حددي أولوياتك ولا تهملي نفسك.. نصائح للتغلب على الأعباء اليومية للأمومة | مرأة
كزوجة حديثة العهد، تتوقين إلى إنجاب طفلك الأول لتمنحيه كل حب ورعاية. ربما استحضرتِ مشاعر الأمومة الجميلة، لكن عندما تصبحين أُمّا بالفعل، فإنك ستواجهين حقائق مختلفة تماما عن الأفكار الشاعرية، إذ تتحول الحياة إلى جولات مستمرة من تغيير الحفاضات، وتحضير الرضعات، والعناية بالطفل، وساعات النوم القليلة، حتى تتحول حياتك ما قبل الأمومة إلى ذكريات خافتة وماضٍ بعيد.
هنا تمرّ أمهات كثيرات بلحظات يشعرن فيها بصعوبة التأقلم مع كل هذه المهمات، وكل أمّ تظن أنها الوحيدة التي تشعر بهذه المعاناة، لكن في الحقيقة هو شعور شائع بين غالبية الأمهات، ومحاولة فهم أسبابه ثم تحديد الأولويات يساعدان في معرفة نوع الدعم المناسب وتجاوز الأوقات العصيبة.
تحديد الأولويات
مع بداية مرحلة الأمومة، يتحول المنزل إلى حالٍ من الفوضى، ويصبح التنظيف المنتظم أقرب إلى المستحيل مع مسؤوليات الطفل.
لذلك يُفضَّل أخذ الأمور ببساطة والقيام بالواجبات السهلة وتجنب المهمات الصعبة أو التي يمكن تأجيلها، كالمناسبات والاجتماعات العائلية التي تضيف عبئا إلى عبء المهام اليومية التي لا تنتهي. قد تكونين بحاجة إلى قول “لا” حاسمة لكل ما يرهقك، ووضع نفسك وطفلك أولوية وعدم الخضوع لرغبات الآخرين.
لا تخافي من الأخطاء
تحرص الكثيرات على أقصى درجات المثالية عندما يتعلق الأمر بالأمومة، خصوصاً لما رسّخه المجتمع في الأمهات من مشاعر التضحية من أجل أطفالهن.
فكل أمّ تريد الأفضل لطفلها، لكن يجب ألا تضع نفسها تحت ضغط مستمر من أجل الوصول إلى تلك المثالية، لأن الأمومة رحلة جميلة حوَّلها المجتمع إلى عبء كبير على الأمهات. وأحيانا، توجه العائلة رعايتها نحو الطفل أو حتى الأب لكون الأم أصبحت غير قادرة على تلبية متطلباته، فيهملها الجميع ويتجاهل رغباتها ورفاهيتها.
هذه التوقعات تُلحِق ظلما كبيرا بالأمهات اللواتي مررن بتحوّلات بيولوجية مرهقة وكبيرة بعد الولادة، بالإضافة إلى اكتئاب الحمل وما بعد الولادة الذي يؤثر على الحالة الذهنية والمزاجية للأم، فيصعب عليها القيام بالمهمات المطلوبة منها، ويُشعرها بعدم التقدير، خصوصا مع عدم وجود وعي كافٍ باكتئاب ما بعد الولادة وتأثيراته، حتى أن بعض الأمهات يخشين الاعتراف بهذه المشاعر خوفا من الوصم المجتمعي، ويبقين عالقات في مشاعر الذنب.
الرعاية الذاتية مهمة كرعاية الطفل
أصعب ما تفعله الأم في هذا الوقت هو التفكير في نفسها، فكيف تستمر في رعاية من تحبهم إذا كانت هي نفسها بحاجة إلى رعاية؟ فمن أجل رعاية الأطفال والاستمتاع بالأمومة، تحتاج الأم إلى الاعتناء بنفسها وعدم إهمال رغباتها.
لذا، عليكِ تخصيص وقت على مدار الأسبوع لتفعلي بعض الأمور التي تحبينها، أو لممارسة هواية بسيطة أو مقابلة الأصدقاء.
خذي قيلولة في منتصف اليوم عندما ينام الطفل، ولا تستغلي الوقت في إنجاز مزيد من المهمات، فلن يسوء الأمر إذا كان منزلك في حالة فوضى، أو إذا تراكمت الأطباق في المطبخ، بل سيسوء الأمر إذا لم تكوني أنتِ بخير.
لن تفقدي هويتك
يمكن أن يكون التعبير عن المشاعر مفيدا حتى لو شعرتِ بعدم الرضا عن الأمومة، أو فقدان الهدف والهوية الشخصية، خصوصا إذا تخلت الأم عن وظيفتها أو مشاريعها الخاصة وروتينها المعتاد.
ما يحدث هو أن الأم تشعر بأن جزءا من إحساسها بذاتها كشخص مستقل قد تم تجريده بسبب الأطفال ومهمات الأمومة، وهذا لا يتنافى أبدا مع حب الأم لأطفالها ورغبتها في رعايتهم.
حاولي أن تتفهمي مشاعرك وأفكارك وتتقبّليها. خذي الوقت الكافي للتكيّف مع التغيرات التي حدثت على حياتك، وفكّكي الأفكار التي تعمل على إحباطك.
ربما تعتقدين أنه لم يعد بإمكانك السفر، أو أنك لن تستطيعي العمل مجددا على تحقيق أهدافك، بينما في حقيقة الأمر تسافر أمهات كثيرات مع أطفالهن، وتحقق الكثير من السيدات أهدافهن رغم من وجود أطفال، وذلك ببعض التنظيم وتقبل الواقع الجديد.
لستِ وحدكِ
ابحثي عن صديقات أو قريبات يعشن تجربتك حاليا، وتواصلي معهن أو مع نساء أكبر منك سنا مررن بالتجربة ذاتها، ممن يمكنهن تقديم النصيحة من منظور أكثر اتساعا.
ويمكنك أيضا أن تبحثي عن مجموعات الدعم الرسمية لدى المعالجين والأطباء النفسيين، وفي كلتا الحالتين اختاري مجموعة ممن تشعرين معهم بالراحة والأمان، لتتمكني من مشاركة مشاعرك بصراحة تامة من دون خوف من الأحكام الشخصية.