حمزة يوسف.. مسلم من أصول باكستانية مرشح لمنصب رئيس وزراء أسكتلندا | الموسوعة

عقب إعلان رئيسة الوزراء الأسكتلندية نيكولا ستورجن عن استقالتها من منصبها، تقاطرت إعلانات المرشحين الراغبين في تعويضها على رأس الحزب الوطني ورئاسة الحكومة، ومن بين هؤلاء حمزة يوسف.
شغل يوسف منصب وزير الصحة في حكومة ستورجن، وهو أحد الوجوه الشابة الصاعدة بقوة في الحزب الوطني، وهو ما شجعه على أن يكون من أوائل من أعلن نيته الترشح لخلافة رئيسة الوزراء المستقيلة.
وخلال عقد من الزمان تحول اسم يوسف -وهو مسلم من أصول باكستانية- إلى رقم صعب ومهم في المعادلة السياسية الأسكتلندية، بتقلده عددا من المناصب الوزارية المهمة، وكذلك اشتغاله في فريق اثنين من أهم زعماء أسكتلندا خلال العقدين الماضيين، ويتعلق الأمر بكل من ستورجن ورئيس الوزراء الأسبق أليكس سالموند.
وقد يدخل يوسف التاريخ السياسي ليس بالمملكة المتحدة فقط ولكن في الغرب عموما، كأول مسلم يتقلد منصب رئيس الوزراء في بلد غربي، ورغم أن المنافسة شرسة بين عدد من المرشحين، فإن يوسف له حظوظ كبيرة بالنظر للعلاقات التي نجح في نسجها داخل الحزب الوطني، وحاجة الأخير لقيادة شابة بشعارات وخطاب جديد.
الولادة والأصول
ولد حمزة هارون يوسف في مدينة غلاسكو يوم 7 أبريل/نيسان 1985، والده هو مظفر يوسف، الذي ولد بولاية البنجاب في باكستان، وهاجر رفقة أسرته إلى أسكتلندا سنة 1960، أما والدته فهي شايتسا بوتا التي ولدت في كينيا وتنحدر من أسرة من جنوب آسيا، وهاجرت هي الأخرى رفقة أسرتها إلى أسكتلندا واشتغلت هناك في مجال المحاسبة.
الدراسة والشباب
كان يوسف من الأطفال المحظوظين الذين تتوفر لأسرهم الإمكانيات المالية للدراسة في مدارس خاصة، التي تفتح أمام مرتاديها الباب للترقي الوظيفي والسياسي، وهكذا بدأ رحلة العلم في مدرسة “هوتشسونس” في غلاسكو، وبعدها درس بجامعة غلاسكو وحصل على الماجستير بالعلوم السياسية سنة 2007.
وخلال دراسته الجامعية ترأس يوسف جمعية الطلبة المسلمين في جامعة غلاسكو، إضافة لكونه عضو اتحاد طلبة الجامعة، وهناك اكتسب خبرة في الخطابة والمشاركة في الأنشطة العامة، والترافع باسم الطلبة المسلمين.
وشارك في العديد من الحملات الخيرية، لجمع التبرعات لمساعدة المحتاجين والأحياء الفقيرة، وبعدها أصبح المتحدث الإعلامي باسم الجمعية الخيرية “الإغاثة الإسلامية” التي تعتبر من أكبر الجمعيات الخيرية بالمملكة المتحدة، إضافة لاشتغاله في إذاعة محلية لمدة 11 عاما متطوعا من أجل جمع التبرعات والمساعدات الغذائية والملابس لطالبي اللجوء والأشخاص بدون مأوى.
Don’t get to spend enough time with my family so v pleased to have them in @ScotParl yesterday with me ? pic.twitter.com/1b8dCQOswb
— Humza Yousaf (@HumzaYousaf) May 13, 2016
العمل السياسي
كان دخول يوسف غمار العمل السياسي من بوابة البرلمان، من خلال عمله مساعدا للنائب البرلماني بشير أحمد الذي كان أول نائب برلماني مسلم بأسكتلندا سنة 2007، إلا أن هذا لم يدم طويلا لأن أحمد توفي بعد وصوله للبرلمان بأشهر.
