بعد الإجراءات العقابية ضد الفلسطينيين.. ما حسابات نتنياهو للمرحلة المقبلة؟ | سياسة
وصف الباحث المختص بالشأن الإسرائيلي، عادل شديد، الإجراءات العقابية التي اتخذتها حكومة بنيامين نتنياهو ضد الفلسطينيين بالخطيرة جدا، وتستهدف ليس فقط الفدائيين وعائلاتهم وإنما البيئة الشعبية الحاضنة للمقاومين الفلسطينيين الذين ينفذون العمليات ضد الإسرائيليين.
واتخذ المجلس الإسرائيلي المصغر للأمن برئاسة نتنياهو إجراءات عقابية ضد الفلسطينيين، تضمنت تسهيلات لمنح الإسرائيليين تراخيص أسلحة وتعزيز الإجراءات الأمنية في المستوطنات.
وقال شديد إن قرارات نتنياهو أخذت بعدين، فجزء منها ستنفذه الحكومة وأجهزتها، وجزء لم يعلن عنه وهو ما تقوم به عصابات المستوطنين التي أحرقت خلال 24 ساعة الماضية عشرات المنازل والمركبات الفلسطينية والحقول الزراعية، وهي الهجمات التي تتم بغطاء سياسي من المتطرفين في حكومة نتنياهو وخاصة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
واعتبر -في حديثه لحلقة (2023/1/29) من برنامج “ما وراء الخبر”- أن الخطير في الإجراءات العقابية الإسرائيلية هو أنها لا تستهدف الفدائيين وعائلاتهم فقط بل البيئة الشعبية الحاضنة للمقاومين الفلسطينيين الذين ينفذون العمليات ضد الإسرائيليين، مؤكدا أن الاحتلال هدم -في خضم التطورات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة- 14 منزلا في الضفة الغربية ويمنع مزارعين من الذهاب إلى حقولهم.
ومع تأكيده على أن نتنياهو يحاول اجتياز ما سماه الامتحان الأصعب في حكومته بأقل الخسائر، أشار الباحث المختص بالشأن الإسرائيلي إلى أنه -أي نتنياهو- معني جدا بتطوير العلاقة مع واشنطن بسبب بعض الملفات وعلى رأسها إيران، لكنه أوضح أن الإدارة الأميركية لن تلتقي مع مشروع المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية وعلى رأسهم بن غفير وسموتريتش لأنها تدرك أن هذا المشروع سيؤدي إلى إنهاء السلطة الوطنية الفلسطينية التي يعد بقاؤها مصلحة أميركية، فضلا على أن أي تغيير في وضع المسجد الأقصى سيعقد الاستقرار في المنطقة ويؤثر على العلاقات بين الأردن وإسرائيل.
بلينكن سيستمع لنتنياهو
وعلى الطرف الأميركي، سيحاول وزير الخارجية أنتوني بلينكن خلال زيارته إلى إسرائيل معرفة سياسة نتنياهو في الحكم وما ينوي القيام به إزاء الوضع الحالي، وإذا كان سيتواصل مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، وذلك وفق ما كشفه المتحدث السابق باسم الخارجية الأميركية، السفير “بي جي كراولي” لبرنامج “ما وراء الخبر”.
وقد وصل بلينكن إلى القاهرة في سياق جولة تشمل الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، بهدف مناقشة التصعيد في الأراضي الفلسطينية والتخفيف من حدة التوترات والوضع التاريخي في القدس وملف حل الدولتين وملفات أخرى. ومن جهته، يواصل مدير الاستخبارات المركزية الأميركية، وليام بيرنز مباحثاته ضمن جولة تتضمن محادثات مع مسؤولين إسرائيليين، قبل الانتقال إلى رام الله للقاء قيادات سياسية وأمنية فلسطينية.
وقال كراولي إن نتنياهو يريد التعامل مع العناصر المتطرفة في حكومته رغم أنها ترغب في تصعيد التوتر في الأراضي الفلسطينية، مؤكدا أن بلينكن سيستمع لنتنياهو حول كيفية تعامله مع الأمور لتحديد نوع العلاقة بين واشنطن وتل أبيب في ظل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
وفي قراءاته لوضع حكومة نتنياهو، أكد أمير أورين، وهو المحلل السياسي والعسكري لشؤون الأمن القومي والسياسة الخارجية الإسرائيلية أن هناك انقسامات داخل هذه الحكومة التي لا تحظى بدعم نصف الناخبين الإسرائيليين، معتبرا أنه ليس من مصلحة نتنياهو التصعيد على الجبهة الفلسطينية، ووصف الإجراءات العقابية ضد الفلسطينيين بأنها مبادرات فارغة لن تأتي بنتائج، ولن تؤدي إلى تغيير المعادلة أو منع الفلسطينيين من القيام بعملياتهم.
وقال إن استهداف تل أبيب لمنشآت إيرانية يرتبط بالحرب الروسية على أوكرانيا وهي نقطة إيجابية بالنسبة لواشنطن، باعتبار أن روسيا تستورد المسيّرات من إيران.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” (Wall Street Journal) نقلت اليوم الأحد عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الغارة بالمسيّرات التي استهدفت الليلة الماضية منشأة عسكرية في أصفهان (وسط إيران) نفذتها إسرائيل.