الفكر أم المال!

موقعي نت متابعات الدوري السعودي:
تقول الكاتبة الروسية الأمريكية آين راند:
المال مركبة يمكنك أن تستقلها لتنقلك إلى أي مكان تشاء عبر طريق صعب وطويل إلا انه بالمال وحده لا يمكنك قيادة تلكالمركبة بنفسك والاستغناء عن سائقها.
لطالما كان نقاش “الفكر أم المال” محل جدل للكثيرون وخصوصاً من ناحية رياضية وتحديداً في كرة القدم.
بالتأكيد أن المال هو العصب الرئيسي الذي تعتمد عليه كل أندية كرة القدم في العالم، ومن خلاله يتم عقد الشراكات وجلبالرعايات وبناء المنشاءات وشراء اللاعبين وبيعهم وتجديد عقودهم ودفع رواتبهم ومن خلاله تعتمد الأندية على تحديدمعظم أهدافها، وهذا ليس كل شيء بل أن المال يعمل أكثر من ذلك بكثير.
ولكن هل المال وحده قادر على تحقيق الإنجازات التي يستطيع أي نادي أن يدونها في سجلات التاريخ وتزيد رصيد بطولاته وانجازاته وتجعلالناس يتذكرون ذلك دائماً؟
من وجهة نظري أن المال ليس كافياً في تحقيق ذلك، بل أن الحقيقة التي وجدناها من خلال قراءة المشهد في كرة القدم عبر التاريخ، أن الفكر يجب أنيحرك المال ، لا أن يكون المال هو من يحرك الفكر.
كان برلسكوني الرئيس الذهبي لنادي ميلان الذي أضاف إلى تاريخ النادي الإيطالي الكبير خمسة بطولات لدوري ابطال اوروبا وغيرها منالبطولات المتنوعة الكبرى الأخرى، كان يعتمد بشكل كبير على صفقات منخفضة التكلفة او حتى احياناً تكون مجانية، وكان مديره التنفيذيجالياني ينتظر حتى اخر دقيقة في السوق للتعاقد مع بعض اللاعبين بأقل الأسعار ، ولكنه كان يعتمد بشكل كبير على الفكر الذي يقودمنظومة فريقه داخل الملعب مثل المدرب ساكي او انشيلوتي.
تسيد ميلان على اوروبا وهو ليس لديه ملعب خاص فيه، بل هو يدفع لبلدية المدينة قيمة ايجار الملعب سنوياً، وكان غيره من الأندية الأخرىالمنافسة او حتى غير المنافسة يمتلكون الملاعب الخاصة بهم ويحققون العوائد والارباح أكثر منه.
تشيلسي الذي دفع الاموال الطائلة التي تتجاوز النصف مليار يورو في هذه السنة لجلب اللاعبين المهمين وتدعيم فريقه يقبع في المركزالعاشر في الدوري الانجليزي ويمر في تذبذب كبير بالمستوى ومن الصعوبة أيضاً أن يحجز له مقعد مؤهل لدوري ابطال اوروبا.
الأمثلة كثيرة، والملعب هو الفيصل ، والتاريخ هو المعلم، والحاضر هو الشاهد ايضاً ، وتبقى الحقيقة كما قال الأديب الإيرلندي جوناثانسويفت:
الأشخاص الحكماء يجب أن يمتلكوا الأموال في رؤوسهم، وليس في قلوبهم.