مخيم جنين.. هكذا حولت عملية القدس العزاء إلى أفراح | سياسة
مراسلو الجزيرة نت
جنين – “هذا ثأر عز الدين..”، هكذا تحدّثت سديل صلاحات شقيقة الشهيد الفلسطيني عز الدين صلاحات، الذي استشهد صباح أول أمس الخميس خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، في عملية هي الأعنف منذ 20 عاما وأدت إلى استشهاد 9 فلسطينيين وإصابة 20 آخرين.
وبينما كانت مع عائلتها تتابع تواتر الأنباء عن عملية القدس الفدائية، قالت سديل صلاحات للجزيرة نت “أمي المكلومة بكت من الفرحة، وصارت تزغرد.. وأهلي شاركوا الشباب في الشارع الهتاف للمنفذ ولأهل القدس”.
وشهدت شوارع مخيم جنين احتفالات كبيرة فور إعلان خبر عملية إطلاق النار في القدس المحتلة، والتي قُتل فيها 7 إسرائيليين وأصيب حوالي 10 آخرين، بحسب إعلان شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وخرج شبان من المخيم بسياراتهم ودراجاتهم الهوائية إلى الشوارع، يهتفون ويطلقون الأبواق والهتافات، في وقت وزع فيه العشرات الحلوى على المارة. وانتشرت حلقات هتاف وتصفيق على أسطح منازله.
تهانئات في بيت العزاء
وفي بيت عزاء الشهداء التسعة الذين قتلوا فجر أول أمس الخميس في المخيم، تحوّل الحزن إلى أجواء من الفرح والتهاني التي تبادلها أهالي الشهداء والمعزين، في حين أُطلقت الألعاب النارية في سماء المخيم وسط ساحة العزاء وفي أزقة المخيم كافة.
وقال أحمد الغول شقيق الشهيد عبد الله الغول، أحد شهداء مجزرة يوم الخميس، “هذا عيد رسمي”. وكان الغول مع عشرات الشبان في ساحة المخيم يشاركون في الاحتفال الذي رافق الإعلان عن عملية القدس المحتلة.
وفي مقطع تداوله الفلسطينيون على نطاق واسع أول أمس الخميس، ظهر مسعف فلسطيني يحاول سحب الفتى عبد الله الغول (17 عاما) بعد أن أطلق قناص إسرائيلي النار على رأسه، لكنه لم يفلح في إسعافه.
و”حتى الساعة الثامنة من مساء اليوم كان الحزن يسود كل حواري وشوارع المخيم، والهدوء كان ثقيلا هنا”، كما قال شقيقه أحمد، لكن “ما إن سمعنا بخبر عملية القدس الفدائية حتى تحوّل جو المخيم إلى الفرح واستعاد نشاطه”.
ويضيف الغول “الشوارع كلها أضيئت، والأهالي يتبادلون التهاني، وعائلات الشهداء رُدت لهم أرواحهم، ومكبرات الصوت للجوامع تصدح بآيات القرآن وبهتافات تقوي العزيمة، ونسمع طلقات رصاص بين الحين والآخر ابتهاجا بهذه العملية”.
هتاف للقدس من المخيم
وانتقلت مسيرات من بيت عزاء الشهداء التسعة في المخيم إلى بيوت عائلات الشهداء، ثم واصلت السير حتى مركز مدينة جنين، حيث هتف المشاركون “من جنين تحية للقدس الأبية”، إلى جانب هتافات مؤيدة للمقاومة ولكتيبة جنين.
وقال أحمد الغول “أمي خرجت مع المسيرة فرحا بهذا الإنجاز، برد قلبها الآن، نشعر أن أخي عبد الله فرح الآن.. فرح”.
وأضاف “بكينا قهرنا كثيرا، ويحق لنا الآن أن نفرح”. وتابع “تحول العزاء إلى فرح، نحن هنا في المخيم يد واحدة وروح واحدة، كلنا نحزن لبعضنا، والآن الكل فرِح”.
وكحال مخيم جنين، عمت الاحتفالات والهتافات غالبية مدن الضفة الغربية، وخرج مئات الفلسطينين إلى الشوارع ومراكز المدن، في حين أُطلقت الألعاب النارية في سماء عدد من المدن والبلدات الفلسطينية ابتهاجا بعملية القدس.
مخيم جنين يحتفل بعملية القدس الفدائية…#جنين #جنين_تقاوم #جنين_القسام pic.twitter.com/JTdXMKuAcw
— Firas Taneineh (@FirasTaneineh) January 27, 2023
مجزرة وقتل منذ أكثر من عام
ويوم الخميس الماضي قتلت إسرائيل 9 فلسطينين داخل مخيم جنين للاجئين بعد اقتحامه، في حين بلغ عدد شهداء محافظة جنين منذ بداية العام الحالي 19 شهيدا بينهم أطفال.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطنية، فقد بلغ عدد شهداء محافظة جنين العام الفائت 59 شهيدا، إلى جانب مئات المصابين والمعتقلين في حملات عسكرية إسرائيلية لم تتوقف منذ عام ونصف العام على الأقل.
وقُتل مساء الجمعة 7 إسرائيلين وأصيب آخرين في عملية نفذها شاب فلسطيني في القدس المحتلة، بعد أن أطلق النار على عدد من المستوطنين من مسدس كان يحمله، قبل أن تطلق شرطة الاحتلال الإسرائيلي النار عليه ويستشهد.