أغنية شاكيرا وفستان ديانا.. هل انتقام الرجال يختلف عن النساء؟ | مرأة
يمثل الانتقام قوة جذب خاصة داخل الخيال الشعبي، وهو كموضوع نجده موجودا في الروائع اليونانية القديمة مثل الإلياذة والأوديسة والأوريستيا، إضافة إلى كونه يمثل أساس الكثير من الحبكات الدرامية كما تدور حوله كثير من القصص والأفلام والروايات. وربما لهذا السبب لاقت أغنية “الانتقام” مؤخرا للمغنية الكولومبية شاكيرا هذا القبول العالمي.
ليس أشهر من أغنية “الانتقام” لشاكيرا، سوى “فستان الثأر” للأميرة ديانا، إضافة إلى الأغاني التي أصدرتها كل من تايلور سويفت وبيونسيه عن الانفصال والخيانة. ربما يجمع هؤلاء النساء، وغيرهن الكثيرات، رغبة جامحة في رد اعتبارهن والثأر لكرامتهن بعد شعور الرفض من الحبيب أو الزوج السابق.
ولكن هل تنم رغبة النساء في الانتقام عن انعدام العقلانية واليأس؟ وهل يختلف انتقام الرجال؟
هل انتقام المرأة يختلف عن الرجل؟
يختلف الانتقام باختلاف نوع الجنس، ففي حين يميل الرجال إلى الرد أو استخدام الوسائل الجسدية، تقوم النساء بالتخطيط والتفكير المسبق مما قد يجعل انتقامهن أكثر خطورة. بشكل عام يكون الرجال أكثر عنفا في ردود أفعالهم من النساء، لكن حينما يتعلق الأمر برفض المرأة من قبل زوجها أو شريكها الذي عرفته لمدة طويلة، فإن سلوكها يكون عنيفا ولديها رغبة ملحة في الثأر لنفسها.
وفيما يتعلق باختلاف سلوك الانتقام بين الرجل والمرأة، فإنه ووفقا لموقع “سيكولوجي توداي” (Psychology Today)، فإن المرأة تشعر بأن انتهاك ثقتها هو أصل الخيانة، والثقة تتضمن الأوكسيتوسين، وهو هرمون يُصنع في منطقة ما تحت المهاد في الدماغ، والذي يشارك في الترابط بين الأم والرضيع والمساهمة في الترابط الاجتماعي بشكل عام، وهو عنصر أساسي في التجربة النفسية للثقة.
ووفقا لدراسة أجريت عام 2014 بجامعة العلوم والتكنولوجيا الإلكترونية في الصين، فإن النساء فقط كن يسعين للانتقام بعد فقدان الثقة والشعور بالخيانة ولم يفعل الرجال المثل. واستنتج مؤلفو الدراسة أن السبب في ذلك هو ارتفاع مستويات الأوكسيتوسين بشكل عام لدى النساء مقارنة بالرجال.
الرغبة في الانتقام
من جانبها، ذكرت صحيفة “ذا تليغراف” The Telegraph البريطانية أن الأبحاث كشفت أن الناس يسعون للانتقام حين يتعرضون لانتهاك الثقة، وأن ذلك ينعكس في زيادة النشاط بالمناطق المرتبطة بالمكافأة في الدماغ. أي أن الانتقام يدور حول الرغبة والبحث عن الشعور بالرضا والتخلص من الشعور بالسوء، ووجد الباحثون أن من يتعرض لانتهاك الثقة يكون مستعدا لتحمل الخسارة الشخصية من أجل الانتقام.
هل الانتقام يشعرك بالانتصار؟
ربما يكون كذلك إذا كانت أغنيتك تدر ثروة من ملايين الدولارات مثل أغنية شاكيرا الأخيرة، ولكن هل تطبيق هذا النوع من “العدالة” يجعل المنتقم يشعر بتحسن؟
يجيب عن هذا السؤال فايد إيده من قسم العلوم النفسية والدماغية بجامعة واشنطن في سانت لويس، فيقول “نجد أشخاصا يعبرون عن مشاعر إيجابية وأخرى سلبية حول الانتقام، بحيث لا يكون الانتقام مريرا ولا حلوا بل يصبح كليهما. نحن نحب الانتقام لأننا نعاقب الطرف المخالف ونكره ذلك لأنه يذكرنا بفعله الأصلي”. وفي حين أن هناك ارتياحا لإثارة ضجة كبيرة، على حد تعبير جورج هربرت، شاعر القرن الـ 17، فإن أفضل انتقام يكون عبر عيش الحياة بشكل جيد وأن تكون سعيدا.
أشكال الانتقام
ويأخذ الانتقام بعض الأشكال مثل:
- معاملتك لشريكك معاملة سيئة وتبرير هذا السلوك لأنه عاملك بشكل سيئ لسنوات.
- التآمر أو محاولة إيذاء شريكك جسديا أو عاطفيا بسبب علاقة غرامية.
