نيويورك تايمز: الصين تحاول تصوير الغضب على المنطاد على أنه علامة على تدهور السياسة الأميركية | سياسة
قال تقرير لصحيفة نيويورك تايمز (New York Times) الأميركية إن الصين تحاول تجاوز الاتهامات ضدها بالتجسس وتزايد عدوانيتها عبر اتهامات مضادة تصف فيها الموقف الأميركي بـ”رد الفعل المبالغ فيه” وبأنه أحد أعراض السياسات الأميركية اليائسة.
وأشار التقرير إلى أن الصين تحاول إعطاء تفسير دعائي للاتهامات الأميركية ضدها وتجادل بأن المشاكل الداخلية في الولايات المتحدة، مثل الانقسام الاجتماعي الحاد والصراع الحزبي المستعصي، هي التي تدفع الرئيس الأميركي جو بايدن إلى التصرف ضد بكين بمثل ما تصرف في حادثة المنطاد.
غير ناضجة وهستيرية
ونقلت نيويورك تايمز عن افتتاحية لصحيفة الحزب الشيوعي الصيني القول إن حادثة المنطاد “أظهرت للعالم كيف أن الولايات المتحدة كانت غير ناضجة وغير مسؤولة -بل هيستيرية- في التعامل مع القضية”.
وقالت الصحيفة الأميركية إن الدعاية الصينية حاولت تسجيل نقاط ضد إدارة بايدن، واستهزأت بها ووصفتها بأنها تخفق، وتبالغ في رد فعلها وتحاول الالتفاف على خصومها الجمهوريين اليمينيين المتشددين بالمزايدة لإظهار أنها القادرة على الوقوف بشكل أقوى ضد بكين.
واستمرت تقول إن وسائل الإعلام الحكومية الصينية أشارت إلى أن إدارة بايدن أسقطت المنطاد لتحسين معدلات رضاء الجمهور عن الرئيس، ولأنه تعرض لانتقادات من قبل المشرعين الجمهوريين لعدم اتخاذ إجراء عاجل.
بكين تحاول تجاهل حادثة المنطاد
وأضافت نيويورك تايمز أن الصين وبدلا من الرد على الاتهامات الأميركية، حاولت يوم الثلاثاء إثبات أنها قد تجاوزت حادثة المنطاد بالفعل، وأصبحت تروّج إلى أنها تركز على المصالح الإستراتيجية في أماكن أخرى من العالم، ونشرت أن سفير الصين في فرنسا لو شاي تحدث عن تعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي لكسر قبضة النفوذ الأميركي داخل الكتلة، ورحبت الصين بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في بكين، حيث يلتقي مع الزعيم شي جين بينغ، في إشارة إلى رؤية البلدين المشتركة لعالم متعدد الأقطاب، وخال من هيمنة واشنطن.
وأشارت الصحيفة إلى أن السيد شي أكد هذه النقطة الأسبوع الماضي عندما ألقى خطابا في مدرسة الحزب المركزية أعلن فيه أن “التحديث على الطراز الصيني” كان نموذجا جديدا للتقدم البشري الذي بدد فكرة أن “التحديث يساوي التغريب”.
وذكر تقرير نيويورك تايمز أن التوترات اشتدت خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث أسقطت الولايات المتحدة 3 أجسام طائرة مجهولة الهوية فوق أميركا الشمالية وأعلنت الصين أنها ستسقط مركبة غامضة بالقرب من بحر بوهاي، ووصف ذلك بأنه لحظة من سياسة حافة الهاوية الجيوسياسية، التي تجيء وسط مخاوف عميقة بشأن مسار العلاقة بين الصين والولايات المتحدة، التي بلغت حاليا أدنى مستوياتها منذ عقود.