عقوبات ورسائل متضاربة.. ما حقيقة وجود مساع لإحياء الاتفاق النووي الإيراني؟ | سياسة
رغم أن طهران نددت بالعقوبات الأميركية والأوروبية الأخيرة ولوحت برد مماثل عليها في وقت قريب، فإنها بدت حريصة في المقابل على عدم إغلاق الباب أمام المسار الدبلوماسي المتعلق بالملف النووي. فهل هناك مؤشرات لإحياء الاتفاق النووي خاصة في ظل رسائل بعثت بها الأطراف الأخرى المعنية بهذا المسار؟
أشار أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، الدكتور عبد الله الشايجي إلى غموض وصعوبات تعترض مفاوضات إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وتحدث عن رسائل متناقضة ترسلها واشنطن، فمن جهة تقول إن هذه المفاوضات لا تشكل أولوية بالنسبة لها ومن جهة أخرى يلتقي -وفق تسريبات- مبعوثها الخاص لإيران روبرت مالي السفيرَ الإيراني في الأمم المتحدة.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي أعلنت سلسلة عقوبات جديدة على مسؤولين وكيانات في إيران، من بينهم قادة الحرس الثوري الإيراني، وذلك على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ 4 أشهر.
وقال الشايجي -في حديثه لحلقة (2023/1/24) من برنامج “ما وراء الخبر”- إن الحلفاء الأوروبيين يضغطون على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لأنهم يرون أن الفرصة مواتية للدفع بإيران للتفكير بشكل جدي في مسألة إحياء الاتفاق النووي، مؤكدا أن طهران عقّدت الأمور من خلال قتلها لمئات المتظاهرين وتزويدها روسيا بمسيّرات “شاهد” التي تلحق ضررا كبيرا بالبنية التحتية لأوكرانيا.
وخلص إلى أن الجميع يريد العودة إلى الاتفاق النووي وسيتم التفاوض حول مخرج ما، ولن يكون هناك عمل عسكري ضد إيران لأن هذا الخيار سيكون مزلزلا للمنطقة وللاستقرار الدولي خاصة في ظل حرب روسيا على أوكرانيا، وقال إن دول الخليج ليس من مصلحتها الاصطفاف مع الإسرائيليين في أي هجوم ضد إيران.
الأوروبيون والحرس الثوري
أما الباحثة الأولى في مركز الجزيرة للدراسات، الدكتورة فاطمة الصمادي، فأكدت أن إيران تلقت رسائل من أطراف أميركية وأوروبية بشأن استئناف المفاوضات، وأن الضغوطات التي تمارس عليها حاليا من خلال العقوبات ومحاولات الاتحاد الأوروبي تصنيف الحرس الثوري الإيراني “منظمة إرهابية”، هي من أجل الدفع بطهران لطاولة المفاوضات وقبول ما هو معروض بشأن إحياء الاتفاق النووي رغم أنها رفضته من قبل.
وأرجعت الصمادي سبب مساعي الأوروبيين إلى تصنيف الحرس الثوري “منظمة إرهابية” إلى اعتقادهم بأن هذا الحرس هو الذي يعيق التوصل للاتفاق النووي وهو الذي يقود التطور التسلحي لإيران وخاصة البرنامج الصاروخي.
وقالت إن البديل عن إحياء الاتفاق النووي الإيراني هو العمل العسكري الذي لن يكون سارا للمنطقة.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في وقت سابق إن إيران تتطلع إلى مفاوضات متعددة الأطراف تقوم على العقلانية والواقعية، بعيدا عما وصفته بالضجيج. وأضافت “أن متابعة المفاوضات النووية قضية مهمة وجادة بالنسبة لنا”.
وأكدت طهران أن تبادل الرسائل بشأن ملف الاتفاق النووي مستمر عبر قنوات دبلوماسية، مشيرة إلى أن الأطراف الأخرى المعنية بالمفاوضات النووية أظهرت اهتماما بالحفاظ على خطة العمل الشامل المشتركة. وقالت الخارجية الإيرانية إن إيران ستكون حاضرة في أي مفاوضات تضمن مصالحها الوطنية.