طفل يعاني اضطرابات النوم.. كيف تحل المشكلة منزليًّا ومتى يجب استشارة الطبيب؟ | مرأة
للنوم الجيد أثر صحي بالغ على نمو الطفل وتطور عقله وجسده وإدراكه، لذلك يتعرض الأطفال والمراهقون الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم لخطر أكبر للإصابة بمشكلات صحية وسلوكية متعددة، تشمل السمنة وضعف الصحة العقلية ومشاكل الانتباه والتركيز.
من المهم أن تعرف الأم إذا كان طفلها يعاني من اضطرابات نوم مرضية تحتاج تقويمًا سلوكيًّا في المنزل أو تدخلاً طبيًّا أو الاثنين معا، وتأثير مشاكل النوم على طفلها وكيفية تنظيمه.
ما اضطرابات النوم لدى الأطفال؟
يحتاج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 12 عاما إلى ما لا يقل عن 9 إلى 12 ساعة من النوم من أجل النمو الصحي، وفقا للمركز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، بينما يحتاج المراهقون من 8 إلى 10 ساعات من النوم.
ومع ذلك، من الشائع أن يعاني كثير من الأطفال اضطرابات النوم. ويصف موقع مستشفى الأطفال في كولورادو الأميركية اضطرابات النوم لدى الأطفال بأنها حالات تجعل من الصعب على الأطفال الحصول على قسط كافٍ من الراحة أو تسبب النعاس المفرط. وتؤثر اضطرابات النوم لدى الطفل على الأداء المدرسي من خلال التسبب في انخفاض الانتباه والتعلم والذاكرة والتركيز.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر اضطرابات النوم على سلوك الطفل، مما يسبب التهيج وفرط النشاط.
أنواع مشكلات النوم عند الأطفال
هناك أنواع متعددة ومختلفة لاضطرابات النوم عند الأطفال منها:
الأرق عند الأطفال شائع جدا، حيث يجد الكثير من الأطفال صعوبة في النوم أو مشاكل في النوم أثناء الليل، وقد يستيقظ الأطفال المصابون بالأرق مبكرا جدا. ويمكن أن يحدث الأرق عند الأطفال من جميع الأعمار، من الرضع إلى الأطفال الصغار ومرحلة ما قبل المدرسة والأطفال في سن المدرسة والمراهقين.
هي أحد اضطرابات النوم الشائعة عند الأطفال، وتضم الكوابيس المتكررة وتبدأ من عمر الـ3 سنوات، ونوبات الرعب أثناء النوم، والتي تسمى أيضا “الرعب الليلي”، لها سمات تشبه الكوابيس وتنطوي على مشاعر خوف شديدة.
الباراسومنيا أيضا، وفقا لمؤسسة “سليب إديوكيشن” (Sleep Education) مصطلح شامل يضم المشي أثناء النوم والتحدث أثناء النوم أيضا. في الغالبية العظمى من الأطفال، تميل هذه السلوكيات المتعلقة بالنوم إلى الزوال دون علاج عندما يدخل الطفل سنوات المراهقة.
يعتبر فرط النوم نوعًا من النعاس المفرط أثناء النهار مع فترات نوم طبيعية أو أطول في الليل. وقد يغفو الطفل كثيرا وينام لفترة أطول أثناء النهار، حتى لو كان ينام بشكل كاف أثناء الليل ومع فترات القيلولة الإضافية قد يكون من الصعب إيقاظه.
-
انقطاع النفَس الانسدادي النومي
انقطاع النفَس الانسدادي النومي لدى الأطفال هو اضطراب في النوم يتم فيه انسداد تنفس الطفل جزئيا أو كليا بشكل متكرر أثناء النوم. وترجع الحالة إلى تضيق أو انسداد مجرى الهواء العلوي أثناء النوم.
