Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
خبر عاجل

اعتزل فيدرر وأصيب نادال.. هل أصبح ديوكوفيتش بلا منافس في عالم التنس؟ | رياضة


مع قدوم القرن الـ21، كانت مجموعة من عمالقة التنس قد بلغت أوج عطائها وبدأت تستعد للمغادرة كي تسلم الراية إلى جيل جديد من نجوم الكرة الصفراء التي زادت شعبيتها بشكل واضح خلال النصف الثاني من القرن الـ20 ولم تعد لعبة الأرستقراطيين كما كانت وإنما أصبحت واحدة من أبرز المنافسات الفردية على مستوى العالم.

وفي السنوات الثلاث الأولى من القرن الجديد ظلت الهيمنة على الألقاب الكبرى “غراند سلام” بيد أولئك النجوم وفي مقدمتهم الأميركيان بيت سامبراس وأندريه أغاسي، إضافة إلى مواطنهم أندي روديك والأسترالي ليتون هيويت والكرواتي غوران إيفانيسيفيتش والروسي مارات سافين.

لكن عام 2003 شهد بزوغ نجم جديد هو السويسري روجيه فيدرر الذي تمكن وهو في عمر 22 عاما من الفوز بأول ألقابه الكبرى عندما توج بطلا لويمبلدون الإنجليزية عام 2003 ثم جمع في العام التالي بينها وبين لقب بطولة أميركا المفتوحة “فلاشينغ ميدوز”، ثم استمر بالفوز بويمبلدون ليحقق 5 ألقاب متتالية.

وكان بزوغ فيدرر إيذانا بعهد جديد للعبة، وبدأ التساؤل عمن سيكون المنافس لهذا النجم الجديد، ولم تتأخر الإجابة طويلا، حيث ظهر الإسباني رافايل نادال عام 2005 لينتزع لقب بطولة فرنسا المفتوحة “رولان غاروس” وهو بعد في الـ19 من عمره، ثم يواصل الإبهار محتفظا بلقب البطولة 4 مرات متتالية حتى عام 2008 الذي شهد أيضا فوزه بلقب ويمبلدون.

نادال (يمين) مع فيدرر خلال الظهور الأخير للسويسري بكأس ليفر في سبتمبر/أيلول 2022 (رويترز)

قطب ثالث

وفي تلك السنوات التي بدا فيها أن عالم التنس أصبح له قطبان جديدان هما فيدرر ونادال، كان هناك لاعب آخر يلفت الأنظار هو الصربي نوفاك ديوكوفيتش، وتوقع البعض أن يصبح قطبا ثالثا لكن الأمر لم يتحقق بسبب ما عانى منه في بداية مسيرته من عدم ثبات مستوى الأداء فضلا عن حدة المزاج التي أخرجته عن تركيزه في الكثير من المباريات.

وفي عام 2008 تمكن ديوكوفيتش من الفوز بأول ألقابه الكبرى في أستراليا المفتوحة، ليبدأ العالم في النظر إليه بجدية كمنافس حقيقي للقطبين الكبيرين فيدرر ونادال.

وتوالت ألقاب النجم الصربي، وكانت أستراليا هي ملعبه المفضل ففاز ببطولتها 10 مرات، في حين كانت ويمبلدون المفضلة لدى فيدرر الذي فاز بلقبها 8 مرات، بينما كان الإبهار الأكبر من جانب نادال الذي احتكر لقب رولان غاروس الفرنسية 13 مرة، علما أنها تقام على الملاعب الترابية التي يفضلها الإسباني.

العقد الأول من القرن الـ21 كان عقد السويسري فيدرر بامتياز، حيث حصد خلاله 16 لقبا في البطولات الأربع الكبرى، مقابل 9 لنادال ولقب وحيد لديوكوفيتش، ثم اختلف الحال في العقد الثاني من القرن حيث تقدم ديوكوفيتش وحصد 11 لقبا وهو نفس رصيد نادال، بينما تأثر فيدرر بالإصابات مع تقدم العمر ليكتفي بـ4 ألقاب.

فيدرر الفنان

ثم خرج فيدرر من سباق القطبية فعليا مع بداية العقد الثالث من القرن حيث كانت آخر مشاركاته في البطولات الكبرى في ويمبلدون 2021 وبعدها خضع لجراحة اضطرته إلى الاعتزال في العام التالي، ليترك حلبة التنافس على القمة لرفيقيه نادال وديوكوفيتش.

واعتزل فيدرر وفي حوزته 20 لقبا كبيرا وهو نفس رصيد منافسيه، لكن نادال استغل الفرصة ليفوز بلقبي أستراليا وفرنسا لينفرد بالرقم القياسي وهو 22 لقبا، بينما اكتفى ديوكوفيتش بلقب ويمبلدون ليرفع رصيده إلى 21 بينما كان اللقب المتبقي من نصيب فارس جديد هو الإسباني كارلوس ألكاراز الذي فاز ببطولة الولايات المتحدة المفتوحة.

وجاء العام الحالي 2023 ليكون الأول في هذا القرن الذي يبدأ دون وجود فنان التنس فيدرر بالملاعب، ويتعرض نادال للإصابة في أولى البطولات الأربع الكبرى بأستراليا، فلم يضيع ديوكوفيتش الفرصة وفاز بالبطولة وحقق انطلاقة مذهلة وعادل الرقم القياسي لنادال المتمثل في 22 لقبا كبيرا.

والمثير أن إنجاز النجم الصربي جاء في نفس البطولة التي حرم من المشاركة بها في العام الماضي بعدما قامت السلطات الأسترالية بترحيله بسبب موقفه الرافض لتلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا، علما أنه حرم من المشاركة في بطولة أميركا المفتوحة العام الماضي للسبب نفسه.

ديوكوفيتش حقق أكثر من إنجاز بفوزه ببطولة أستراليا للتنس (رويترز)

أكبر انتصار

ربما يكون هذا هو السبب الذي دفع ديوكوفيتش للبكاء بشدة عقب الانتصار الذي وصفه بأنه أكبر انتصار في حياته، موضحا أنه متحمس لإحراز أكبر عدد ممكن من ألقاب الغراند سلام، ومؤكدا أنه لا يزال يمتلك الكثير من الدوافع والطموح ولا يعتزم التوقف.

ولم تقتصر مكاسب ديوكوفيتش عند تحقيق اللقب الأسترالي ومعادلة الرقم القياسي لنادال، وإنما قفز من المركز الخامس إلى الأول في صدارة التصنيف العالمي للاعبي التنس، التي يعد أكثر من اعتلاها.

وربما تكون إحدى أكبر المكافآت التي نالها النجم الصربي هي الإشادة التي تلقاها من القطب السابق فيدرر الذي أثنى على “الجهد المذهل” الذي قدمه ديوكوفيتش، علما أن فيدرر كان أول لاعب تنس في العالم يصل إلى الرقم 20 في ألقاب الغراند سلام عندما توج في بطولة أستراليا أيضا عام 2018.

وفي ظل اعتزال فيدرر، وما يعانيه نادال من مشاكل تتعلق بلياقته البدنية التي كانت من أبرز أسلحته في السابق، فضلا عن الإصابات التي جعلته يتراجع إلى المركز السادس في التصنيف العالمي، يبدو أن ديوكوفيتش لن يتوقف، وسيكون مرشحا بقوة للانفراد بالرقم القياسي، وهو ما سيجعله يقف منفردا على قمة نجوم التنس في العالم حاليا، بانتظار ظهور منافسين جدد يكتبون حقبة جديدة من المنافسة في هذه اللعبة المثيرة.



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى