قبل أسبوع من ذكرى الحرب الروسية الأوكرانية.. لماذا يجتمع وزراء دفاع الناتو؟ | سياسة
لندن- قبل أسبوع من الذكرى الأولى للحرب الروسية في أوكرانيا، يعقد وزراء دفاع حلف الناتو اجتماعا في العاصمة البلجيكية بروكسل غدا الثلاثاء لمناقشة قرارات الإمدادات العسكرية المزمع إرسالها لأوكرانيا، فضلا عن اعتماد رؤية الحلف في الفترة المقبلة، كما يستعرض الاجتماع الخطوات التمهيدية لانضمام فنلندا والسويد للناتو.
وخصص الحلف اجتماعا مطولا -يستمر يومين- لسماع الشهادات الخاصة بوزراء دفاع الدول الأعضاء عن مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية.
ومنذ بداية الأزمة الأوكرانية، شملت اجتماعات وزراء دفاع الناتو مناقشات الجهود الممكنة لتقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، وذلك عن طريق تزويدها بالإمدادات العسكرية والدعم اللوجيستي، مثل التدريبات والمدرعات وأنظمة الدفاع الجوي التي ضمت نظام الدفاع الجوي “باتريوت”، بالإضافة إلى ناقلات جند مدرعة وكميات كبيرة من الذخيرة.
ولكن مع الوقت وارتفاع سقف الطلبات الأوكرانية، الذي وصل مؤخرا لطلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من المملكة المتحدة طائرات مقاتلة، ترتفع المخاوف الأوروبية من استفزاز موسكو.
مخاوف الرد الروسي
وفي أثناء زيارته للولايات المتحدة الأسبوع الماضي، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، إن لدى الناتو مخاوف حقيقية من تصاعد وتيرة الأحداث، مشيرا إلى أهمية استمرار الحلف في تعزيز قدرات الردع والدفاع الأوكراني.
في هذا السياق، نشر “مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية” (CSIS) في الثاني من فبراير/شباط الجاري، تقريرا يوضح الصراع بين رغبة أعضاء الحلف في الدعم الأوكراني، وبين ومخاوفهم المتصاعدة من الآثار المترتبة عليه.
وأكد التقرير على أهمية استمرار الدعم الحالي بالرغم من تزايد الشكوك حول توابعه، خاصة مع وجود مؤشرات عدة لطول أمد الحرب، وما قد يترتب على ذلك من خسائر، مشيرا لأهمية المضي قدما في الحلول الدبلوماسية، لكن ما زالت الإمدادات العسكرية متقدمة على عمليات السلام.
ورغم إعلان بعض دول الحلف استعدادها الفردي لإمداد أوكرانيا بالمساعدات، فإن غالبية الدول لا تعتزم اتخاذ قرارات فردية من شأنها أن تثير المزيد من الاستفزاز الروسي، لذلك تنتظر مناقشة باقي الحلفاء من أجل الضوء الأخضر للتصديق على الإمدادات العسكرية.
وترى موسكو أن إمداد كييف بأسلحة أكثر تطورا لن يؤدي إلا لتوجيه المزيد من الضربات الانتقامية لأوكرانيا، وهو الأمر الذي يضع تساؤلات حول جدوى الإمداد العسكري المزمع إرساله.
مخاوف من القيادة البريطانية
ومن المقرر أن تتسلم المملكة المتحدة قيادة قوة الرد السريع التابعة للناتو من ألمانيا نهاية العام، لكن وسائل إعلام ألمانية مدعومة بمصادر من وزارة الدفاع البريطانية؛ ذكرت أن الحلف طلب من برلين البقاء في القيادة لمدة عام إضافي، لأن بريطانيا لا تستطيع توفير 5 آلاف فرد مطلوب.
ووفق تقرير صحيفة “ديلي ميل” (Daily Mail) البريطانية، يخشى قادة حلف شمال الأطلسي من أن القوات العسكرية البريطانية تعمل فوق طاقتها، لدرجة أنها غير مؤهلة لتكون في الخطوط الأمامية للدفاع ضد روسيا.
ونقلت الصحيفة عن مصدر في وزارة الدفاع البريطانية، أن هناك مشاكل خطيرة تتعلق بنقص الذخيرة والأدوات الأخرى والتي ترجع جزئيا إلى نقص الإنفاق، ولكن أيضا بسبب كمية الذخيرة والأسلحة الأخرى المرسلة لأوكرانيا.
تأتي هذه المزاعم وسط مخاوف متزايدة من أن المملكة المتحدة لن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها، إذا لم يكن هناك أموال إضافية للقوات المسلحة في ميزانية الشهر المقبل، ورغم تلك المخاوف، فإن الناتو لا يسعى بشكل مباشر لتهدئة موسكو.
اجتماع طارئ مع موسكو
وفي ساعة متأخرة من أول أمس السبت، دعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الناتو إلى عقد اجتماع طارئ لمناقشة النتائج الأخيرة بشأن انفجارات سبتمبر/أيلول الماضي في خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم، وذلك عقب تقارير صحفية تؤكد تورط الولايات المتحدة في الانفجار رغم نفي البيت الأبيض.
ويحافظ الناتو على قنوات اتصال مفتوحة مع موسكو لمنع التصعيد، ورغم ذلك لم يعلق على دعوة موسكو للقمة الطارئة.
انضمام السويد
وفي اليوم الأخير من القمة، من المقرر أن يعقد الناتو اجتماعا مع وزيري دفاع السويد وفنلندا، تمهيدا لعضويتهما الكاملة في الحلف.
وشكل انضمام السويد أزمة داخل الناتو بسبب توتر العلاقات السويدية التركية، حيث تطالب تركيا بتسليم “إرهابيين” تستضيفهم السويد، ورغم المباحثات المثمرة بين الطرفين، فقد أثار سماح السويد حرق المصحف أمام سفارة أنقرة في ستوكهولم في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، غضب أنقرة، وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن السويد لا ينبغي أن تتوقع دعم تركيا للانضمام للناتو.
وتشترط قوانين الناتو موافقة جميع الدول الـ30 الأعضاء في الحلف لإضافة أعضاء جدد.
وتدخلت دول الحلف لحل الأزمة، وتم التوقيع على بروتوكولات الانضمام، حيث صدّقت 28 دولة بالفعل على الاتفاقية، باستثناء تركيا وهنغاريا، في حين أعلنت الأخيرة أنها سوف تصدِّق قريبا على عضوية الدولتين.
لذلك صدرت دعوة وزراء دفاع فنلندا والسويد للحضور رسميا في اليوم الأخير لاجتماع مع وزراء دفاع الناتو الأربعاء القادم، والبدء في دمج الدولتين في الهياكل المدنية والعسكرية للتحالف، تمهيدا لإنهاء عملية الانضمام الرسمية الكاملة في وقت قريب.