مكسيكو سيتي تنضم إلى العواصم الكبرى للفن المعاصر في العالم | ثقافة
تعزز مكسيكو -المعروفة بكونها مدينة المتاحف والفنانين وجامعي الأعمال الفنية- مكانتها كعاصمة لسوق الفن الحديث والمعاصر بأميركا اللاتينية من خلال عدد من الأنشطة التي تقام حتى الأحد 12 فبراير/شباط الجاري، بينها معارض يُتوقع أن يُقبل عليها المشترون الأجانب.
في أبرز محطات “أسبوع الفن” الذي انطلق الأربعاء الماضي، يستقبل معرض زوناماكو 216 عارضاً في الفنون والتصميم والتحف والصور، بينهم 51% مكسيكيون و49% أجانب، وفق المنظمين.
ومع الإسبان، يشكّل الأميركيون القسم الأكبر من العارضين الذين جاؤوا إلى مكسيكو الواقعة على بعد 3 أو 4 ساعات من ميامي أو لوس أنجلوس.
وينجذب هؤلاء إلى السوق المكسيكية لكونها تضم عدداً كبيراً من هواة الجمع من القطاع الخاص وشبكة مؤلفة من نحو 170 متحفاً (مما يجعل مكسيكو إحدى المدن الثلاث الأفضل تجهيزاً على هذا الصعيد مع لندن وباريس، بحسب بعض التصنيفات السياحية على الإنترنت”.
وتشكل مكسيكو “مركزاً هاماً للغاية لهواة الجمع على مستوى العالم” على ما يقول ماوريسيو سامبونيا الذي أتى من هيوستن لحساب دار “آرت أوف ذي وورلد” ويعرض أعمالاً للمعلّم الكولومبي فرناندو بوتيرو.
ويستقبل معرض زوناماكو أيضاً عشرات المستثمرين الدوليين، وفق مديره الفني الجديد خوان كانيلا الذي يقول “هذا العام، لدينا أكثر من 55 مجموعة من المتاحف الدولية المشاركة في المعرض، وهواة جمع من مختلف مناطق آسيا وأفريقيا وأوروبا، ومن الولايات المتحدة بطبيعة الحال. يأتون لشراء قطع لمتاحف أو أفراد من هواة الجمع”.
الثقافة المكسيكية
ويوضح صاحب المعارض الفرنسي جوليان كويسيه المقيم في مكسيكو منذ أكثر من 20 عاما أنّ ثمة “اهتماماً متنامياً في القطاعات الثقافية المكسيكية”.
ومن الأحداث البارزة الأخرى في “أسبوع الفن” معرض بادا الذي يتمايز بكونه يوفر اتصالاً مباشراً بين فنانين، من المكسيك بأغلبيتهم، وجهات خاصة من الشراة وهواة الجمع، من دون واسطة دور العرض.
ويفتح ذلك فرصاً كبيرة لصانعة المحتويات الرقمية أني غارزا لاو التي تعرض صورها العلمية الوهمية المطورة بواسطة جهاز حاسوب بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي، وهي تقول “لا يوجد في مكسيكو أي معرض للفن الرقمي البحت. في المجمل لا أجد من يشتري أعمالي”.
وتؤكد سيسيليا دي لا فيغا الشغوفة بالفنون “يمكن أن نجد هنا أعمالاً بأسعار جيدة غير مضخمة كتلك التي نجدها في دور العرض”.
ومن الفعاليات البارزة أيضاً ضمن جدول الأعمال المزدحم لهذا الأسبوع المخصص للإبداع المعاصر، معرضا “ماتيريال” للفن المعاصر المستقل، و”أكمي” اللذان يشكلان “منصة للفن أنشأها فنانون من أجل الفنانين” وفق المنظمين.
خلافات سياسية
المكسيك، وهي جسر طبيعي بين الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية، مع عدد سكان بلغ 126 مليون نسمة سنة 2020، تعاني مشكلات عميقة على صعيد الهوة الاجتماعية بين السكان.
وتحتل الطبقة العليا المكسيكية مناطق ممتدة على 1467 كيلومتراً مربعاً، مما يمثل حوالى 0.07% من مساحة البلاد “لكنها تستحوذ على 47% من الثروة الحقيقية للبلاد” وفق ما ذكر موقع “إل باييس” الإسباني أخيراً.
وكان شعار “الفقراء أولاً” من بين عناوين حملة الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور اليساري القومي.
وفي المجال الثقافي، تُترجم سياساته بدعم التعبير الفني أو الحرفي لمجتمعات السكان الأصليين، وهم أكثر الفئات فقراً.
وقاطعت الحكومة الفدرالية في السنوات الأخيرة حدثاً دولياً آخر هو معرض “غوادالاخارا” للكتاب الذي يصفه الرئيس المكسيكي بأنه “منتدى للمحافظين”.
وقد أقر وزير الخارجية المكسيكي مارتشيلو إبرارد، الذي حضر الافتتاح الأربعاء، بأن معرض زوناماكو للفن “حدث فريد جداً وبالغ الأهمية في المكسيك”.
ولفت إبرارد، المرشح لخلافة أوبرادور في منصب الرئاسة سنة 2024، إلى أن “المكسيك تمثل قوة ثقافية لا يُستهان بها”.