المتحدة “أنها ليست خطة سلام، إنها ورقة اقتراح.. ضمنتها الصين جميع المواقف التي تم التعبير عنها منذ البدء”.
لكن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك رأى أن الوثيقة الصينية “مساهمة مهمة”، مشيدا خصوصا بالدعوة إلى عدم استخدام السلاح النووي، مشددا على “المسؤولية المشتركة” للتوصل إلى “سلام عادل”.
وفي إستونيا، أشار الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في تصريحات للصحفيين إلى أن بكين وقعت اتفاقية مع موسكو قبل أيام فقط من غزوها أوكرانيا قبل عام.
وقال “الصين لا تتمتع بالكثير من المصداقية لأنها لم تكن قادرة على إدانة الغزو غير المشروع لأوكرانيا”.
وخلال الأيام الماضية، حذرت دول غربية من أن أي تحرك من جانب الصين لبيع أسلحة لروسيا ستكون له عواقب وخيمة.
وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان لشبكة “إن بي سي” إنه لن يؤكد ما ورد في تقرير لمجلة دير شبيغل الألمانية عن إجراء روسيا محادثات مع شركة تصنيع صينية بشأن شراء 100 طائرة مسيرة.
وأضاف “حتى الآن لم نر الصين تقدم مساعدات فتاكة لروسيا، ونواصل التأكيد على السبب في أن ذلك سيكون خطأ فادحا بالنسبة لهم”.