شمل نحو نصف المقاطعات والمدن.. انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع في باكستان للمرة الثانية في 3 أشهر | أخبار
شهدت أجزاء واسعة من باكستان، بينها العاصمة إسلام آباد ومدينتا لاهور وكراتشي الكبيرتان، صباح الاثنين، انقطاعاً للتيار الكهربائي تسبب بشلل في مرافق حيوية، وفق السلطات التي أعلنت لاحقا عودة التيار الكهربائي جزئيا إلى مناطق عدة.
وقال وزير الطاقة خوروم داستاغير إن انقطاع الكهرباء كان نتيجة عطل فني في الخط الواصل بين إقليمي السند وبلوشستان، مما تسبب في توقف محطات لإنتاج الكهرباء، وتوقف شبكة التوزيع الرئيسية، كما تعطلت خدمات قطارات المترو في لاهور، ثانية أكبر المدن في البلاد.
وقد تسبب العطل بانقطاع التيار حوالي الساعة 07:30 بالتوقيت المحلي (02:30 بتوقيت غرينتش).
وأضاف وزير الطاقة أن إمدادات الكهرباء بدأت في العودة بشكل جزئي من الشمال إلى الجنوب، بعد نحو 6 ساعات من إبلاغ المصانع والمستشفيات والمدارس بانقطاع التيار الكهربائي.
وقال أيضا إنه من المفترض أن تعود الشبكة للعمل بكامل طاقتها في العاشرة مساء (1700 بتوقيت غرينتش). وتابع “نبذل كل ما بوسعنا لاستعادة التيار قبل ذلك”.
وأعلنت وزارة الطاقة عودة التيار الكهربائي جزئيا إلى العاصمة ومدينة بيشاور (شمال غرب) صباح اليوم، لكن كراتشي المدينة الاقتصادية الكبرى التي تضم 15 مليون نسمة، ومدينة لاهور الثانية من حيث عدد السكان (10 ملايين) كانتا ما تزالان بدون كهرباء في فترة متأخرة من الصباح.
وهذه هي الحادثة الثانية من نوعها في غضون 3 أشهر، حيث حدث آخر انقطاع واسع للتيار الكهربائي في أكتوبر/تشرين الأول واستغرق ساعات أيضا لإصلاحه، وأرجع مسؤول كبير بالوزارة سبب هذا الانقطاع، والانقطاعات المتكررة التي يعاني من وطأتها الشعب الباكستاني الذي يقدر عدده أفراده بنحو 220 مليون نسمة، إلى الشبكة المتقادمة.
وانقطاع التيار الكهربائي شائع في باكستان التي تواجه أزمة طاقة منذ سنوات، لكن ازداد الوضع سوءاً في الأشهر الأخيرة إذ فاقم الوضع المالي المتدهور صعوبات التزوّد بالطاقة.
وتعتمد باكستان على نظام توزيع معقّد ومتهالك، وهي تنتج الطاقة الكهربائية من محطات إنتاج نووية، وأخرى تعمل بالفحم، وثالثة بالوقود، ورابعة بطاقة مياه الأنهار.
ولم يؤثر الانقطاع بشكل فوري على النظام الصحي، حيث إن معظم المستشفيات مجهزة بمولدات للطوارئ، في حين تستخدم المدارس من جهتها نظام تدفئة يعتمد على الغاز، لكن أزمة انقطاع الكهرباء تؤثر على الأسر، وكذلك الصناعات وبينها قطاع النسيج على سبيل المثال الذي يمثل حوالي 60% من الصادرات الباكستانية.
وأدى انقطاع مماثل في يناير/كانون الثاني 2021 إلى إغراق باكستان في الظلام لساعات عدة، بعد أن تسبّب “خطأ هندسي” في الجنوب بحدوث أعطال متتالية في جميع أنحاء البلاد.
وفي أيار/مايو 2018، انقطعت الكهرباء جزئيًا لأكثر من 9 ساعات في البلاد.
وعام 2015، أدى هجوم لمتمردين على خط كهرباء رئيسي إلى إغراق نحو 80% من باكستان في الظلام، وفق الحكومة، وتسبب هذا الانقطاع، وهو من الأسوأ في تاريخ البلاد، في قطع الكهرباء عن المدن الكبرى بجميع أنحاء البلاد، بينها إسلام آباد، وأثر على أحد المطارات الدولية.
وقال مسؤول كبير بوزارة الطاقة لوكالة رويترز، رافضا الإفصاح عن اسمه لأنهم غير مخولين بالتحدث لوسائل الإعلام “ثمة ضعف أساسي في المنظومة.. المولدات بعيدة جدا عن مراكز الأحمال، وخطوط النقل طويلة للغاية وغير كافية”.