Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
خبر عاجل

تنكيس علم الأمم المتحدة على أبنية دمّرها الزلزال.. هل خذلت المنظمة الدولية الشعب السوري؟ | سياسة


شمالي سوريا- بعد ساعات من تصريحات المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كورين فلايشر بشأن تقديم مساعدات للمتضررين من الزلزال في الشمال السوري، اتهم الأمين العام للائتلاف الوطني السوري المعارض هيثم رحمة، فلايشر بنشر معلومات مزيفة ومضللة عن استجابة الأمم المتحدة لمتضرري الزلازل في سوريا.

وقال رحمة -في بيان- إن “فلايشر ادّعت توزيع المساعدات في المناطق المحررة شمال غرب سوريا، بينما كانت المشاهد التي عرضتها من مدينة حلب التي يسيطر عليها النظام السوري”.

وأضاف رحمة “فضلا عن التخاذل الواضح من الأمم المتحدة في نجدة السوريين المنكوبين في المناطق المحررة، تتصرف فلايشر بطريقة غير مهنية، وتقدم معلومات مضللة على وسائل التواصل الاجتماعي”.

وعبّر الأمين العام للائتلاف الوطني السوري عن استيائه من تعامل الأمم المتحدة ومنظماتها مع الكارثة التي حلت بسوريا بعد الزلزال، مؤكدا أنها لم تسعَ لتزويد فرق الإنقاذ في المناطق المحررة بأي معدات أو مستلزمات تساعدهم على إجلاء المصابين وإنقاذهم، إضافة إلى تدخلها الضعيف بعد مرور عدة أيام من الكارثة بشكل غير مؤثر.

رجال إنقاذ يبحثون عن ناجين تحت الأنقاض في سوريا (رويترز)

سخط شعبي

ويأتي تصريح أمين الائتلاف السوري المعارض تزامنا مع حالة من السخط الشعبي الكبير في شمال غرب سوريا، وحديث الأهالي عن خذلان كبير من العالم وتجاهل أممي لمأساتهم، مؤكدين أن جميع من قضى تحت الأنقاض كان لديه فرصة للعيش إن توفرت معدات الإنقاذ الثقيلة والفرق الدولية المدرّبة.

وتحدث عدد من أهالي بلدة جنديرس المنكوبة -التي أصبحت رمزا لمأساة الزلزال في شمال غرب سوريا- للجزيرة نت عن ترك المجتمع الدولي لهم، والتقاعس عن نجدتهم بإدخال آليات الإنقاذ والفرق المختصة لانتشال المدنيين العالقين تحت الأنقاض منذ اليوم الأول للكارثة.

وتعبيرا عن انتقادهم لموقف الأمم المتحدة، نكّس سوريون علم المنظمة الأممية على الأبنية التي دمرها الزلزال في البلدة، قائلين إن “الأمم المتحدة تركت آلاف السوريين يموتون من دون مساعدة”.

وقال عبيدة العلي -وهو من سكان البلدة- إنه كان يسمع استغاثة أفراد أسرته من تحت الأنقاض منذ اليوم الأول للزلزال، مؤكدا أن فرق الدفاع المدني بذلت كل الجهود بمؤازرة شعبية كبيرة من الأهالي دون التمكن من رفع الأنقاض.

وأضاف العلي -للجزيرة نت- أن معدات المدنيين البسيطة التي عمل بها الأهالي لا يمكنها أن تزيح آلاف الأطنان من الإسمنت والأحجار المنهارة فوق رؤوس العالقين تحت الأنقاض، مشيرا إلى أن 3 من أفراد أسرته فارقوا الحياة بعد 4 أيام من انتظار النجدة والإنقاذ.

4سوريا - ريف حلب - جنديرس - أحد مخيمات المنكوبين بفعل الزلزال المدمر الذي ضرب شمال سوريا - الجزيرة
أحد مخيمات المنكوبين بفعل الزلزال المدمر الذي ضرب شمالي سوريا (الجزيرة)

معدات بسيطة

ومع غياب الأمل في العثور على ناجين، تستمر فرق الدفاع المدني السوري في عمليات البحث تحت الأنقاض عن ضحايا جدد في مدينة جنديرس بريف حلب شمالي سوريا، بعد إعلانه رسميا توقف عمليات البحث والإنقاذ والبدء بعمليات البحث والانتشال.

من جانبه، أكد منير المصطفى نائب مدير منظمة الدفاع المدني السوري استمرار عمليات البحث عن الضحايا تحت أنقاض المباني المدمرة في جنديرس، لافتا إلى انتشال 516 جثة وأكثر من 831 مصابا من تحت أنقاض المباني المدمرة حتى اليوم الأحد.

وقال المصطفى -في حديث للجزيرة نت- إن نحو 200 مبنى في البلدة تعرضت لدمار كلي، وقرابة 500 بناء أصيبت بدمار جزئي، إضافة إلى تصدّع مئات الأبنية في البلدة، مضيفا أن الدفاع المدني بدأ عمليات رفع الأنقاض من الطرق لتسهيل حياة المدنيين.

A view of mass grave for the causalities, in the aftermath of a deadly earthquake, in Jandaris, northern Aleppo, Syria, February 8, 2023 in this picture obtained from social media. White Helmets/via REUTERS THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY. MANDATORY CREDIT. NO RESALES. NO ARCHIVES.
مقبرة جماعية لضحايا الزلزال المدمر في بلدة جنديرس السورية (رويترز)

زيف الإنسانية

وعلى أطراف البلدة وتحت الأشجار وداخل السيارات، يقضي من نجا من الكارثة حياته اليومية في ظروف إنسانية غاية في السوء، حيث تفترش عشرات العائلات الأرض وتلتحف السماء في انتظار قدوم المساعدات وتأمين المأوى، بعد اكتظاظ المخيمات التي أنشئت على عجل لإيواء المنكوبين.

وقالت فاطمة -وهي من سكان البلدة- إنها تتشارك الإقامة مع عائلتين في خيمة مهترئة، بعد أن انهار منزلها في البلدة وتحول إلى أكوام من الحجارة، وإنهم يفتقدون لكل مقومات الحياة من الطعام والشراب والملابس الشتوية.

وبحسب فاطمة، فإنها خرجت فجر الاثنين مذعورة من منزلها دون أن تخرج شيئا من الملابس أو الوثائق الثبوتية، وخلال دقائق من خروجها انهار البناء بما فيه من أثاث وممتلكات.

من جهته، أكّد الناشط الإعلامي رامي السيد أن الزلزال -ومأساة جنديرس خصوصا- “كشفت زيف الإنسانية وادعاءات حقوق الإنسان، بعد عدم تدخل فرق الطوارئ الدولية لنجدة العالقين والمنكوبين، وترك السوريين بمفردهم يواجهون الكارثة”.

ولفت السيد -في حديث للجزيرة نت- إلى أن المدنيين قاموا بأيديهم ومعداتهم البسيطة باستخراج جثامين ذويهم، في وقت كانت فيه دول العالم تقيم جسورا جوية لإيصال المساعدات إلى مناطق سيطرة النظام السوري وتركيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى