فاغنر تسيطر على قرية في باخموت.. واجتماع وشيك لحلفاء كييف في بروكسل | أخبار

أعلن مؤسس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين اليوم الأحد السيطرة على قرية شمالي مدينة باخموت في منطقة دونيتسك الأوكرانية، وذلك فيما يبدو ردا على تصريحات للقائد العام للجيش الأوكراني فاليري زالوجني قال فيها إن المدينة لا تزال تحت سيطرة قواته.
وفي رسالة صوتية نشرها المكتب الإعلامي لرئيس المجموعة على تطبيق تليغرام، قال بريغوجين “اليوم سيطرت القوات المهاجمة من شركة فاغنر العسكرية الخاصة على تجمع كراسنا هورا السكني”.
كما نشر مقطع فيديو قصيرا يظهر فيما يبدو مقاتلين من فاغنر بجوار لافتة عند مدخل كراسنا هورا، لكن لم يتسنّ التحقق بشكل مستقل من سيطرة المجموعة على القرية.
وكانت مجموعة فاغنر أعلنت في 11 يناير/كانون الثاني الماضي أنها سيطرت على سوليدار، وهي بلدة قريبة من كراسنا هورا، لكنّ وزارة الدفاع الروسية انتظرت يومين قبل إعلان احتلال سوليدار، وذلك كشف عن خلاف بين فاغنر والجيش الروسي.
وقال بريغوجين الأحد “بعد السيطرة على سوليدار والضجة التي أثيرت حول وجود (جنود) آخرين في سوليدار، كان المقاتلون محبطين”، وأضاف “في نطاق نحو 50 كيلومترا، ليس هناك إلا مقاتلو فاغنر وسيسيطرون على باخموت”.
وتقود مجموعة فاغنر -التي كانت سابقا قوة مرتزقة سرية تقاتل بجوار حلفاء موسكو في أفريقيا والشرق الأوسط- منذ أشهر الهجوم على باخموت، محققة مكاسب صغيرة لكنها متواصلة في ساحة المعركة التي تستعر هناك منذ الصيف الماضي.
وكان بريغوجين قال في مقابلة صحفية، نشرت أمس السبت ووُصفت بالنادرة، إن سيطرة روسيا بالكامل على منطقتي دونيتسك ولوغانسك -اللتين تشكلان إقليم دونباس- يمكن أن يستغرق عامين.
وتحدث بريغوجين أخيرا عن دخول قواته الأحياء الشمالية لباخموت، لكن كييف أكدت أن قواتها صدّت هجمات روسية كثيرة على المدينة التي تتعرض لقصف روسي مكثف منذ أشهر.
كما قالت وزارة الدفاع البريطانية، في تقرير لها الجمعة، إن القوات الروسية أحرزت بعض التقدم شمال باخموت في إطار هجوم يستهدف تطويقها.
وأمس السبت، قال القائد العام للجيش الأوكراني فاليري زالوجني إن مدينة باخموت لا تزال تحت سيطرة قواته، مؤكدا في اتصال هاتفي مع رئيس هيئة الأركان الأميركية مارك ميلي أن الجيش الأوكراني يواصل اتخاذ تدابير لتحقيق الاستقرار في خط الجبهة حول باخموت.
كما قال القائد العسكري الأوكراني إن قواته تمكنت في بعض أنحاء الجبهة من استعادة المواقع التي فقدتها سابقا، مشددا على أن القوات الأوكرانية تحتاج إلى مزيد من الأسلحة والذخائر.
وتقع باخموت شمالي مقاطعة دونيتسك، وتعدّ مدينة ذات أهمية إستراتيجية محدودة، لكنها اكتسبت أهمية رمزية كبيرة بسبب طول مدة المعارك حولها، وكان يسكنها 70 ألفا قبل اندلاع الحرب في 24 فبراير/شباط 2022. وعلى مدى الأسابيع الماضية، كان هناك غموض بشأن الوضع في المدينة، حيث تضاربت البيانات من الطرفين بشأن سير المعارك.
مباحثات أوكرانية غربية بشأن الأسلحة
سياسيا، قال إيغور شيرنيف، نائب رئيس مجلس الدفاع الأوكراني، إن القرار السياسي بشأن تزويد أوكرانيا بالصواريخ البعيدة المدى والطائرات الحربية اتخذه مَن وصفهم بشركاء أوكرانيا الغربيين.
وأضاف شيرنيف، في تصريحاتٍ خاصة بالجزيرة، أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) بات يرى أن دفاع أوكرانيا عن نفسها وتحرير أراضيها لا يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع روسيا، بل هو حق لأوكرانيا، وفق تعبيره.
ويحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومسؤولون أوكرانيون الحلفاء على إرسال طائرات مقاتلة بعد تلقيهم وعدا بالحصول على عشرات الدبابات القتالية الحديثة بما في ذلك دبابات “إم1 أبرامز” الأميركية و”ليوبارد 2″ الألمانية و”تشالنجر 2″ البريطانية، بالإضافة إلى أسلحة بعيدة المدى، ولم يستبعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تزويد كييف بطائرات مقاتلة، لكن قادة غربيين أبدوا تحفظات على الأمر.
وقالت الولايات المتحدة وأوكرانيا أمس السبت إن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أجرى محادثات مع نظيره الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف بخصوص “الأولويات”، بما في ذلك الدفاع الجوي والمدفعية، تمهيدا لاجتماعات سيعقدها حلفاء كييف في بروكسل.
وقال البريغادير جنرال باتريك رايدر كبير المتحدثين باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) -في بيان- إن أوستن وريزنيكوف بحثا أهمية توصيل القدرات المتعهد بها في أسرع وقت ممكن.
وبدوره، كتب ريزنيكوف على تويتر بعد المحادثة الهاتفية مع أوستن أن “دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا لا يتزعزع”، مضيفا أن الجانبين بحثا أيضا الوضع على الخطوط الأمامية.
ومن المقرر أن تجتمع مجموعة الاتصال الدفاعية بشأن أوكرانيا يوم الثلاثاء المقبل في مقر حلف شمال الأطلسي، بعد مؤتمر انعقد في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا يوم 20 يناير/كانون الثاني الماضي وكان مهما لقرارات إرسال الدبابات.