غموض بشأن عزل “فاغنر” جزئيا لباخموت وانقسام داخل “العشرين” بشأن الحرب في أوكرانيا | أخبار
ذكرت وسائل إعلام روسية أن قوات شركة “فاغنر” الروسية تمكنت من عزل مدينة باخموت شرقي أوكرانيا بصفة جزئية وهو ما تنفيه كييف، في حين انقسمت دول مجموعة العشرين المجتمعة في الهند بشأن الموقف من حرب روسيا على أوكرانيا.
وقال موقع “ريبار” العسكري الروسي إن عناصر فاغنر تمكنوا من عزل مدينة باخموت عن الضاحية الشمالية الغربية، بعد سيطرتهم على بلدة بيرخوفكا.
وأضاف الموقع أن عناصر فاغنر وسعوا هجومهم على مواقع الجيش الأوكراني شمال غرب باخموت. وأكد أن القوات الأوكرانية تحاول استعادة جزء من الطريق الرابط بين باخموت وسلافيانسك دون جدوى.
غير أن مراسل الجزيرة نقل عن مصادر عسكرية أوكرانية أن قتالا شديدا يدور في المحور الشمالي لمدينة باخموت، دون أن تتمكن القوات المهاجمة من إحراز أي تقدم جديد.
وتحاول القوات الروسية وقوات الانفصاليين المواليين لموسكو السيطرة على باخموت الإستراتيجية في مقاطعة دونيتسك منذ أشهر، في ظل مقاومة أوكرانية مستمرة.
وكان موقع ريبار قال إن سيطرة قوات فاغنر على بلدة بيرخوفكا تمكنها من قطع أحد أهم طرق إمدادات الجيش الأوكراني.
وسبق أن ظهر قائد مليشيا “فاغنر” يفغيني بريغوجين قبل بضعة أيام في مقطع مصور وهو يتفقد مواقع قواته فيما قيل إنها الأحياء الشرقية من باخموت.
من ناحية أخرى، قالت قيادة الأركان الأوكرانية إن الجيش الروسي يركز هجماته بشكل كبير على محاور باخموت وليمان وإفديفكا وشاختار في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، وعلى محور كوبيانسك في مقاطعة خاركيف شمال شرقي البلاد.
وذكرت قيادة الأركان الأوكرانية في بيان لها أن قواتها صدت 70 هجوما روسيا على هذه المحاور خلال الساعات الأخيرة.
البحر الأسود
وقالت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية إن القوات الروسية تستعد لشن هجوم صاروخي على أوكرانيا من البحر الأسود.
وأضافت أن الفرقاطة “الأدميرال ماكاروف” توجهت إلى البحر الأسود وعلى متنها 8 صواريخ، مشيرة إلى أن روسيا ضاعفت عدد سفنها العاملة في البحر الأسود، في خطوة ربما للاستعداد لشن هجمات صاروخية أخرى.
وطالبت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية سكان المنطقة بعدم تجاهل الإنذارات الجوية وتوخي الحذر على حد تعبيرها.
وفي الجبهة الجنوبية أيضا، أفاد مراسل الجزيرة بتصاعد حدة القصف المتبادل بين روسيا وأوكرانيا بين ضفتي نهر دنيبر.
وقال المتحدث باسم الإدارة العسكرية في منطقة أوديسا سيرغي براتشوك إن القوات الأوكرانية استهدفت مواقع للقوات الروسية في قرية فيليكي كوباني على الضفة اليسرى من منطقة خيرسون، مما أدى لمقتل العشرات من القوات الروسية.
يأتي ذلك في حين شهدت مدينة خيرسون وضواحيها قصفاً روسيا صاروخياً ليلياً عقب دوي صفارات الإنذار.
مجموعة العشرين
قالت الهند، الرئيسة الحالية لمجموعة العشرين، اليوم السبت، إن معظم أعضاء المجموعة “ينددون بقوة” بالحرب في أوكرانيا التي دخلت أمس عامها الثاني، وأكدوا مواقفهم المطالبة بانسحاب روسيا من الأراضي الأوكرانية.
وفي بيان صدر في نهاية اجتماع وزراء المالية ورؤساء البنوك المركزية لدول المجموعة قرب مدينة بنغالورو الهندية، ذكرت نيودلهي أن جميع دول المجموعة صدقت على البيان الذي يندد بالحرب الروسية على أوكرانيا باستثناء روسيا والصين.
وقال وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر في اجتماع مجموعة العشرين إن بلاده تأسف لموقف الصين بعدم إدانة الحرب على أوكرانيا.
وذكرت الهند أن مجموعة العشرين ليست محفلا لحل المشكلات الأمنية، لكن القضايا الأمنية يمكن أن يكون لها تبعات خطيرة على الاقتصاد العالمي.
وأوردت وكالة رويترز نقلا عن 3 مصادر مطلعة أنه ليس من المتوقع أن تصدر دول العشرين بيانا مشتركا، اليوم السبت، بعد اجتماع وزراء المالية ورؤساء البنوك المركزية لدول المجموعة الذي شهد مناقشة قضايا سياسية “أزعجت” روسيا والصين.
تصريح ميدفيديف
وفي سياق متصل، قال ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي إن بلاده “تواجه أعداء من 50 دولة هدفهم خنق روسيا ومسحها من على وجه الأرض”.
وأضاف ميدفيديف في مقال بصحيفة “الدفاع الوطني” أنه لا جدوى من الضغط على روسيا، مشيرا إلى أن الصناعة العسكرية الروسية “قادرة على إنتاج كل ما يحتاجون إليه للتصدي لأي عدوان”.
وأوضح أن التاريخ يعيد نفسه بعد الذكرى الـ80 للانتصار في معركة ستالينغراد، حيث تواجه روسيا مرة أخرى إمبراطورية من أعداء مختلفين، “تضم الفاشيين الجدد الأوكرانيين والأوروبيين والولايات المتحدة، والأنجلوساكسون وأتباعهم”.
وفي السياق ذاته، فرض الاتحاد الأوروبي مساء أمس الجمعة حزمة عاشرة من العقوبات على موسكو وعلى شركات إيرانية متهمة بتزويدها بطائرات مسيّرة، حسب ما أعلنت الرئاسة السويدية للتكتل.
وأقرّت هذه الحزمة الجديدة من العقوبات بعدما رفعت بولندا في نهاية المساء تحفّظاتها عليها، إذ إن وارسو سعت لأن تكون العقوبات أكثر شدة بكثير لكن مسعاها باء بالفشل.
وحسب مصادر دبلوماسية، فإن هذه الحزمة العاشرة من العقوبات تفرض خصوصا قيودًا جديدة على صادرات أوروبية إلى روسيا بقيمة 11 مليار يورو، وتجمّد أصول 3 بنوك روسية والعديد من الكيانات، بما في ذلك شركات إيرانية متهمة بتزويد موسكو بطائرات مسيّرة.