Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
خبر عاجل

وصفت بالعنصرية.. تصريحات سعيد بشأن المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء تثير الجدل | أخبار


لم يهدأ الجدل في تونس منذ أيام بسبب ما وُصف بالتدفق الكبير للمهاجرين غير النظاميين من أفريقيا جنوب الصحراء إلى البلاد، وفي الوقت الذي نددت فيه أصوات حقوقية بما سمته “الهجمة العنصرية على المهاجرين”، جاءت تصريحات الرئيس قيس سعيد لتثير مزيدا من الانقسام والاستهجان.

وفي الآونة الأخيرة، حثّت بعض الحملات على وسائل التواصل الاجتماعي السلطات على التدخل لمنع المهاجرين الأفارقة من السفر عبر تونس، في طريقهم إلى أوروبا، أو من الاستقرار في البلاد مثلما يفعل الآلاف منهم.

 

 

مقطع فيديو وتساؤلات

وقد أثار مقطع فيديو -نشره الأسبوع الماضي أحد النشطاء من ولاية صفاقس (جنوب-شرق)- نقاشا واسعا، إذ يوثّق المقطع وجود عدد كبير من مهاجرين أفارقة جنوب الصحراء توافدوا بطريقة غير شرعية إلى البلاد.

وعنون الناشط مقطع الفيديو بـ”زحف الأفارقة على مدينة صفاقس”، متسائلا عن سر صمت الدولة محليا ومركزيا عن العدد المهول والصادم من أفارقة جنوب الصحراء الذين “احتلوا” المدن، خاصة مدينة صفاقس، حسب وصفه.

ويُظهر الفيديو تقدم عشرات المهاجرين مشيا على الأقدام وبينهم نساء وأطفال. وقال مصور الفيديو حسين عبد الدايم -وهو ناشط في المجتمع المدني- في مداخلة على إذاعة محلية إنه لم ينجح في تصوير كامل أعداد المهاجرين، ولكنه قدرهم بنحو 200 شخص.

واعتبر عبد الدايم أن هناك -ما سماه- “مشروعا استيطانيا” لأفارقة جنوب الصحراء في تونس، وتابع قائلا “من دون أي نزعة عنصرية، هؤلاء المهاجرون يدخلون بطريقة غير شرعية ومن دون هوية واضحة، ويجب على السلطات توضيح هذا الملف”.

وأكد الناشط المدني أن الأهالي يطالبون بتقنين وجود المهاجرين والحد من هذه الظاهرة، خصوصا أن البلاد تشهد فترة شح في المواد الأساسية الاستهلاكية المُدعمة، التي لم يعد التونسي يحظى بها لنفسه.

 

رفض وتجاذب

وتزامنا مع هذه الحادثة، أعاد نشطاء رافضون وجود المهاجرين غير الشرعيين في تونس نشر مقاطع فيديو -سُجلت العام الماضي- تُظهر تدخل الشرطة التونسية لفض معركة بين مجموعة كبيرة من أفارقة جنوب الصحراء، وسط هتافات وحالة من الفوضى والدهشة.

وظهرت في تونس منذ نحو سنة مجموعات على مواقع التواصل تدعو للحد من توافد أفارقة جنوب الصحراء، وتحذر مما سمته “الاستيطان” من لدن المهاجرين الأفارقة، وتنشر توجيهات للتونسيين في كيفية التعاطي مع هؤلاء المهاجرين ومراقبتهم والتبليغ عنهم وعدم تشغيلهم.

وتشهد فضاءات التواصل الاجتماعي حالة من التجاذب بين من يدعم وجود أفارقة جنوب الصحراء في تونس ومن يرفض توافدهم، وسط اتهامات لأطراف سياسية بدعم مخطط “سري” ودعوات أخرى بالكف عن العنصرية.

وزادت تصريحات الرئيس التونسي من حدة هذا التجاذب، وذلك بعدما طالب بضرورة وضع حد سريع لتدفق أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين من أفريقيا جنوب الصحراء إلى البلاد، واصفا الظاهرة بأنها مؤامرة “لتغيير التركيبة الديموغرافية” في البلاد.

 

 

مخطط إجرامي

وقال سعيد، خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي خُصص لمناقشة هذه القضية، إن “الهدف غير المعلن للموجات المتلاحقة من الهجرة غير الشرعية هو اعتبار تونس دولة أفريقية فقط لا انتماء لها للأمتين العربية والإسلامية”.

وأضاف أن تدفق “جحافل المهاجرين غير النظاميين” يؤدّي إلى “عنف وجرائم وممارسات غير مقبولة، فضلا عن أنه مجرّم قانونا”.

وأشار إلى “مخطط إجرامي تم إعداده منذ مطلع هذا القرن لتغيير التركيبة الديموغرافية لتونس”، داعيا إلى “العمل على كل الأصعدة الدبلوماسية والأمنية والعسكرية والتطبيق الصارم للقانون المتعلق بوضعية الأجانب في تونس وباجتياز الحدود خلسة”.

وحسب بيان الرئاسة التونسية، اعتبر سعيّد أن “من يقف وراء هذه الظاهرة يتّجر بالبشر ويدّعي في نفس الوقت أنه يدافع عن حقوق الإنسان”.

انتقادات وتنديد

وردا على هذه التصريحات، قال الأستاذ بالجامعة التونسية والمؤرخ عدنان منصر: “كم أخجل وأنا أرى رئيس بلادي، هذه البلاد التي لم تنفك تنتج الحضارة والأفكار العظيمة، ينغرس في طين الكراهية، ويبدي للبشرية ما أفلح سنينا في إخفائه من عنصرية. الأمر أصبح يهم البشرية اليوم. لقد تجاوز عارنا حدود رقعتنا البائسة”.

وأضاف “كم أخجل من استجابته ’لنبض الشارع‘ الكريه. كم أخجل من مباركته العليا لأفكار الحقد والبغضاء، كم أخجل من هذا الشارع، وكم أخجل ممن افتكوا (أخذوا) منا حتى فخر الانتماء لشيء، اعتقدنا أننا لن نخجل منه يوما: خط الحضارة”.

 

 

أما المترجم والكاتب التونسي وليد أحمد الفرشيشي، فقد علّق قائلا إنه “خطاب عنصري مقيت… ودعوة صريحة إلى الاحتراب.. في زمن ما، أعطى هذا البلد اسمه إلى القارة، وكان بلد اندماج بلا منازع، وهذا ما صنع خصوصيته على مر العصور… فما الذي تغير؟ ما تغير -يا سادة- أن البقر تشابه علينا، بعد أن جرى تسمينها بعلف الشعبوية المنقوع في الشوفينية الحقيرة”.

 

 

من جهتها، علّقت إيناس التليلي “ما هذا الخطاب؟ من مجلس أمن قومي أم مهاترات عنصرية على قارعة الطريق؟ سردية الهجرة والمؤامرة تنتمي إلى قواميس الحركات الفاشية اليمينية، وإلى نظرية الاستبدال العظيم القميئة، سحقا لهذا الخطاب الذي لا يمت بصلة إلى أي معنى من معاني الإنسانية والدفاع عن الأوطان.. صفحة أخرى من خطاب الكراهية والتحريض على العنف”.

 

 

أما فاطمة الزهراء، فقالت باختصار “خطاب عنصرية، وكراهية، وتشجيع على العنف والتقاتل”.

اتهامات ودعوات

ومثّلت تصريحات الرئيس سعيد مادة دسمة للبرامج الإذاعية الصباحية، حيث تناول عدد من المحللين تصريحاته، ورأوها “عنصرية”، وأكدوا أنها عرّت جانب معاداة التونسيين للسود.

 

 

يشار إلى أن تصريحات سعيّد جاءت بعد أيام قليلة من تنديد أكثر من 20 منظمة حقوقية تونسية بما وصفته “خطاب كراهية” تجاه المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء.

 

 

ودعت المنظمات غير الحكومية السلطات التونسية إلى التصدّي لـ”خطاب الكراهية والتمييز والعنصرية” على شبكات التواصل الاجتماعي وفي بعض وسائل الإعلام.

واتّهمت كذلك بعض الأحزاب السياسية باعتماد خطاب الكراهية وبالدعاية السياسية بتسهيل من السلطات المحليّة.



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى