“أسبوع القاهرة للصورة”.. معرض فني لإعادة مصر لخريطة التصوير العالمية | فن
القاهرة- في أروقة مبنى سينما راديو بوسط القاهرة تنتشر مجموعة كبيرة من الصور الصحفية والتجارية التي تؤرخ للعديد من الأحداث السياسية والتاريخية والفلكلورية، وتمثل مرجعا للراغبين في تعلم فن التصوير.
هذه الصور هي جزء من “أسبوع القاهرة للصورة” الذي انطلق في الثامن من فبراير/شباط الجاري ويستمر حتى الـ22 منه بالتعاون بين مؤسسة “فوتوبيا” المصرية ومؤسسة الصحافة العالمية للصور في أمستردام و”أسبوع القاهرة للصورة” وسفارتي الولايات المتحدة وهولندا في القاهرة.
ويشهد “أسبوع القاهرة للصورة” في نسخته الثالثة -التي تقام تحت شعار “العودة إلى الخام”- عودة معرض “الصورة الصحفية العالمية 2022” بعد 18 عاما من الغياب.
وتقام فعاليات المعرض في 8 مواقع مختلفة وفرتها شركة الإسماعيلية للإنشاءات المسؤولة عن ترميم البنايات التاريخية في وسط القاهرة لدعم المعرض.
مصر على خريطة الصورة العالمية
بدورها، قالت مروة أبو ليلة المديرة التنفيذية لمؤسسة “فوتوبيا” للتصوير الفوتوغرافي (أحد المنظمين) للجزيرة نت إن “أسبوع القاهرة للصورة” يستهدف وضع مصر على خريطة الفعاليات العالمية لفن التصوير، مضيفة “حققنا هذا الهدف عبر استضافة 14 معرضا مختلفا، بما في ذلك معرض “باريس العالمي للصورة” الذي يجوب العالم.
ويعمل المعرض -حسب أبو ليلة- على تقديم مساعدات لراغبي تعلم التصوير بشكل محترف عبر ترتيب لقاءات بين هواة التصوير والمحترفين من أجل تناقل الخبرات.
ويوفر المعرض فرصا لتعلم التصوير الصحفي أو التجاري على يد مصورين عالميين، وفق المتحدثة التي أشارت إلى أن الصور المعروضة حاليا “تتضمن القصص المرئية والإنسانية التي فاز فيها 24 مصورا من 23 دولة، بينهم المصورة المصرية رحاب الدليل التي فازت في مسابقة الصور العالمية للصحافة الإقليمية 2022.
ورش عمل وفعاليات
ويشارك في الأسبوع 100 مصور ومشارك، ومن المقرر أن يجري تنظيم 15 ورشة عمل لتعليم فن التصوير على مدار 400 ساعة عمل تمثل نحو 70% من وقت المعرض، حسب أبو ليلة.
ويشمل المعرض أيضا ما يصل إلى 90 ندوة بحثية سيشارك فيها مصورو أفلام وثائقية ومصورون تجاريون وصانعو إعلانات.
ويتضمن الأسبوع معرض “الأسطورة” الذي يضم صورا للمصور المصري الراحل فاروق إبراهيم توثق العديد من مشاهد الحياة السياسية والاجتماعية خلال القرن الماضي، فضلا عن مجموعة من صوره التي لم تنشر من قبل.
ويلقي الأسبوع الضوء على القارة الأفريقية عبر صور تم التقاطها في عدة بلدان وتعكس طبيعتها وشكل الحياة فيها وما ألحقه التغير المناخي من أضرار بها، وذلك من خلال معرض “أوقات صعبة” للمصورة ألفت الفقي.
محاولة لتنشيط السياحة
من جهتها، قالت فينوس الريس مسؤولة العلاقات العامة بمؤسسة “فوتوبيا” وأحد منظمي الأسبوع للجزيرة نت إن “أسبوع القاهرة للصورة” لا يهدف فقط لعرض الصور وتعليم فن التصوير، وإنما يهدف أيضا لتنشيط حركة السياحة عبر مشاركة مصورين عالميين وسفارات أجنبية بمصر.
وأضافت الريس أن الأسبوع مفتوح للجميع ويستقبل الزوار على اختلاف مشاربهم الثقافية وحتى محبي فن التصوير، مشيرة إلى أنه يضم لوحات فنية مختلفة وصورا نادرة لمشاهير في الفن والسياسة.
أما المهندس حسن أبو النجا -وهو أحد المشاركين في المعرض- فيقول إن الفعالية “فرصة حقيقية أردت من خلالها عرض جزء من أعمالي لأنني لست صحفيا ولا أمتهن التصوير لكن أحبه”.
وفي تصريح للجزيرة نت قال أبو النجا -وهو مهندس ميكانيك- إنه يعرض صورتين عن “مثلث ماسبيرو” بعد 5 سنوات من إزالته وتجديده.
وأضاف “لم تتبق من المثلث إلا مجموعة من الأطلال، الصورة الأولى تعبر عن فراغ مكاني، أما الأخرى فتعبر عن فراغ نفسي داخل الطفل الذي يقف على أحد أطراف الحي”.
العودة إلى التصوير الخام
بدوره، يقدم محمد الميموني -وهو أحد المصورين المشاركين- مواد تصوير تقليدية، مؤكدا أن الهدف من معرضه هو إحياء تراث التصوير القديم عبر تحميض الأفلام في المعامل، وهو شعار الأسبوع هذا العام.
وقال الميموني للجزيرة نت “إن التصوير يعتمد حاليا على التكنولوجيا الحديثة فقط، لكن هناك صور تقليدية عظيمة وبجودة عالية، يجب علينا ألا ننسى تفاصيل إنتاجها وعرضها للجمهور”.
ومن المقرر أن تقام فعاليات المعرض مجددا في “مركز الجيزويت الثقافي” بمحافظة الإسكندرية بين الثالث والـ25 من مارس/آذار المقبل.