- العزم على إبقاء الأطفال بعيدا عن أبيهم ليس لأنه يمثل خطرا، ولكن لأنك تجعلهم يدفعون ثمن ما فعله بك.
وفي حالتي شاكيرا والأميرة ديانا فيمكن تفنيد ما قاما به فيما يلي:
أغنية “الانتقام” لشاكيرا
أطلق الجمهور على أغنية شاكيرا نجمة البوب الكولومبية أغنية “الانتقام”، وذلك بسبب كلمات وتوقيت الأغنية التي أصدرتها بعد انفصالها عن جيرارد بيكيه، نجم كرة القدم السابق في إسبانيا وبرشلونة ومانشستر يونايتد.
ووفقا لصحيفة “ذا تليغراف” The Telegraph البريطانية، فإن شاكيرا نشرت رسالة لمتابعيها الـ 80 مليون على إنستغرام، واصفة أغنيتها بأنها شافية وأنها ترنيمة لجميع النساء الأخريات ممن يعانين من الانفصال.
كتبت كذلك “أريد احتضان ملايين النساء اللاتي ينتفضن ضد أولئك الذين يجعلوننا نشعر بعدم الأهمية. النساء اللواتي يدافعن عما يشعرن به ويفكرن ويرفعن أيديهن عندما لا يوافقن”. واصفة أغنيتها بأنها ليست إنجازا لها ولكنها إنجاز يخص جميع النساء. وأنه يجب على النساء أن يمضين قدما بالطريقة التي تناسبهن وليس بالطريقة التي يمليها عليهن المجتمع “بالطريقة التي تساعدنا على المضي قدما من أجل أطفالنا وآبائنا ومن أجل أولئك الذين يحتاجون إلينا ويضعون أملهم فينا”.
فستان الثأر للأميرة ديانا
أما بالنسبة لفستان الثأر ديانا، فإنه وفقا لموقع “سي إن إن” (CNN) الأميركي، فإنه بالرغم من أن أميرة ويلز كانت رمزا للأناقة، إلا أن مظهرا لها لم يلق ضجة مثل الذي فعله ارتداؤها “فستان الثأر” كما أطلق عليه المحللون الملكيون في ذلك الوقت.
وفي يونيو/حزيران 1994، خرجت ديانا لحضور حفل في لندن مرتدية فستانا أسود مكشوف الكتفين مع ذيل شيفون يتمايل في مهب الريح. هذا المظهر لم يكن معتادا لعضو من العائلة المالكة البريطانية.
ارتدت الأميرة الراحلة هذا الفستان المثير في نفس الليلة التي اعترف فيها زوجها (الأمير تشارلز) ملك بريطانيا الحالي على التلفزيون الوطني بأنه كان مخلصا لها حتى انهارت العلاقة بشكل لا رجعة فيه، مما أكد شائعات علاقته مع زوجته الحالية كاميلا باركر.
لقد كان ذلك مزعجا بشكل شخصي لديانا، ليس فقط لسماع ذلك منه ولكن لأن العالم كله أصبح يعرف الآن أن زوجها قد خانها بالفعل.
ربما كان على ديانا هنا تجنب الكاميرات والبقاء بعيدا عن الأضواء وأن تدع العاصفة تمر، ولكن هذا ما لم تختره دوقة ويلز. فقد حافظت على ظهورها المقرر في الحفل، بالرغم من علمها من أن أنظار العالم كله ستكون عليها. لم يكن عليها الدفاع عن نفسها بالكلمات، فقد جاء رد فعلها من خلال ما ارتدته، وأصبح الفستان الذي ارتدته تلك الليلة هو رسالتها الواضحة لتشارلز والعالم.
ووفقا لموقع “بيبول” (People) فقد غيرت ديانا خطة ملابسها لهذه الليلة. وتحولت في اللحظة الأخيرة إلى فستانها الأسود الشهير من قبل المصممة كريستينا ستامبوليان الذي كان في خزانة ملابسها منذ 3 سنوات سابقة لكنها كانت ترى أنه مكشوف وغير مناسب.
يقول الخبراء إن ديانا قررت أن ستقاوم، وأنها ستختار فستانا كانت قد رفضته سابقا لكونه مبالغا فيه إلى حد ما وسترتديه وتخرج إلى العالم.
تجنب الانتقام أفضل
يؤكد موقع “فيري ويل مايند” (Very Well Mind) أن التركيز على صحتك العقلية أفضل من الانتقام وأن إحدى الدراسات وجدت أن المبحوثين ممن شاركوا في أنواع مختلفة من الانتقام من شركائهم عانوا من الغضب والقلق والندم.
وبالتالي فإنه -وبغض النظر عن مدى شعورك بالرضا بعد القيام بفعل الانتقام- فإن هذه المشاعر عادة ما تتحول إلى خزي وندامة وحزن وشعور بالذنب. لذا من الأفضل أن تسعد نفسك قدر الإمكان من خلال القيام بأشياء أخرى، فالسعادة هي الانتقام الأفضل والأكثر إنتاجية.