تفقد عديد من النساء بعض الوزن خلال فترة الرضاعة الطبيعية رغم تناولهن كثيرا من السعرات الحرارية، وبمجرد فطام الطفل الرضيع، تكتسب بعض النساء مزيدا من الوزن. فماذا يحدث للجسم بعد الفطام؟ وكيف يمكن السيطرة عليه؟
الرضاعة الطبيعية
يعد إنقاص الوزن من فوائد الرضاعة الطبيعية للأم، خاصة بعد تغير شكل الجسم واكتساب كثير من الوزن في أثناء فترة الحمل.
وحسب موقع “فيري ويل فاميلي” (Very well family)، تحرق الرضاعة الطبيعية ما يصل إلى 500 سعر حراري في اليوم. وهو ما يعني أن الأم التي تتناول الكمية الموصى بها من السعرات الحرارية كل يوم وترضع طفلها طبيعيا، تستطيع خسارة الوزن بأكثر من نصف كيلوغرام أسبوعيا، وهو مقدار آمن وصحي، خاصة أن فقدان الوزن يكون بشكل تدريجي وثابت يمكن الحفاظ عليه.
زيادة الوزن في الفطام
بعد خسارة الوزن المصاحب للولادة وفقد مزيد من الدهون خلال الرضاعة الطبيعية، تلاحظ الأم أنها اكتسبت بعض الوزن بمجرد الدخول في مرحلة الفطام.
وحسب موقع “هيلثيفاي مي” (Healthifyme)، هناك عدة أسباب تؤدي إلى زيادة وزن الأم عند فطام رضيعها، منها:
تغير الهرمونات
في حين أن مستوى هرمون البرولاكتين، الذي ينتجه الجسم في أثناء الرضاعة الطبيعية، ينخفض بمجرد توقف الأم عن رضاعة طفلها طبيعيا، إلا أن ذلك الانخفاض يحدث بالتدريج، وبالتالي يتم تخزينه في الجسم مؤقتا، بدل طرده في حالة الرضاعة، ويقلل البرولاكتين من التمثيل الغذائي للدهون، مما يؤدي إلى زيادة الوزن.
فائض السعرات الحرارية
تعد مواصلة الأم استهلاك كمية السعرات الحرارية نفسها التي كانت تستهلكها في أثناء فترة الرضاعة الطبيعية سببا رئيسيا في زيادة الوزن، إذ تعتاد بعض النساء تناول كمية السعرات الحرارية نفسها التي لا يحتاجها الجسم بعد التوقف عن الرضاعة الطبيعية، وفي الوقت نفسه لم تعد لديهن القدرة على حرق السعرات الحرارية كما كان يحدث خلال الرضاعة، وبالتالي تزداد أوزانهن.
ممارسة الرياضة
تجد كثير من الأمهات صعوبة في العثور على وقت لممارسة الرياضة مع وجود طفل صغير. وبالتالي تتوقف أي فرصة للنشاط البدني مما يسهل من تراكم السعرات وزيادة الوزن.
الحالة النفسية والمزاجية
هناك بعض الأمهات تشعرن بحالة من الحزن والاكتئاب مع توقف الرضاعة الطبيعية، يؤثر ذلك على كمية تناول الطعام وجودته، فتلجأ بعض النساء لتناول المزيد من السعرات الحرارية والسكريات التي تساهم في زيادة الوزن.
ليست كل النساء
تحرق الرضاعة الطبيعية مزيدا من السعرات الحرارية، ومع ذلك، فإن احتمالية زيادة الوزن بعد التوقف عن الرضاعة الطبيعية يمكن أن تختلف من امرأة إلى أخرى. ووفقا لموقع “سيلف” (Self)، فإن زيادة الوزن لا تحدث مع جميع النساء، خاصة اللاتي يمارسن الرياضة في أثناء الرضاعة الطبيعية وبعدها، ويلتزمن بنظام غذائي صحي وعدد محدد من السعرات الحرارية.
كيف تحافظين على وزنك؟
يمثل الحفاظ على وزن صحي بعد التوقف عن الرضاعة الطبيعية تحديا كبيرا لدى بعض النساء، وينصح موقع “بارنتينغ فيرست كراي” (Parenting.firstcry) الأم، باتباع عدد من الإستراتيجيات لعدم اكتساب الوزن في مرحلة الفطام، منها:
1- تقليل تناول الطعام بشكل تدريجي
من المهم إجراء تغييرات صغيرة وبطيئة في تناول حصص الطعام لمنح الجسم وقتا للتكيف، لذا من الضروري تجنب أي أنظمة غذائية سريعة لفقدان الوزن لأنها قد تأتي بنتائج عكسية.
2- وجبات خفيفة صحية
من الضروري اختيار الوجبات الخفيفة الصحية، مثل الفاكهة والمكسرات، للحصول على العناصر الغذائية والسعرات الحرارية الجيدة، بدل الوجبات الخفيفة المشبعة بالسكر والدهون.
3- الاستماع إلى الجسم
يفضل تناول الطعام عند الشعور بالجوع فقط، مع تجنب الإفراط في الأكل وتناوله في أي وقت.
4- أهداف واقعية
من المهم وضع أهداف واقعية لخسارة الوزن، ومن المهم أيضا إدراك أن الوزن الزائد لن تتم خسارته كله في وقت محدد. يجب منح الجسم وقتا كافيا للتكيف مع النظام الغذائي الصحي والروتين الجديد.
5- تغيير نمط الحياة
تعتبر ممارسة الرياضة أمرا ضروريا لفقدان الوزن بعد الفطام. ولكن تواجه بعض الأمهات صعوبة لتخصيص وقت لممارسة الرياضة، خاصة مع وجود طفل صغير. يمكن زيادة النشاط من خلال صعود الدرج بدل استخدام المصعد، والمشي لمسافة قصيرة كل يوم.
6- طلب المساعدة
تدخل الأم في حالة من الاكتئاب مع شعورها بتحمل كافة مسؤوليات ورعاية الطفل الصغير، مما يجعلها تقع في اختيارات سيئة بالنسبة للطعام. من الضروري إشراك الأب وأفراد العائلة في رعاية الطفل الصغير لوقت محدد يوميا، يمكن للأم، خلاله، الاعتناء بنفسها وممارسة الرياضة أو الاشتراك في فصول اليوغا أو أي تمرين رياضي مفضل يسهم في تصفية الذهن وإنقاص الوزن.
7- زيارة الطبيب
في حال اكتساب الأم وزنا كبيرا وعدم قدرتها على إنقاصه مع وجود أعراض أخرى كالإرهاق والتعب وعدم وضوح الرؤية أو أي أعراض أخرى، فإن زيارة الطبيب تكون أمرا ضروريا لا يمكن تأجيله.
