Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
خبر عاجل

يمكن أن يدخل الأرض في عصر جليدي قصير.. علماء يقترحون استخدام غبار القمر لحجب ضوء الشمس | علوم


أحد الاحتمالات الممكنة لحل مشكلة الاحترار هو استخدام الغبار القمري كسحابة مظلة تقي الأرض من أشعة الشمس، إذ إن إطلاقه في الفضاء سيوفر تعتيما مؤقتا وجزئيا للشمس، مما يؤدي إلى انخفاض في درجة الحرارة على كوكبنا

مع استمرار انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري لا يبدو أن هناك حلا يمكننا من إيقاف الاحترار العالمي. لكن مجموعة من علماء الفيزياء الفلكية أظهروا مؤخرا أن هناك طريقة ممكنة لحجب ضوء الشمس جزئيا باستخدام غبار القمر.

وأثبت العلماء في دراسة علمية جديدة نُشرت مؤخرا في دورية “بلوس كلايميت” (PLOS Climate)، أن إطلاق الغبار من سطح القمر يمكن أن يقلل من وصول الإشعاع الشمسي إلى الأرض وإيقاف الاحتباس الحراري.

الهندسة الجيولوجية الشمسية تهدف إلى عكس جزء صغير من ضوء الشمس إلى الفضاء لتبريد الكوكب (ريسيرش غيت)

تعتيم الشمس للحد من الاحترار

مع استمرار حرق الوقود الأحفوري، تستمر انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو، مما يؤدي إلى زيادة قدرة الغلاف الجوي على الاحتفاظ بالحرارة. ودون خفض سريع في هذه الانبعاثات، من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة بأكثر من 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة في العقود القليلة المقبلة، وأن ينجر عن ذلك تغيرات أكثر كارثية للمناخ.

إلى جانب جهود الحد من الانبعاثات المسببة للاحترار واعتماد الطاقات النظيفة والمتجددة، طرح العلماء خلال السنوات القليلة الماضية، حلا طموحا للغاية لكنه مثير للجدل: لماذا لا يتم تعتيم الشمس؟ وتُعرف هذه العملية بالهندسة الجيولوجية الشمسية وتهدف إلى عكس جزء صغير من ضوء الشمس إلى الفضاء أو زيادة كمية الإشعاع الشمسي الذي ينسحب عائدا إلى الفضاء لتبريد الكوكب.

تتضمن هذه الهندسة عدة أفكار مثل استخدام المرايا الفضائية لعكس أشعة الشمس، وإخراج الهباء الجوي إلى طبقة الستراتوسفير الخارجية، وجعل سطح المحيط أكثر انعكاسا. وتمثل فكرة رش جزيئات الكبريت في الغلاف الجوي لعكس أشعة الشمس نحو الفضاء في عملية تحاكي ثورانا بركانيا، أكثر الأفكار إثارة للجدل. وقد تسببت عملية مماثلة حدثت بشكل طبيعي بسبب ثوران بركان توبا منذ 75 ألف عام في عصر جليدي قصير المدى.

Simulated stream of dust launched between Earth and the sun. This dust cloud is shown as it crosses the disk of the sun, viewed from Earth. Credit: Ben Bromley/University of Utah
غبار القمر يمكن أن يحجب بين 1 -2% من أشعة الشمس ويدخل الأرض في عصر جليدي قصير (هارفارد- سميثسونيان)

سحابة مظلة من غبار القمر

ولكن ماذا لو قمنا بنثر هذا الغبار في الفضاء بدلا من تلويث الغلاف الجوي؟

في الورقة البحثية الجديدة ناقش فريق من العلماء من مركز الفيزياء الفلكية “هارفارد وسميثسونيان” (Harvard & Smithsonian) وجامعة يوتا (University of Utah) سيناريوهات كيفية نثر غبار من الجسيمات الصغيرة العاكسة للضوء في الفضاء بين الأرض والشمس.

باستخدام النمذجة الحاسوبية، وجد الفريق، بحسب بيان نشر على موقع المركز في 8 فبراير/شباط الجاري، أن أحد الاحتمالات الممكنة هو استخدام الغبار القمري كسحابة مظلة تقي الأرض من أشعة الشمس، إذ إن إطلاقه في الفضاء سيوفر تعتيما مؤقتا وجزئيا للشمس، مما يؤدي إلى انخفاض في درجة الحرارة على كوكبنا.

وقد أظهرت عملية المحاكاة أن نثر غبار القمر في اتجاه نقطة لاغرانج (L1)، التي تقع على مسافة 14 مليون كيلومتر بين الأرض والشمس يعد نظريا إستراتيجية واعدة للحد من الاحترار العالمي. لكن الغبار لن يكون مستقرا، رغم أن قوى الجاذبية تكون متوازنة عند هذه النقطة، مما يستدعي ضخا مستمرا لكميات كبيرة من تربة القمر تصل إلى حوالي 10 ملايين طن سنويا.

وستمكن هذه العملية، وفق البيان، من حجب ضوء الشمس بنسبة بين واحد إلى 2%، وسيكون ذلك كافيا للتسبب فيما يشبه العصر الجليدي الصغير، مثل ذلك الذي حدث في القرن الرابع عشر.

الفكرة قد لا تكون قابلة للتنفيذ في المستقبل القريب فأول قاعدة ستشيد على القمر في عام 2028
الفكرة قد لا تكون قابلة للتنفيذ في المستقبل القريب فأول قاعدة ستشيد على القمر في عام 2028 (ناسا)

هل هي فكرة قابلة للتحقيق؟

رغم أن هذه الفكرة تبدو نظريا ناجعة في الحد من الاحترار العالمي ريثما يتم خفض الانبعاثات المسببة له والتخلص تدريجيا من آثارها، فإن تحقيقها يتطلب تجاوز عدد من العراقيل.

وبحسب أرون تانغ الباحث في جامعة أستراليا الوطنية (Australian National University) في مقال نشره على موقع “ذا كونفرسيشن” (The conversation) فإن تنفيذ هذه الفكرة يتطلب على الأقل، إنشاء قواعد على القمر، ووضع بنية تحتية للتعدين والتخزين على نطاق واسع، هذا إلى جانب إيجاد طريقة لإطلاق الغبار في الفضاء.

وتوقع الباحث ألا تكون الفكرة قابلة للتنفيذ في المستقبل القريب نظرا لأن أول قاعدة من المتوقع إنشاؤها على سطح القمر ستكون في عام 2028 من طرف الصين، تليها قاعدة ثانية للولايات المتحدة في عام 2034، كما أن بناء نظام التعدين وإطلاق الغبار سيستغرق عقودا عديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى