دمج الذكاء الاصطناعي وتقنية “بلوك تشين”.. ثورة في عالم المال والأعمال | ريادة
يؤكد الخبراء أن دمج تقنية “بلوك تشين” والذكاء الاصطناعي ممن الممكن أن يحدث ثورة في قطاع الخدمات المالية، نظرا لقدرتهما على تقديم رؤى متطورة، وزيادة الإنتاجية، وخفض التكاليف.
وفي تقرير نشره موقع “فاكت ست” (fact set) تحدث الكاتب شارون يانغ عن مدى قدرة الذكاء الاصطناعي وتقنية “بلوك تشين” على تغيير الخدمات المالية، وما قد يحمله مستقبل استخدامها في التمويل.
بحسب الكاتب، تعد “بلوك تشين” والذكاء الاصطناعي من أكثر التقنيات ثورية في عصرنا، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء أنظمة حاسوب قادرة على التعرف على الأنماط، واكتساب المعرفة من الخبرة، واتخاذ القرارات، وهي مهام عادة ما تتطلب ذكاء بشريا.
في حين تمكن تقنية “بلوك تشين” -التي تمثل تقنية لامركزية وآمنة وشفافة- من إجراء معاملات آمنة ومفتوحة دون استخدام الوسطاء.
وأفاد الكاتب بأن هذا التكامل بين الذكاء الاصطناعي و”بلوك تشين” لديه القدرة على إحداث ثورة في مختلف الصناعات، وتغيير الطريقة التي نعيش ونعمل بها.
فعلى سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي و”بلوك تشين” تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف وزيادة الأمان، وتقديم رؤى فورية وتوصيات مخصصة للعملاء في صناعة الخدمات المالية.
فوائد الذكاء الاصطناعي و”بلوك تشين” بالخدمات المالية
ذكر الكاتب عددا من فوائد المشاركة بين الذكاء الاصطناعي و”بلوك تشين” تعود على الخدمات المالية منها ما يلي:
اعتبر الكاتب أن الأمن يعد أحد أصعب التحديات في صناعة الخدمات المالية، ولكن بفضل دفتر الحسابات اللامركزي وغير القابل للتغيير، توفر تقنية “بلوك تشين” منصة آمنة وشفافة للمعاملات المالية.
ويمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي أيضا في تحسين الأمان من خلال اكتشاف الاحتيال، وتنبيه المستخدمين إلى نشاط مشبوه في وقت وجيز.
-
زيادة الكفاءة
الذكاء الاصطناعي و”بلوك تشين” لديهما القدرة على تحسين كفاءة الخدمات المالية بشكل كبير، حيث يمكن للأول تحويل العمليات اليدوية واتخاذ قرارات حاسمة وفورية، في حين يمكن للثاني التقليل من تصفية المعاملات ووقت التسوية والتكلفة.
هذا المزيج لديه القدرة على تحسين سرعة وكفاءة الخدمات المالية بشكل كبير.
-
تجربة عملاء محسنة
يمكن للذكاء الاصطناعي و”بلوك تشين” أيضا تحسين تجربة العملاء من خلال توفير رؤى فورية وتوصيات مخصصة.
فعلى سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل بيانات العملاء لتقديم توصيات استثمارية مخصصة، بينما يمكن أن توفر تقنية “بلوك تشين” وصولاً سريعا إلى معلومات الحسابات وتقليل وقت معالجة المعاملات.
وعلى الرغم من التفاؤل الكبير من دمج الذكاء الاصطناعي و”بلوك تشين” وتأثيره الإيجابي على التمويل وريادة الأعمال، إلا أن هناك العديد من التحديات والمشكلات التي تحد من استخدام هذه التقنية الوقت الحالي.
تحديات
وفي مقال نشره موقع “أنالتيكس إنسايت”(analytics insight) تحدثت الكاتبة تشيجوري بريثي عن أهم تحديات دمج الذكاء الاصطناعي و”بلوك تشين” في الخدمات المالية، وذكرت منها ما يلي:
-
اللوائح التنظيمية
نظرا لأن صناعة الخدمات المالية منظمة للغاية، رأت الكاتبة أن الامتثال التنظيمي هو أحد أصعب التحديات في دمج الذكاء الاصطناعي و”بلوك تشين” في الخدمات المالية، الأمر الذي يتطلب تغييرات في اللوائح الحالية.
-
تبني هذه التقنية
يتمثل التحدي الآخر في جعل المؤسسات المالية والعملاء يستخدمون الذكاء الاصطناعي و”بلوك تشين”. فرغم أن مزايا هذه التقنيات واضحة، إلا أن هناك مخاوف بشأن الأمان والخصوصية وتكاليف التنفيذ.
-
قابلية التشغيل
تعد إمكانية التشغيل بين الأنظمة والمنصات أمرا ضروريا لتكامل الذكاء الاصطناعي و”بلوك تشين”. وهو ما يتطلب استثمارات كبيرة في التكنولوجيا والهياكل الأساسية، مما قد يؤدي إلى ارتفاع التكاليف للمؤسسات المالية.
مستقبل الذكاء الاصطناعي و”بلوك تشين” بالخدمات المالية
في حين لا يزال دمج الذكاء الاصطناعي و”بلوك تشين” في الخدمات المالية بمراحله الأولى، إلا أن المستقبل يبدو مشرقًا.
ومع تقدم التكنولوجيا وتغير اللوائح، يمكننا أن نتوقع عددا متزايدا من المؤسسات المالية التي تطبق الذكاء الاصطناعي و”بلوك تشين” لتحسين كفاءة وأمن خدماتها. وفي المستقبل، يمكننا أيضا أن نتوقع رؤية تطوير خدمات مالية جديدة ومبتكرة تستفيد من قوة الذكاء الاصطناعي وتقنية “بلوك تشين”.
وختمت الكاتبة تقريرها مشيرة إلى التأثير الكبير لدمج الذكاء الاصطناعي و”بلوك تشين” على الخدمات المالية، حيث يمكننا توقع استمرار النمو والابتكار بهذا المجال، لافتة إلى أنه رغم وجود التحديات، فإن الفوائد المحتملة لهذه التقنيات تجعلها عرضا مقنعا لكل من المؤسسات المالية والعملاء. وبسبب تكامل كل من الذكاء الاصطناعي و”بلوك تشين” سيكون مستقبل الخدمات المالية أكثر أمانًا وكفاءة وتركيزًا على العملاء.