روسيا تتحدث عن ضربة بحرية “موجعة” لأوكرانيا ومعارك “صعبة للغاية” في فوغليدار | أخبار
قالت روسيا اليوم الاثنين إنها قصفت قاعدة بحرية جنوبي أوكرانيا مما أوقع قتلى، في حين أعلن الجيش الأوكراني إنه صد الهجمات الروسية على مدينة فوغليدار بإقليم دوناس، حيث تدور معارك توصف بالصعبة للغاية.
فقد نقلت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية عن مصدر وصفته بالمطلع أن المدفعية الروسية قصفت مساء أمس الأحد القاعدة البحرية في مدينة أوتشاكوف مما أسفر عن مقتل 14 جنديا أوكرانيا بينهم “مرتزقة بريطانيون”.
وقال المصدر الروسي إن المعلومات التي حصل عليها الجانب الروسي تفيد بأن القصف دمر معدات وأنظمة دعم الحياة والبنية التحتية في القاعدة التي تنتشر فيها وحدة تابعة لمركز العمليات البحرية الخاصة الأوكرانية، بحسب نفس المصدر.
وأضاف أن “المرتزقة” الذين كان بعضهم بين القتلى تولوا مهمة التدريب الخاص للمقاتلين الأوكرانيين على تنفيذ ما وصفها بعمليات تخريبية في حوض البحر الأسود وبحر آزوف.
ويأتي الإعلان عن هذه العملية في وقت تتصاعد فيه وتيرة الهجمات الروسية بجنوب أوكرانيا، وسط تكهنات بأن موسكو تعد لشن هجوم كبير في الربيع المقبل.
ดักถล่มทหารรัสเซียใกล้ Vuhledar pic.twitter.com/eXiiVPv8dr
— NWO Channel (@Ogairi1) January 28, 2023
معارك الشرق
وفي إقليم دونباس شرقا، تواصل القوات الروسية ضغطها لتحقيق تقدم على محاور عدة، خاصة في مدينتي باخموت وفوغليدار بمقطاعة دونيتسك.
وقد أعلنت القوات الموالية لروسيا في دونيتسك أنها تقدمت في الجزء الشرقي من مدينة فوغليدار عند تقاطع جبهتي الجنوب والشرق، مشيرة إلى قصف أوكراني متكرر للمنطقة بالتزامن مع التقدم فيها.
بيد أن المتحدث باسم الجيش الأوكراني في المنطقة يفغين ييرين أكد أن الهجمات الروسية على المدينة فشلت، وقال إن القوات الأوكرانية نجحت في صد الروس ولم تخسر مواقعها، كما قال المتحدث العسكري الآخر سيرغي تشيريفاتي إن القوات الأوكرانية تمسك بخطوط الدفاع وتلحق خسائر بالروس.
وفي المقابل، أعلنت سلطات لوغانسك الموالية لروسيا أن كييف ترسل تعزيزات عسكرية إلى بلدة تشاسوف يار في ضواحي باخموت.
وتقع فوغليدار -التي كان يسكنها 15 ألفا قبل الحرب- جنوب باخموت التي تدور حولها أيضا معارك ضارية بين الجيش الأوكراني وبين قوات مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة بإسناد من القوات النظامية الروسية.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكد أن الوضع على جبهتي باخموت وفوغليدار “صعب للغاية”، قائلا إن الهجمات الروسية ومحاولات اختراق الدفاعات الأوكرانية بالمنطقة مستمرة.
وزار زيلينسكي اليوم الاثنين مدينة ميكولايف (جنوب) برفقة رئيسة الوزراء الدنماركية مته فريدريكسن.
قطع الإمدادات
وفي الجبهة الجنوبية، تتواصل المعارك في أجزاء من مقاطعتي زاباروجيا وخيرسون، وذلك في وقت تسعى فيه القوات الأوكرانية لقطع طرق الإمدادات البرية للقوات الروسية بين شبه جزيرة القرم وإقليم دونباس.
وقالت المتحدثة باسم قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية ناتاليا هومينيوك إن الروس بدأوا يكثفون استخدامهم للتعزيزات التي تصل تباعا من شبه جزيرة القرم إلى قواتهم في الجبهات الجنوبية، مضيفة أن سبب الاستعانة بوحدات هو الخسائر الكبيرة في صفوف قواتهم المرابطة هناك، بحسب تعبيرها.
وفي السياق، نفذت القوات الروسية سلسلة غارات على خيرسون استخدمت فيها القذائف الحارقة المحرمة دوليا، كما شمل القصف جنوبا مقاطعة زاباروجيا، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين، بحسب السلطات الأوكرانية.
ورد الجيش الأوكراني بسلسلة غارات على مواقع تمركز القوات الروسية وأنظمتها الصاروخية داخل الأراضي الأوكرانية، إضافة إلى محطتي رادار ومستودع للذخيرة، بحسب بيان عسكري.
وفي تطورات متزامنة، بثت هيئة الطوارئ الأوكرانية مشاهد لما قالت إنه قصف روسي على مبنى سكني أسفر عن مقتل مسنة وإصابة 3 أشخاص في مقاطعة خاركيف (شمال شرق)، وبثت وسائل إعلام أوكرانية صورا لعمليات الإنقاذ في المبنى المكون من 4 طوابق.
الطائرات المقاتلة
على صعيد آخر، قال مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك إن كييف حصلت على إشارات إيجابية من بولندا بشأن مقاتلات من طراز “إف 16 جي إف إكس”، وهي مستعدة لنقلها إلى أوكرانيا بالتنسيق مع حلف شمال الأطسي (الناتو).
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية العقيد يوري إهنات للجزيرة إن بلاده بحاجة إلى مقاتلات “إف-16” (F-16) الأميركية لاستبدال أسطولها الجوي الروسي “المهترئ”، وإنها بحاجة إلى 25 طائرة مقاتلة على الأقل.
وقبل ذلك، أوضح مسؤول أوكراني أن المفاوضات بشأن الحصول على طائرات مقاتلة حديثة من الحلفاء الغربيين لا تزال في بداياتها.
ومؤخرا وعدت كل من واشنطن وبرلين كييف بتسليمها عشرات الدبابات المتطورة من طراز “أبرامز” و”ليوبارد 2″، وأثارت الخطوة غضب موسكو.
تصريحات أوروبية
سياسيا، نفى الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين أن يكون قرار إرسال الدبابات إلى أوكرانيا في سياق التصعيد، وقال إنه رد على التصعيد الروسي تجاه المدنيين والبنية التحتية الأوكرانية.
وقال الاتحاد الأوروبي في بيان إنه لم يرفض أي طلب للحوار؛ مضيفا أن روسيا هي التي ترفض كل مبادرات السلام حتى الآن.
ويأتي بيان الاتحاد الأوروبي عقب تصريحات لسيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قال فيها إنه من غير المجدي التحدث مع كييف بعد قرار واشنطن تزويد أوكرانيا بالدبابات، مشددا في الوقت نفسه على أن موسكو مستعدة لمشاورات مع واشنطن لإيجاد حلول للمسائل ذات الاهتمام المشترك.
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الاثنين إن بلاده لم تتخل أبدا عن الحوار المتكافئ مع الأوروبيين أو البحث عن طرق لحل المشكلات الأمنية.
وأضاف لافروف أنه لا يستبعد أن تقوم بولندا ودول البلطيق بقطع الاتصالات مع روسيا، مؤكدا أن موسكو لا تؤيد قطع العلاقات الدبلوماسية.