شاهد- الجزيرة نت ترصد بالصور المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في جنين | سياسة
مراسلو الجزيرة نت
جنين- وكأنه قدر لمخيم جنين شمال الضفة الغربية أن يظل في ساحة المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، لا بل ويتصدرها، فلا يكاد يمر يوم إلا ويقتحمه جيش الاحتلال قاصدا قتل مقاومين أو اعتقالهم، وكل مرة يخرج أكثر خيبة بعدما يواجه بالمقاومين يطوقونه من كل مكان.
وارتكب جيش الاحتلال مجزرة حقيقة بقتله 9 فلسطينيين وجرحه العشرات بينهم 4 حالتهم خطيرة، بعدما أطلق النار على المناطق العلوية من أجسادهم، واعتدى على الأطقم الطبية، ومنعها من الدخول للمخيم وإنقاذ المصابين في صورة عكست صلفه وانتهاكه أبسط القواعد الإنسانية، لا بل وزاد إجرامه بعدما اقتحم المشفى الحكومي داخل المخيم وثلاجة الموتى حيث يرقد الشهداء.
في مشهد لم يفارق مخيم جنين منذ أكثر من عقدين، المدخل يظهر وقد نصبت السواتر الحديدة من حاويات النفايات الكبيرة والحجارة والإطارات المشتعلة خلال تصدي الشبان لعملية الاقتحام صباح اليوم، حيث ارتكب الاحتلال مجزرته وقتل 9 مواطنين.
وبُعيد مدخل المخيم مئات الشبان يقفون فرادى وجماعات أمام مشفى جنين الحكومي استعدادا لتشييع جثامين الشهداء، إلى مقبرة المخيم أو إلى قراهم في اليامون غرب مدينة جنين وبرقين جنوبها، وهذا الحال صار ديدن المخيم بأكمله الذي استشهد منه حتى الآن 20 مواطنا من أصل 30 شهيدا بالضفة منذ بداية العام الجاري.
وعلى مقربة من مشفى جنين الحكومي يذكرنا مجسم الحصان الحديدي الذي صنع من بقايا مخلفات مركبات الإسعاف التي دمرها جيش الاحتلال خلال اجتياحه للمخيم عام 2002، ووضعت عليه صورة الشهيدة سميرة الزبيدي (أم محمد) والدة الأسير زكريا الزبيدي والشهيدين داود وطه الزبيدي، ويقف شامخا كشموخ المخيم وشاهدا على أحداثه.
وبين أزقة المخيم تسير وأنت ترى المحال المغلقة تضامنا مع المواطنين الذين استشهدوا اليوم، بينما تزدان جدران المنزل بصور الشهداء التي نصبت كلوحات تذكارية تقص على الرائح والغادي حكاية المخيم وأبطاله.
وبين الأزقة ذاتها تسير حتى تصل إلى حارة جورة الذهب وسط المخيم، حيث دارت المعركة الأعنف منذ اجتياح 2002، حيث استهدفت قوات الاحتلال منزل عائلة أبو سمير الصباغ الذي تحصن فيه مقاومون وهي تمطرهم بشتى أنواع الرصاص والقذائف الصاروخية ليقتلوا شهداء متفحمين، وتقتل آخرين تصدوا خلال عملية الاقتحام.
يظهر المنزل المستهدف وهو يعود لعائلة الصباغ بمخيم جنين ومنه يخرج الدخان بفعل الحرائق التي التهمته من كل جانب، حيث أغرقه جيش الاحتلال بالنيران، حيث تظهر جدرانه المهدمة والتي أضحت آيلة للسقوط.
وبين الحرق والهدم يتفقد المواطنون المنزل وجدرانه المهدمة وما تبقى من آثار المقاومين الذين وجدوهم متفحمين أسفل منه، وأدلى شهود كالمواطنة نوال السولمي (أم يوسف) للجزيرة نت بقولهم إنهم رأوا الجثامين متفحمة، وأخذت تشير إلى منازل الجيران المحيطة التي اعتلاها جنود الاحتلال وأطلقوا منها قذائفهم ونيرانهم صوب المقاومين.
ومثل أم يوسف حضر مئات من المواطنين من سكان المخيم والقرى والمدن المجاورة لمخيم جنين لمشاهدة آثار المجزرة التي طالت المنازل المجاورة أيضا، حيث ظهرت مركبات المواطنين التي اخترقتها الرصاصات من كل مكان وكذلك نوافذ منازلهم التي تحطمت بفعل عدوان الاحتلال.
في المخيم أيضا -وعلى بعد أمتار من منزل عائلة الصباغ المستهدف- ثقب رصاص الاحتلال جدران المنازل وأحرقت قذائفه غرفا ومطلات لمنازل أخرى.
أما المشهد الأكثر إيلاما فهو استهداف المسنة ماجدة عبيد 63 عاما داخل منزلها برصاص اخترقت رقبتها فاستشهدت على الفور بين يدي ابنتها كفاية، كما اخترقت ذات الرصاصات شاشة التلفاز لتظل تذكر كل من يراه بحجم جريمة الاحتلال.