مخاوف من أزمة في تايوان.. ألمانيا تسعى للحد من اعتمادها على الصين | أخبار
طالب الحزب الديمقراطي الاشتراكي، الذي يتزعمه المستشار الألماني أولاف شولتز، بالحد من اعتماد البلاد على الصين، والاستفادة من تجربة التخلي عن قطاع الطاقة الروسي بعد بدء الحرب في أوكرانيا.
وقال زعيم الحزب لارس كلينجبيل –لصحيفة “دي تسايت” المحلية- “علينا أن ندرك أنه غدا أو بعد غد أو بعد 10 سنوات، أو عندما تعبر الصين حدودها لتهاجم تايوان، فإن علاقتنا مع الصين ستتغير بشكل أساسي، كما هي الحال مع روسيا الآن”.
كما دعا كلينجبيل ألمانيا إلى أن تصبح “أكثر استقلالية” عن الصين، وفتح أسواق بديلة وإيجاد شركاء آخرين لتجارة المواد الخام، كنتيجة “للدرس العظيم المستفاد” من العلاقة مع روسيا.
ونوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلن المستشار الألماني تغييرًا في إستراتيجية بلاده تجاه الصين، قبل ساعات فقط من زيارته الأولى إلى بكين منذ توليه منصبه عام 2021.
وكتب شولتز مقالا آنذاك لصحيفة “فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ”، جاء فيه أن مخرجات مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني الأخير أقنعته بأن تغيير سياسة برلين تجاه بكين بات “أمرا ضروريا”.
وكانت العلاقات بين ألمانيا والصين توترت على خلفية زيارة وفد برلماني ألماني إلى تايوان أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إذ انتقدت بكين الزيارة وطالبت النواب الألمان بعدم إرسال إشارات خاطئة إلى القوى الانفصالية، حسب وصف السفارة الصينية في برلين.
مخاوف اقتصادية
وتسعى الحكومة الألمانية إلى الضغط على بكين لتحقيق تكافؤ في الفرص أمام الشركات الألمانية والأوروبية التي تعمل في الصين، كما تقوم الحكومة بإعادة تقييم ضمانات الاستثمار والتصدير التي توفرها للشركات الألمانية العاملة هناك.
وعلاوة على ذلك، تعمل وزارة الشؤون الاقتصادية والطاقة الألمانية على تقليل اعتمادها على الصين في ما يتعلق بالمواد الخام والبطاريات وأشباه الموصلات.
ووفقًا لدراسة نشرتها وكالة التجارة والاستثمار الألمانية، تعاني التجارة الخارجية الألمانية مع الصين من “اختلال متصاعد”، حيث تراجعت بكين من المركز الثاني إلى المركز الرابع في قائمة أهم مستوردي السلع الألمانية، بينما لا تزال الصين أهم مصدر لألمانيا منذ 7 سنوات.
ورغم جهود التنويع، فإن اعتماد ألمانيا غير المتكافئ على الصين يذكّر المراقبين باعتمادها السابق على الطاقة الروسية، إذ حذر مجلس العلاقات الخارجية (مقره نيويورك) من أن يؤدي حدوث أزمة في تايوان إلى مخاطر سياسية واقتصادية على أوروبا والعلاقات عبر الأطلسي بسبب تورط الشركات الألمانية في السوق الصينية.
وأوضح التقرير الأميركي أن اعتماد ألمانيا على الصين “يمكن أن يعوق قدرتها على الرد جنبًا إلى جنب الحلفاء الغربيين” حيال محاولات بكين استعادة تايوان بالقوة، ومن بينها آلية فرض العقوبات.
واعتبر مجلس العلاقات الخارجية أن رحلة شولتز الأخيرة إلى بكين زادت من تعقيد الآفاق السياسة الأوروبية المشتركة بشأن الصين.