“فقدتُ روحي”.. هكذا تحدّث ناجون من الزلزال يحطمهم اليأس والغضب | أخبار

بعد مرور 8 أيام على الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، يتضاءل الأمل بالعثور على ناجين، وفي انتظار حدوث معجزات لإنقاذ المزيد من الأرواح من تحت الأنقاض، تسيطر مشاعر اليأس والغضب على أهالي الضحايا.
“فقدتُ روحي”؛ بهذه الكلمات تختصر التركية ديدام شييلك المأساة، فعلى الرغم من نجاتها وإنقاذها في السادس من فبراير/شباط الجاري فإنها محبطة ويائسة، فأمها وأختها لا تزالان تحت أنقاض بنايتهم المهدّمة في مدينة الإسكندرون، التابعة لولاية هاتاي جنوبي تركيا.
وفي شهادة مصوّرة قالت شييلك إنها منزعجة وحزينة بسبب ما أسفر عنه الزلزال من دمار، مشيرة إلى أنها لم تعد تتوقع شيئا من أي جهة، ولا حتى من الحكومة التركية”، وفقا لما نقلته صحيفة “لوموند” (Le Monde) الفرنسية.
موعد الحداد
ومع تضاءل الأمل في العثور على ناجين، بعد مرور أكثر من 200 ساعة، فإن الوقت بالنسبة للبعض قد حان لإعلان الحداد وبدء تنظيم جنازات للضحايا.
ويجد بعض الأشخاص أنفسهم وحيدين بعد أن فقدوا كل أفراد عائلتهم، مما يضاعف مأساتهم، وفقا لما أكده المتطوع التركي عبد العظيم إبراهيم، الذي تطوّع لمساعدة أهالي الضحايا “المهزوزين عاطفيا”، وفق وصفه.
وبالنسبة للمستقبل فهو غامض ومليء بالشكوك في عيون الضحايا، ويقول أحد الناجين الذي تمّ إيواؤهم في مخيم مؤقت في كيريخان، إنه قلق بشأن ما يخبئه المستقبل لبلاده، بعد أن “سويّت”.
وسط الأموات
وفي تقرير لها قالت صحيفة “لومانيتي” (L’humanité) الفرنسية، إن الحياة في مدينة الإسكندرون، تحوّلت إلى حياة وسط الركام والأموات، وعلى الرغم من أن حصيلة الضحايا لم تُعرف بالفعل فإن الجميع يبكون.
وبيّنت الصحيفة أنه عند سفح مبنى تحوّل إلى كومة من الأنقاض أعاد عدد من الناجين ترتيب حياتهم اليومية، في حين أنشأت عشرات العائلات ما يشبه المنازل بين أزقة الشوارع وجادات الحدائق العامة.
ووفق الصحيفة فإن الجميع مرهقون لكن لا أحد يمكنه النوم حقا.
غير مسبوق
وفي تقرير آخر نشرته الصحيفة الفرنسية ذاتها يوثّق “شهادات عن الكارثة التي لم نر مثلها من قبل”، قال الطبيب صلاح الدين جمال الدين بينما كان يغادر مدينة غازي عنتاب، “لم يعد هناك شيء، لا ماء ولا غاز، والبيوت المتبقية غير آمنة، ما زلنا نشعر بالهزات”.
يشار إلى أن حصيلة قتلى الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمال سوريا تجاوزت 37 ألفا، إثر انتشال المزيد من الجثث من تحت أنقاض المباني المدمرة في البلدين.