بين خفض وسقف.. كيف سيتحرك الذهب الأسود بعد القرار الروسي؟
موقعي نت متابعات عالمية:
التأثير هذه المرة في قطاع الطاقة، إذ أعلنت روسيا، الجمعة، عزمها تخفيض إنتاجها من النفط بواقع 500 ألف برميل يوميًا بدءا من مارس القادم.
ويمثل هذا التخفيض نحو 5 بالمئة من حجم إنتاج روسيا من الذهب الأسود.
هذا الإعلان أدى إلى قفزة في أسعار النفط في آخر جلسات التداول، إذ ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت، الجمعة، عند التسوية بواقع 1.89 دولار بما يعادل 2.2 بالمئة إلى 86.39 دولار للبرميل.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.66 دولار أو 2.1 بالمئة إلى 79.72 دولار.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، إن موسكو لم تجر أي مشاورات رسمية مع أطراف أخرى بشأن قرارها خفض إنتاج النفط بمقدار 500 ألف برميل يوميا في مارس.
القرار الروسي جاء كرد على فرض الاتحاد الأوروبي لحد أقصى لأسعار منتجات النفط الروسية، بجانب حظر استيراد دخل حيز التنفيذ في الخامس من فبراير الجاري.
القرار الأوروبي لقي ترحيبًا أميركيا فور الإعلان عنه، إذ قالت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، في الرابع من فبراير، إن الحدود القصوى الجديدة لأسعار منتجات النفط الروسية من جانب الغرب ستحد بشكل أكبر من عائدات النفط الروسية مع الحفاظ على إمدادات أسواق الطاقة العالمية.
وقالت يلين في بيان بعد الإعلان عن الاتفاق، إن الحدود القصوى التي تم التوصل إليها ستؤدي دورا حاسما في عمل “تحالفنا العالمي” لتقويض قدرة روسيا على مواصلة “حربها غير القانونية في أوكرانيا”.
وأضافت: “إلى جانب عقوباتنا التاريخية، نجبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الاختيار بين تمويل حربه الوحشية أو دعم اقتصاده المتعثر”.
وفرض التحالف الذي يضم مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي وأستراليا سقفا على أسعار المنتجات النفطية الروسية عند 100 دولار للبرميل على المنتجات التي يتم تداولها بعلاوة على النفط الخام ولاسيما الديزل، و45 دولارا للبرميل للمنتجات التي يتم تداولها بخصم، مثل زيت الوقود والنفتا.
التأثير المتوقع للقرار
خبير النفط العالمي، الدكتور ممدوح سلامة، قال في تصريحات لـ “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إن القرار الروسي بخفض الإنتاج اعتبارا من بداية مارس المقبل كان متوقعا، خاصة بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أسابيع أن بلاده لن تصدر أي برميل من النفط الروسي إلى الدول التي تتقيد بسقف السعر الغربي.
وأضاف سلامة أن التوقعات حول قرار خفض الإنتاج الذي ألمحت به موسكو في وقات سابق كان يتراوح بين 500 ألف و700 ألف برميل، إلا أن القرار جاء بـ 500 ألف برميل.
للقرار تأثيرات مختلفة، بحسب خبير النفط العالمي، والذي أكد أن التأثير المباشر سيصل إلى سوق النفط العالمي لأنه سيزيد من النقص في إمدادات النفط بالعالم، كما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
ويتوقع سلامة أن يصل خام برنت إلى 90 دولار خلال النصف الأول من العام الجاري، وقد يلامس مستوى 100 دولار للبرميل على مدار العام.
“هذه الأسعار ستستمر لفترة طويلة، خاصة في ظل نقص الاستثمارات العالمية لتوسيع طاقة الإنتاج بقطاعي النفط والغاز، وهما الركنان الأساسيان لاقتصاد العالم”، بحسب قول سلامة.
وحول تأثر الغرب بالقرار قال سلامة: “بالطبع، الدول الغربية التي فرضت سقف السعر، ستضطر الآن إلى شراء حاجتها من النفط بسعر أعلى بكثير، مما يزيد من العبء المالي عليها وعلى اقتصاداتها”.
وأكد الخبير العالمي عدم وجود بدائل لصادرات النفط الروسي، فدول مثل كزاخستان، وأذربيجان غير قادرتين على رفع الإنتاج في الوقت الحاضر.
كما أن إنتاج النفط الصخري الأميركي قد وصل إلى حده الأقصى، حسب قوله، والولايات المتحدة لا تستطيع رفع الإنتاج بأكثر مما هو عليه حاليًا.
وبحسب سلامة، فإن مستويات إنتاج النفط بأميركا حاليا عند 9.5 على 10 ملايين برميل في اليوم، بعكس ما تدعيه وكالة المعلومات الأميركية بأن إنتاج الولايات المتحدة يتعدى 12 مليون برميل.
ويرى سلامة أنه لا جدوى لقرارات الحظر أو حدود الأسعار التي فرضها الغرب على النفط الروسي ومنتجاته.
وقال مندوبان في منظمة الدول المصدرة للنفط وحلفائها “أوبك+” لرويترز، الجمعة، إن المجموعة لا تعتزم اتخاذ أي إجراء بعد إعلان روسيا خفض إنتاج النفط.
نشكركم لقراءة خبر “بين خفض وسقف.. كيف سيتحرك الذهب الأسود بعد القرار الروسي؟” عبر صحيفة “موقعي نت”..