بينهم إسلاميون وشاعر ومتوفى.. فرنسيون في قائمة “حظر الطيران” الأميركية | سياسة
قالت صحيفة ليبراسيون (Liberation) الفرنسية إن قسم التحقق من الأخبار لديها تمكن من الوصول إلى “قائمة ممنوع من الطيران” (NO FLY) وهي قائمة بالأشخاص الممنوعين من السفر من قبل حكومة الولايات المتحدة، وتحتوي على مئات الآلاف من الأسماء، من بينهم العديد من المواطنين الفرنسيين.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير مشترك بين ألكسندر هورن وفابيان ليبوك وجاك بيزيت- أن اللائحة التي أنشئت بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 تضم إسلاميين فرنسيين وأعضاء بحركة إقليم الباسك و”إرهابيين” من حركة العمل المباشر، إضافة لأشخاص حوكموا وأطلق سراحهم في قضية “تارناك” المتعلقة بتخريب مواسير سكك القطارات السريعة بفرنسا، وبعض المتهمين في قضية شركة لافارج المصنعة للإسمنت في سوريا، وصحفي وحتى أكاديمي وشاعر فرنسي.
ومع أن وجود هذه اللائحة كان معروفا -حسب الصحيفة- فإن محتواها لم يكن كذلك، حتى أتاحتها مخترقة البرامج السويسرية مايا أرسون كريمو للمنظمات غير الحكومية والصحفيين، موضحة أنها وجدت اللائحة في منشور بمدونة بعنوان “كيف تخترق شركة طيران؟” عندما كانت تبحث بدافع الملل، في خوادم سيئة التأمين، فقادها بحثها إلى ملفات شركة طيران إقليمية أميركية صغيرة، فيها بيانات شخصية لموظفي الشركة و”قائمة ممنوع من الطيران” التي تستخدمها الولايات المتحدة لترحيل الركاب من مجالها الجوي.
وحسب نشرية ديلي دوت “Daily Dot” الأميركية المهتمة بثقافة الإنترنت والتي تحدثت مع هذه المخترقة وكشفت عن القضية، فإن شركة الطيران أكدت صحة البيانات، مع تحديد أن اللائحة تعود لعام 2019، مشيرة إلى أن كريمو لم تفرج عن الملفات عبر الإنترنت، ولكنها سمحت للصحفيين والباحثين بالاطلاع عليها.
حظر السفر وتحقيق إضافي
وأشارت ليبراسيون إلى وجود جدولين يحتويان معا على أكثر من 1.8 مليون سطر من البيانات، أحدهما بعنوان “المختارين” (SELECTEE) لإجراء تحقيق إضافي مع أفراده، والآخر بعنوان “ممنوع من الطيران” “والتسجيل فيه -حسب موقع مكتب التحقيقات الفدرالي- يمنع أي “إرهابي” معروف أو مشتبه به من ركوب طائرة تجارية تغادر أو تتجه إلى الولايات المتحدة، كما تُمنع أي طائرة تقل شخصا على هذه القائمة من عبور المجال الجوي الأميركي.
وتحتوي الجداول التي اطلعت عليها الصحيفة على الأسماء الأولى والألقاب وتواريخ ميلاد الأشخاص المذكورين فقط، وكثير منها بالعربية، مع أن عناوين الأعمدة تشير إلى أن المعلومات الأخرى، كالجنسية ومكان الميلاد ورقم جواز السفر، موجودة في النسخة الأصلية من ملف المخابرات الأميركية.
وعددت الصحيفة أسماء بعض الفرنسيين الموجودين على اللائحة، ومن بينهم الجهادي النورماندي مكسيم هوشار، وبعض الإسلاميين الفرنسيين المدانين بالإرهاب أو بالقتل، مثل شريف شكات ومحمد مراح والإخوة كلين ومقربون منهم، إضافة إلى برونو لافونت الرئيس السابق لمجموعة لافارج المتهمة بدعمها المالي لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وعدد من معاونيه.
مزاح شاعر
وأكثر ما أثار دهشة ليبراسيون في هذه اللائحة -إضافة إلى شخص توفي عام 2000 قبل إنشاء هذا الملف- جامعي باريسي متخصص في الشعر الحديث والمعاصر، اعترف لها بأنه واجه مشاكل مع السلطات الأميركية، وقال إنه لم يسمح له بالسفر إلى أحد المؤتمرات في نيويورك بسبب “نكتة تم أخذها على محمل الجد” حيث قال لزوجته القلقة من رؤيته محتجزا لدى الأمن الأميركي في مطار باريس “لا تقلقي أنا عائد. لعلي أبدو كإرهابي” وقد منعت من الصعود إلى الطائرة لأن الأمن الأميركي قال إنني قلت إنني إرهابي”.
ومن بين الأسماء الفرنسية الموجودة بالقائمة التي توصي الجهات الأميركية بإخضاعها لعمليات تفتيش أمني إضافي، وجدت الصحيفة اسم صحفي فرنسي تمت إدانته وسجنه منذ أكثر من 40 عاما بسبب وقائع تتعلق بقربه من الجيش الجمهوري الأيرلندي، يقول إنه لقي كثيرا من المشاكل أثناء السفر جوا منذ عام 2001، وإنشاء هذه القائمة الشهيرة.