‏مساجد الطرقات المهملة تُلهم سعودي لصياغة أعمال فنية

ألهمت المساجد المنتشرة على الطرقات السريعة في أرجاء السعودية، الفنان التشكيلي “معاذ العوفي” لتجويدها عبر تحفة فنية جديدة سماها “التشهد الأخير”. وقرر المشاركة بها في بينالي الفنون الإسلامية في نسخته الأولى في جدة.

وتضمن العمل سلسلة من الصور الفوتوغرافية التي توثق المصليات المهجورة المنتشرة عبر الطرق المتعرجة المؤدية نحو المدينة المنورة خاصة، فيما جرى جمع تلك الصور وإدخالها في صناديق ضوئية مشابهة للوحات الإعلانات.

مفارقة لافتة

وقدم “التشهد الأخير” حسب رؤية العوفي، مفارقة لافتة تعكسها تلك المباني الدينية المتناثرة على الطرقات. فبعد أن أنشأتها الحكومة أو جرى تشييدها من قبل بعض المحسنين في أحيان عدة لأداء العبادات، إلا أنها لم تعد تٌلمح إلا من قبل المارّة العابرين في طريقهم إلى وجهتهم، ليطرح أسئلة حول “أفضل السبل التي يمكن اعتمادها للحفاظ على هذه المباني وإعادة عمارتها والعناية بها”.

احتياجات ضرورية

وتحدث “العوفي” إلى “العربية.نت” قائلا إن “هذي السلسلة بدأت من عام ٢٠١٤ وتم تصوير ما يزيد على ١٢٠ مصلى مهجورا في جميع أرجاء السعودية، وتم عرض مجموعة من هذه السلسلة في معهد العالم العربي في باريس وفي بلجيكا، وفي متحف الفنون المعاصرة في يوتاه في الولايات المتحدة الأميركية، وكان أول عرض لها في عام ٢٠١٧ م في معرض “سفر” في المجلس الفني السعودي مع المقيمين الفنين سام باردويلي وتل فيراث”.

وتابع حديثه أن “الهدف منها هو إعادة التفكير في الاحتياجات الضرورية لبناء هذه المساجد وتنظيمها بشكل مدروس، بهدف ألّا تتعرض للهجر والتدمير، وأن تُبنى بشكل مستدام إذا دعت الحاجة”.

المشاركة في بينالي

تتويج فوتوغرافي

ويعتبر عرضها في بينالي الفنون الإسلامية كتتويج لهذه السلسلة الفوتوغرافية، وتميز عرضها هذه المرة بتصوير المحاريب الداخلية وعرضها لأول مرة لكل مصلى. ويأتي العمل للفنان العوفي ضمن مشاركته في بينالي الفنون الإسلامية الذي دشنته مؤسسة “بينالي الدرعية” التابعة لوزارة الثقافة، في صالة الحجاج التي اختيرت لانعقاد الحدث الذي يستكشف المكانة الفريدة للمدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة تحت شعار “أول بيت”.

وذكرت الرئيس التنفيذي لبينالي الدرعية آية البكري، أن “الحضارة تتجلى في أرض التاريخ اليوم عبر افتتاحنا لأول بينالي للفنون الإسلامية في العالم”، معبرة عن سعادتها لما وصفته باللحظة التاريخية وبخاصة من هذا المكان تحديداً “صالة الحجاج” التي تحمل بعداً معنوياً وإنسانياً مهماً.

مساجد مهملة

وأضافت أن هذه الصالة على مدى الأربعين عاما الماضية ظلت في ذاكرة وخيال مواطني وزائري مدينة جدة، إذ تجمع حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزوار من بقاع الأرض كافة، ففي كل زاوية من هذه الصالة كانت هناك مئات القصص التي لا تنسى.

وأشارت البكري إلى أنه “نظراً لدلالة هذا المكان العظيمة فإننا جعلناه حلقة الوصل التي تحتضن الحضارة الإسلامية في أبهى صورها وأثمن كنوزها من آثار الحرمين الشريفين، بجانب الأعمال الفنية الملهمة والنادرة من حول العالم”.