دخول يوسف للبرلمان جعله تحت أنظار عدد من القادة السياسيين الذين استقطبوه لفرق عملهم، ولعل أهمهم القيادي سالموند الذي شغل بعدها منصب رئيس وزراء سنة 2008.
بعدها انتقل للعمل مساعدا لستورجن التي كانت حينها من أهم الشخصيات بالبلاد، وكانت هذه المرحلة انطلاقة لعلاقة سياسية قوية بينهما، ستظهر بعدها بتقلد يوسف عددا من المناصب الوزارية المهمة.
ومن بين الخطوات التي ساعدت يوسف في تعزيز خبرته السياسية استفادته سنة 2008 من برنامج “المنحة الدولية للقيادة” الذي تنظمه الخارجية الأميركية، وبعدها سنة 2009 فاز بجائزة “شباب الأقليات” في أسكتلندا.

العمل البرلماني
سنة 2011، تم انتخاب يوسف في البرلمان وعمره 26 عاما عن منطقة غلاسكو، ليكون بذلك أصغر مرشح يتم انتخابه في البرلمان، ولفت الأنظار عندما أدى القسم بالإنجليزية ثم الأوردية دلالة على هويته الإنجليزية الباكستانية، واشتغل في لجنة العدل بالبرلمان.
وبعدها كان يوسف المسؤول عن التواصل بين البرلمان وبين رئاسة الوزراء، وهذا المنصب منحه فرصة للتعرف عن كثب على العمل الحكومي، واستمر في هذا المنصب إلى عام 2012، بعدها بدأ مسارا جديدا في العمل الحكومي.
.@HumzaYousaf just gave his swearing in oath in Urdu. Look how great it sounds: pic.twitter.com/mvPqRucslx
— Siraj Datoo (@dats) May 12, 2016
المناصب الوزارية
عام 2012 تم تعيين يوسف في منصب حكومي هو الأول له، وهو كاتب الدولة بوزارة الشؤون الخارجية والعلاقات الدولية، في عهد ألموند، واشتغل تحت لواء وزارة الثقافة والشؤون الخارجية، وكان حينها أول مسلم من أصول آسيوية يتقلد منصبا وزاريا.
واستمر في هذا المنصب، بعد وصول ستورجن لرئاسة الوزراء عام 2014، وأبقته في منصبه حتى 2016 حيث تم تعيينه وزيرا للنقل.
وعام 2018 تقلد يوسف منصب وزير العدل إلى عام 2021، وخلال هذه الفترة دخل في معركة من أجل تمرير قانون “جرائم الكراهية” وكان الغرض منه توفير حماية أكبر للأقليات والتشديد على جرائم الكراهية والتمييز بين حرية التعبير وبين التحريض ضد أي من مكونات المجتمع، ورغم معارضة بعد الأصوات المحافظة لهذا القانون فإن يوسف نجح في تمريره.
سنة 2021 تسلم منصب وزير الصحة والعمل الاجتماعي في ظروف جائحة كورونا، وخلال هذه الفترة تعرض للعديد من الانتقادات، ووجد نفسه في وجه عاصفة عندما طالب الناس بالتفكير مرتين قبل الاتصال بالطوارئ، وذلك من أجل تخفيف الضغط على المستشفيات، وهو ما اعتبره كثيرون تعريضا لحياة الناس للخطر وحرمانا لهم من الخدمات الصحية.
ومع ذلك فقد تم تسجيل وفاة 500 شخص بسبب طول انتظار الحصول على المساعدات الطارئة، مما دفع يوسف للمطالبة بمساعدة الجيش في خدمات الطوارئ.
الحياة الشخصية
يوسف أب لطفلة ومتزوج من ممرضة مسلمة ويعيش رفقة أسرته في مدينة غلاسكو، وهو مشجع كبير لنادي غلاسكو لكرة القدم، ولا يجد أي مشكلة في الظهور رفقة والدته وأخواته زوجته وكلهن نساء محجبات.