Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
خبر عاجل

ملاعب خارج الخدمة وشغب وأندية مفلسة.. الأزمات تحاصر الدوري التونسي وتتسبب بتراجعه عربيا وقاريا | كرة قدم


تونس – يشهد الدوري التونسي حالة من التخبط واضطراب المواعيد وتفشي ظاهرة العنف والأخطاء التحكيمية التي كانت بمثابة المؤشرات القوية على تراجع مستوى المسابقة عربيا وأفريقيا وألقت بظلالها على مشاركات الأندية في البطولات القارية والإقليمية.

وجاء التصنيف السنوي لأفضل الدوريات في العالم -الذي أصدره الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء “آي إف إف إتش إس” (IFFHS) بكرة القدم في يناير/كانون الثاني الماضي- ليؤكد أزمة الدوري التونسي الممتاز وتراجعه مقارنة بالدوريات العربية والأفريقية، وذلك بالتزامن مع بروز شبهات تلاعب بنتائج بعض المباريات، فضلا عن اتهامات للحكام بمجاملة أندية دون أخرى.

وفي الترتيب الذي يصدر مطلع كل عام حل الدوري التونسي في المركز الـ68 عالميا والثامن على مستوى قارة أفريقيا، وهو الترتيب الأسوأ له تاريخيا منذ إنشاء التصنيف من قبل الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء عام 1991.

أزمة شاملة وأوضاع صعبة

وحل الدوري المصري الممتاز في المركز الأول بين البلدان المنتمية للاتحاد الأفريقي للعبة “كاف” (CAF) والـ13 عالميا، متقدما على الدوري الجزائري (المركز 20 عالميا) ثم الدوري المغربي (المركز 24 عالميا) ثم الدوري السوداني (33) والتنزاني (39) والجنوب أفريقي (52) والأنغولي (60) ثم التونسي (68) فالنيجيري (77) والزامبي (79 عالميا).

وخلال العشرية الماضية كان الدوري التونسي يصنف أفضل الدوريات العربية والأفريقية وواحدا من الدوريات التي تضم أندية تتبوأ مكانة مرموقة في المسابقات القارية والإقليمية، لكن السنوات الثلاث الأخيرة تزامنت مع تراجع كبير للكرة التونسية في التصنيفات الدولية.

واحتلت بطولة الرابطة المحترفة الأولى في تونس (الدوري الممتاز) المركز الأول في تصنيف أفضل دوريات كرة القدم في أفريقيا سنوات 2013 و2014 و2015 و2016 و2017 و2019، قبل أن يتراجع بشكل متواصل في آخر 3 سنوات ليحتل المركز الخامس في 2021 ثم الثامن في آخر تصنيف لدوريات الدرجة الأولى بالقارة السمراء.

الدوري التونسي تراجع إلى المركز الثامن على مستوى قارة أفريقيا (الجزيرة)

وخلال السنوات الأخيرة عانى الدوري التونسي من الأزمات والمشاكل التي استفحلت عام 2022، وظهرت بالخصوص في تفاقم الأزمات المادية للأندية التي أعلن معظمها حالة الإفلاس بسبب الديون ووجودها تحت طائلة حزمة من العقوبات من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” (FIFA) بتوقيع غرامات مالية ضخمة أو خصم عدد من النقاط أو منعها من التعاقد مع لاعبين جدد.

ويعتمد الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء في كرة القدم (اتحاد رسمي معتمد من قبل الفيفا ويقدم شهريا تصنيف الأندية وسنويا تصنيف الدوريات) مقاييس دقيقة تؤخذ بعين الاعتبار في ترتيب دوريات كرة القدم بالعالم.

وتأتي في مقدمة تلك المعايير النتائج التي تحققها الأندية قاريا وإقليميا ودوليا، فضلا عن استقرار مواعيد المباريات وعدد الملاعب ومقاييس اللعب النظيف وندرة أحداث العنف وغيرها من المؤشرات، وذلك بحسب ما أكده للجزيرة نت عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد عماد الكيلاني.