ووفقا لـ”مايو كلينيك” (Mayo Clinic) هناك اختلافات بين انقطاع النفس الانسدادي النومي لدى الأطفال وتوقف التنفس أثناء النوم عند البالغين. فغالبا ما يكون السبب الأساسي عند البالغين هو السمنة، بينما تكون الحالة الأساسية الأكثر شيوعا عند الأطفال هي تضخم اللحمية واللوزتين ويحتاج إلى تدخل طبي.
-
متلازمة تململ الساقين
هي اضطراب عصبي يؤثر على قدرة الأطفال على الجلوس بهدوء أو الاستلقاء دون حركة. وبحسب موقع “تشيلدرينز هيلث” (Children’s Health) تكون متلازمة تململ الساق (RLS) أسوأ في الليل ووقت النوم، وقد يستغرق الطفل وقتا أطول للنوم بسبب عدم الراحة والحاجة إلى الحركة. وقد يجد أيضا صعوبة في البقاء نائمًا، وهي تسبب التعب والإرهاق الشديد أثناء النهار، وتحتاج تدخلاً طبيًّا.
هو اضطراب نوم عصبي حيث لا يستطيع دماغ الطفل التحكم في دورة النوم والاستيقاظ العادية أو تنظيمها، مما يجعله يرغب في النوم أثناء استيقاظه. ووفقا لـ”عيادة كليفيلاند” (Cleveland Clinic) فإن قلة النوم، والتعب الشديد، ونوبات النوم المفاجئة، والفقدان السريع للتحكم في العضلات، كلها أعراض للخدار أو “النوم القهري” عند الأطفال. وغالبا ما يبدو أن الأطفال المصابين بالخدار يعانون من ضعف عضلي مفاجئ لا يمكن السيطرة عليه يؤدي إلى انهيارهم بدنيا، وتحتاج تدخلاً طبيًّا وسلوكيًّا.
على الرغم من اختلاف أعراض اضطرابات النوم، فإن بعض الأعراض الشائعة لاضطرابات النوم لدى الأطفال، بحسب موقع “تشايلد مايند” (Child Mind) قد تشمل:
- صعوبة في النوم.
- صعوبة الاستيقاظ في الصباح.
- الصراخ أثناء النوم.
- صعوبة في التنفس أو توقف التنفس أثناء النوم.
- الشخير.
- الكوابيس المتكررة.
- التحدث أثناء النوم.
- النوم في المدرسة.
- التشتت وصعوبة الانتباه.
- التبول اللاإرادي.
- المزاج الحاد والسيئ.
نصائح للتعامل مع اضطرابات النوم لدى الأطفال
النوم الجيد ضروري جدا لنمو الطفل العقلي والجسدي، وعدم قدرة الطفل على النوم بشكل جيد يؤثر على سلوكه ومزاجه وقدرته على التعلم والنمو.
وينبغي أن تدرك الأم إذا كان طفلها يعاني من أحد اضطرابات النوم من خلال ملاحظة نومه وتكرار استيقاظه.
هناك بعض الحالات التي تستدعي تدخلاً طبيًّا وفحصًا جسديًّا لعلاج اضطرابات النوم الطبية.
في حالات أخرى، يمكن أن تساعد التغييرات في نمط الحياة والعلاجات السلوكية المنزلية في إدارة اضطرابات النوم وتحسين الأعراض، مما يساعد الطفل على النوم بشكل أفضل. ويمكن للأم، وفقا لمؤسسة “نايشين وايد تشيلدرينز” (Nationwide Children’s)، اتباع بعض الإستراتيجيات لضمان نوم جيد لطفلها، ومنها:
- جدولة أوقات القيلولة.
- أوقات ثابتة للنوم والاستيقاظ.
- تجنب تقديم السكر للأطفال والكافيين للمراهقين خاصة قبل النوم.
- زيادة النشاط البدني وممارسة الرياضة بانتظام.
- تجنب أو تقليل وقت الشاشة خاصة قبل ساعات النوم.
- وقت هادئ قبل النوم والقراءة.
- الاستحمام بماء دافئ قبل النوم.
- إطفاء أنوار غرف النوم في نفس الوقت كل يوم.