وقال الكيلاني إن “المستجدات التي يشهدها الدوري التونسي خلال آخر 3 سنوات كانت مؤثرة بشكل واضح على مكانته قاريا وإقليميا، فاضطراب مواعيد المباريات وتأجل انطلاقة السباق فضلا عن سقوط جل الأندية في بؤرة عقوبات الفيفا بتغريمها ماديا أو منعها من التعاقدات ساهم في تردي مكانة الدوري الذي كان الأول في قارة أفريقيا”.

وأضاف “شهد الدوري التونسي في 2023 أسوأ ترتيب له منذ إنشاء التصنيف في 1991، ولم يسبق له أن شهد أسوأ من المركز السادس على مستوى أفريقيا والذي سجله سنة 2002، وذلك قبل تراجعه في 2002 بشكل غير مسبوق بسبب توقفه لفترات طويلة، إلى جانب ابتعاد الأندية البارزة عن لعب الأدوار الأولى في دوري أبطال أفريقيا وكأس الاتحاد الأفريقي”.

وكشف الكيلاني أن “نتائج الأندية قاريا وعالميا وإقليميا فضلا عن عدد الأندية المشاركة ومؤشرات الاستقرار واللعب النظيف حاسمة في تصنيف الدوريات، مع الأخذ بعين الاعتبار المؤشر القاري لكل اتحاد قاري لكرة القدم”.

وبخصوص الترتيب العالمي للدوريات عام 2022، حل الدوري البرازيلي في المركز الأول، يليه الدوري الإنجليزي ثم الإسباني والألماني، فالدوري الإيطالي ثم الدوري الفرنسي.

تراجع مستمر

يشار إلى أن أزمة الدوري التونسي ازدادت تعقيدا خلال بداية الموسم الكروي الجاري الذي تأجلت ضربة بدايته أكثر من مرة نتيجة الخلافات بين الاتحاد التونسي لكرة القدم وعدد من الأندية ووزارة الرياضة، فضلا عن تفاقم الأزمات المالية التي دفعت بعضها إلى رفض انطلاق السباق الذي كان مقررا أوائل أكتوبر/تشرين الأول الماضي ما لم تدعم ماليا لمجابهة النفقات الواجبة عليها.

وبينما رفض عضو من رابطة الدوري التونسي لكرة القدم التعليق على ترتيب الدوري كشف المدرب التونسي علي الكعبي أن “التراجع في التصنيف القاري والدولي كان منتظرا، وذلك نتيجة تفاقم الأزمات المالية للأندية وعجزها عن سداد ديونها وانتداب لاعبين مميزين” حسب قوله.

المدرب ولاعب منتخب تونس السابق علي الكعبي (الجزيرة)
علي الكعبي: أكبر عائق أمام تطور الأندية وتحقيقها نتائج تعكس تطور مستوى الدوري هو حالة الإفلاس التي تعيشها (الجزيرة)

وقال الكعبي للجزيرة نت إن “أكبر عائق أمام تطور الأندية وتحقيقها نتائج تعكس تطور مستوى الدوري هو حالة الإفلاس التي تعيشها، إذ يحرمها من البروز قاريا، فضلا عن غياب الملاعب أو عدم صلاحية أغلبها لاحتضان المباريات”.

وتابع أن “تونس لم تشيد ملعبا واحدا منذ 2001 تاريخ افتتاح ملعب رادس أكبر ملاعب البلاد، الكرة التونسية تعاني من أزمة شاملة نتيجة غياب إرادة صادقة لتطويرها وتحسين البنية التحتية وانتشال النوادي من الأزمات”.

ولا يستبعد الكعبي أن يستمر تراجع الدوري التونسي قاريا وعربيا بسبب غياب دور السلطات الرسمية واقتصار المجهودات على اتحاد الكرة، علاوة على تفشي العنف في مباريات الدوري، حسب قوله.

ويشهد الدوري التونسي استفحال ظاهرة العنف تجاه الحكام ورجال الأمن، مما أدى إلى توقيف عدد من المباريات وإيقاع جملة من العقوبات على الأندية التي تسبب مشجعوها في تفشي الظاهرة، ليزيد ذلك أزمات الدوري والكرة التونسية عموما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى