لماذا يكرهون فلسطين؟ رحلة في عقل مهندس السلام الأميركي
هذا المقال رحلة في عقل “دِنيس روس”، المساعد الخاص السابق للرئيس باراك أوباما في مجلس الأمن القومي الأميركي، الذي عمل أيضا مستشارا خاصا لوزيرة الخارجية السابقة “هيلاري كلينتون”، لكن الأهم من كل ذلك أنه تولى إدارة ما سُمي بعملية السلام في الشرق الأوسط لنحو 12 عاما في فترتَيْ حكم الرئيسين “جورج بوش” الأب و”بيل كلينتون”. ففي خلال تلك الفترة الخطيرة من عمر القضية الفلسطينية التي شهدت تحولات كبرى، كان روس المهندس الذي رسم السياسة الأميركية في المنطقة، والمفاوض المباشر مع الأطراف المختلفة في ملف الصراع العربي-الإسرائيلي، وقد حظي بتقدير الديمقراطيين والجمهوريين على حدٍّ سواء في الولايات المتحدة
في عام 2005، نشر دِنيس روس واحدا من أهم كتبه وهو “السلام المفقود.. خفايا الصراع حول سلام الشرق الأوسط”، وفي هذا الكتاب الذي حمَّل فيه روس الفلسطينيين العبء الأكبر من ضياع الفرصة السانحة للسلام الدائم وحل القضية في ذلك الوقت، قدَّم في صفحات مُطوَّلة تأريخا مفصلا لكواليس عملية السلام في الشرق الأوسط من عام 1988 إلى عام 2001 باعتباره الممثل الأميركي الرئيسي فيها، إذ لعب روس دورا مركزيا في اتفاقية أوسلو الثانية عام 1995، واتفاق الخليل عام 1997، ومعاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل عام 1994. لكن المهم ليس تفاصيل المفاوضات التي عرضها روس في تلك الفترة وكانت السبب الأساسي في شهرة الكتاب، ولا رأي روس السلبي في ياسر عرفات الذي ضيَّع على حد قول روس فرصة السلام الشامل مع إسرائيل، وهي دولة “يُشكِّل حب السلام جزءا من روحها وشخصيتها” كما يزعم، بل ما يهمنا هو الفلسفة والرواية التاريخية والمفاهيم التي صكَّها روس بوصفها مدخلا لرؤية الواقع في فلسطين.
كيف تخلق رواية يستوي فيها الظالم والمظلوم؟
لطالما كانت مفاهيم السلام وما يتبعها من مفاهيم أخرى مثل الحرب الدفاعية والحرب العادلة والمقاومة المشروعة مفاهيم مثيرة للجدل في العلوم السياسية. فعلى سبيل المثال، حين يسمع المرء أن إسرائيل اقتحمت مُخيَّما وقتلت فلسطينيين أثناء بحثها عمَّن تصفهم بالإرهابيين، سيعتمد موقفه على الطريقة التي يقرأ بها الصراع العربي-الإسرائيلي نفسه فلسفيا وتاريخيا، لا سيما أن مفهوم السلام ليس مُعلَّقا في اللحظة الحاضرة بمعزل عمَّا نعرفه عن ماضي الصراع وخلفيته. فقد يرى البعض أن إسرائيل تشُن حربا دفاعية مشروعة تردع بها “إرهابا” مُحتملا ضد مواطنيها العُزَّل، وقد يرى آخرون أن مَن تبحث عنهم إسرائيل ليسوا “إرهابيين”، بل مقاومون وأبطال يدافعون عن وطنهم المسروق. في الأخير، يتوقف الأمر على مدى دقة الرواية التاريخية التي ننظر إلى الحدث من خلالها، وهي رواية يُمكِن أن تكون مُغرقة في التحيُّزات وانتقاء معلومات دون غيرها.
لذا، سنركز في هذه المادة على الإطار الأيديولوجي الذي صنعه دِنيس روس لشرح القضية الفلسطينية ومفهوم السلام وتقديمه لقارئه الغربي، وسنُحلل طبيعة التصوُّر الذي شكَّل أفعاله في السياسة الخارجية الأميركية، خاصة أن روس يُعَدُّ على نطاق واسع في الدوائر الغربية أحد أكثر السياسيين إنصافا فيما يخص حقوق الفلسطينيين، من بين الساسة الأميركيين الذين تولوا الملف. أما إذا اكتشفنا طبيعة رؤاه المتناقضة المُتحيِّزة ضد العرب، فيمكننا أن نفهم إلى أي حدٍّ كانت -وما زالت- رؤى مَن هم أكثر تطرُّفا منه أشد انحيازا بكثير، ويُمكننا أن نفهم أيضا سبب المواقف الأميركية المناصرة لإسرائيل طيلة العقود الطويلة الماضية.
تُثير التأمل هذه الأيام إعادة قراءة الرواية التي أسس عليها دِنيس روس مشروعه للسلام في الشرق الأوسط منذ عقود فائتة، لا سيما ونحن نعيش يوميات الغزو الروسي لأوكرانيا، إذ إن روس واحد من المفكرين الغربيين ذوي المكانة السياسية الذين أخذوا على عاتقهم منذ اندلاع الحرب الأوكرانية مهمة التنديد بالهجوم الروسي وتحفيز الغرب من أجل الدفاع عن أوكرانيا في وجه بوتين، فهو يعتقد أن هناك حقا شرعيا للشعوب في الدفاع عن نفسها أمام محاولة انتقاص أرضها وسيادتها. ومع ذلك، حين عمل روس في ملف القضية الفلسطينية منذ سنوات وكتب عنها، بدا الأمر عنده مختلفا، إذ خاطب الرجل القارئ الأميركي شاكيا من ياسر عرفات الذي أبى أن يقدم تنازلات كبيرة عن أرضه التاريخية في مقابل السلام، وشاكيا من العرب الذين يعاملون الأرض معاملة الشرف والعِرض ولا يقبلون التنازل عن شبر واحد منها مقابل السلام. بيد أنه كان على روس أن يؤسس خلفية فلسفية وتاريخية يُبرِّر بها الاحتلال الإسرائيلي من البداية ويُشرعِنه.
وقد لجأ روس إلى الحجاج العاطفي الذي طالما اعتمده الساسة والمفكرون الأميركيون عند الحديث عن إسرائيل، حيث كتب روس أن تأسيس إسرائيل في المقام الأول أتى استجابة طبيعية للأحزان والمآسي التي مرَّ بها الشعب اليهودي عبر التاريخ وتعود إلى عام 70 قبل الميلاد وفقا له، وهي الحجة نفسها التي قدَّمها روزفلت للملك سعود عام 1945 حين قال له إن المعاناة التي خاضها اليهود ينبغي أن تجعل العرب أكثر انفتاحا تجاه المصالح اليهودية في فلسطين، وهو ما رد عليه الملك السعودي بأن الألمان المسيحيين وليس العرب المسلمون هم مَن ارتكبوا الجريمة، ومن ثمَّ هُم مَن عليهم دفع الثمن وليس الفلسطينيون.
يقدم روس هذه الحجة لقرائه آملا على الأرجح ألا يسأله أحدهم سؤالا نابعا من المنطق نفسه: ماذا لو قررت جماعة مهاجرين مسلمين تأسيس دولة ذات هوية دينية على أرض غربية أو داخل الولايات المتحدة ذاتها، استجابة طبيعية لأحزانهم والصدمات العصبية التي مروا بها في تاريخهم؟ هل سيقبل روس حينها دولة المهاجرين الجدد؟ وقد جاءت الإجابة بالفعل بعد سنوات في حياة روس، فحين اندلعت الحرب الروسية على أوكرانيا، لم يقل روس إن هذه استجابة طبيعية لمآسي بوتين أو لصدمة انهيار الاتحاد السوفيتي، أو إن الأوكرانيين لديهم طابع متشدد في التمسك بكل شبر من أرضهم، بل على العكس أخذ روس موقفا ناشطا في التنديد بالهجوم الروسي.
ألعاب لغوية ونفسية.. اليهود مخذولون والعرب لم يكونوا عربا
حاول روس أن يوضح لقارئه أن بداية العنف تاريخيا جاءت من العرب في فلسطين، فهم مَن بدأوا العنف ضد المهاجرين الصهاينة في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي وارتكبوا مذابح ضدهم، ساعيا لإقناعنا بأن الثورة على جماعة تحاول إنشاء دولة داخل بلادك عمل عنيف (وقد وصف روس الثورة الفلسطينية بأنها أعمال وحشية). وفي الوقت نفسه، رسَّخ روس لفكرة أن إسرائيل دولة تستحق الوجود، في حين أن المقاومة الفلسطينية تشتمل على مَن سمَّاهم الأصوليين الإسلاميين منذ البداية، الذين حوَّلوا القضية إلى صراع طائفي. وبعيدا عن التفاصيل الكثيرة التي مرَّ عليها روس، فإنه على كل حال شاهَد مثلما شاهَد العالم كله أن المقاومة الأوكرانية اشتملت على كتائب نازية، ومع ذلك لم يُصَب الرجل بالفزع أو يُثنيه ذلك عن الدعوة لدعم المقاومة الأوكرانية بذريعة أنها تحوي أصوليين أو نازيين، بل إن بعض تلك الكتائب النازية حظيت بإشراف وكالة الاستخبارات الأميركية على تدريبها منذ عام 2015.
علاوة على ذلك، يقول روس إن السبب النفسي (السيكولوجي) الذي يعوق الإسرائيليين عن الميل للسلام هو ببساطة شعورهم بأنهم محاطون بالكراهية من حولهم منذ الثورات العربية في عشرينيات القرن الماضي. ليست المشكلة في رأي روس إذا أن الإسرائيليين بدأوا بوصفهم جماعة من المهاجرين، قوبلت بترحاب العرب إبَّان معاناتهم من العنصرية في أوروبا، حتى قرروا أن يستغلوا الفرصة ويبنوا دولة داخل أرض عربية بالإكراه تمحو الهوية الأصلية لسكانها، كما جاء على لسان رئيس المنظمة الصهيونية العالمية “حاييم وايزمان” حين قال صراحة: “علينا أن نجعل فلسطين يهودية تماما كما أن فرنسا فرنسية”.
يحاول روس أن يبدو مُنصِفا أحيانا، فهو مُتفهِّم لمشاعر العرب، لكنه يحاول إظهار ذلك في خضم رسم تاريخ مغاير لما ترويه الوقائع، فالعرب من وجهة نظره تعرَّضوا للخذلان لأنهم حديثو العهد بالمشاعر القومية والعروبية التي نشأت لديهم في مواجهة العثمانيين. كما أن مَن شكَّل إحساسهم بعروبتهم هي النخبة المسيحية في بلاد الشام بالأساس، أما الشريف حسين الذي قاد الثورة العربية الكبرى فلم يلقَ غير نحث الوعود من بريطانيا، ما أورث شعورا بالخذلان عند العرب وصنع بذور الأزمة النفسية عندهم تجاه السلام، على حد قوله. يحاول هنا روس أن يلعب باللغة كي يُصوِّر العرب وكأنهم على قدم المساواة مع المهاجرين الصهاينة في شعورهم بالمعاناة وفي كونهم بلا هوية جامعة، متجاهلا أن العرب هم السكان الأصليون للأرض، وأن انتماءاتهم لم تكُن غائبة، بل تبدَّلت مثلهم مثل أي شعب في العالم على مدار تاريخه، وجمعت بين دوائر هويات عديدة مثل القومية العربية والقومية الإسلامية والقومية القطرية.
الأمر الآخر أن روس حاول اختزال العروبة في الشريف حسين وثورته باعتباره أول تشكُّل سياسي واقعي للعروبة، وكأن الشريف حسين هو ممثل العروبة ومعه بدأت، ومن ثمَّ فإن أمة العرب أيضا حديثة الولادة مثلها مثل إسرائيل، فلا ينبغي لها الحديث عن حقوق تاريخية في أرضها. وسعى روس من خلال سرديته لحَبْس سكان الأرض الفلسطينيين في إطار أيديولوجي مُحدَّد ينفي عنهم حقوقهم التاريخية ويجعلهم والمستعمر سيَّان. فالفلسطينيون مجرد شعب يكافح لإيجاد هوية ووطن مثل اليهود تماما وفقا لروايته، التي تتجاهل عُنصر التضامن العربي والإسلامي بل والعالم ثالثي مع القضية الفلسطينية، وتتجاهل أيضا أن مَن ضحوا بأنفسهم في سبيل القضية على مدار عقود لم يخرجوا كلهم تحت لواء القومية العربية، إذ إن بعضهم كان إسلاميا وبعضهم شيوعي وبعضهم عروبي، غير أن ما جمعهم هو قضية واحدة أكبر من كونها أزمة نفسية.
“عرفات المراوغ” لم يقبل بفرصة السلام الشامل
كان روس أحد مهندسي إعادة صياغة المفاهيم الخاصة بالقضية الفلسطينية، وهي السبيل الوحيدة لمحاولة إقناع الأجيال الغربية الجديدة بمواصلة الدور المتحيز في سياستهم الخارجية ضد الفلسطينيين. وقد سعى للتأسيس فلسفيا لحق إسرائيل في الوجود، وأن العرب هم مَن بدأوا الهجمات الوحشية، بل وذكر معلومات مغلوطة منها أن لجنة “بيل” التي أرسلتها بريطانيا عام 1937 استجابت للثورة العربية باقتراح تقسيم فلسطين. والواقع أن وثائق ما حدث أثناء لجنة بيل متاحة، إذ إن ممثلي الشعب الفلسطيني ومنهم الحاج “محمد أمين الحسيني” و”محمد عزة دروزة” و”عوني عبد الهادي” و”جمال الحسيني” قدَّموا كل الحجج الخاصة بالحقوق الفلسطينية أمام اللجنة وتمسُّك الفلسطينين بأرضهم التاريخية كاملة وثاروا غضبا بعد خروج التوصيات بالتقسيم، وليس كما يقول روس بأن التقسيم جاء استجابة للثورة.
بعد أن أسَّس روس تاريخا منافيا للوثائق، صار بإمكانه أن يُندِّد بعرفات عدو السلام في نظره، فهو رجل مراوغ ضيَّع فرصة السلام التاريخية عام 2001، حين وافقت إسرائيل أخيرا على الخطة التي صاغها روس وكلينتون، وكانت أول محاولة أميركية جادة لإنهاء الصراع بشكل تام وحاسم. وقد كان على كل طرف بحسب روس أن يتخلى عن بعض “أساطيره التاريخية”، وتضمَّن العرض أن تقوم فلسطين على غزة وأجزاء كبيرة من الضفة الغربية وتكون عاصمتها في الأحياء العربية بالقدس الشرقية، وأن يتنازل الإسرائيليون عن فكرة الاحتفاظ بغور الأردن مقابل أن يتخلى الفلسطينون عما يسميه روس حلم العودة إلى إسرائيل.
تظهر هنا أهمية التأصيل التاريخي والفلسفي لرواية روس. تخيَّل مثلا أن يكتب كاتب غربي أن أوكرانيا ضيعت فرصة السلام التاريخية مع بوتين لأنها رفضت التنازل عن نصف أرضها. لا يمكن بالطبع أن يقال هذا دون التأصيل لفكرة أن الهجوم لم يكن هجوما وأن روسيا لها الحق في أخذ الأراضي الأوكرانية، لأن الأوكرانيين لا ينبغي أن يعيشوا في “الأساطير التاريخية” وأنهم شعب حديث العهد بالهوية القومية. بيد أن ما فعله روس مع الفلسطينيين مغاير تماما للتضامن الواضح الذي يبديه اليوم مع الأوكرانيين.
لماذا هذا الموقف من فلسطين؟
بحسب روس فإن هناك حقيقة لا ينبغي تجاهلها وهي أن إسرائيل في النهاية ذات ثقافة ديمقراطية غربية مثل الولايات المتحدة على حد قوله، ومن ثمَّ تدافع عنها أميركا. ولكن على الجانب الآخر هنالك سبب شديد الأهمية يتجاهله روس، وهو سبب ديني بامتياز. فروس الذي مثَّل الولايات المتحدة في المفاوضات الأهم في الشرق الأوسط بين العرب وإسرائيل، وصف نفسه بأنه يهودي ملتزم بعد زواجه ويتردَّد على الكنيس بانتظام، ورغم قوله إن ذلك لم يؤثر على نزاهته في المفاوضات، فإننا وإن سلَّمنا بتلك النزاهة في المفاوضات بمعناها التقني، لا يسعنا تجاهل البُعد الديني ليهودي متديِّن في ملف سياسي مصبوغ بكليته بالأبعاد الدينية، وهو تحيُّز ظهر بوضوح في الرواية التي صنعها ليساوي بين العرب واليهود في المقام الأول، ويصنع توجُّها منحازا ضد الفلسطينيين في جوهره دون حَرَج.
البُعد الآخر في الزاوية الدينية هو ارتباط بعض الجماعات المسيحية المؤثرة في السياسة الأميركية -وتحديدا الإنجيليين- بعقيدة تُفضي إلى ضرورة سيطرة اليهود على كامل الأراضي الفلسطينية من أجل عودة المسيح الثانية. وبحسب استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “غالوب” عام 2021، فإن 85% من الجمهوريين في الولايات المتحدة يرون إسرائيل بشكل إيجابي، وكذلك 77% من المستقلين و64% من الديمقراطيين، وعلى الأرجح فإن الأميركيين الأكثر تديُّنا، ممن يواظبون على الذهاب للكنائس، هم الأكثر موالاة لإسرائيل.
جدير بالذكر أن الأشياء بدأت تتغير قليلا في العالم الغربي، فقد أوضحت المعركة الأخيرة “سيف القدس” عام 2021 أن قطاعات أوسع من جيل الشباب الجديد في الولايات المتحدة والعواصم الغربية صارت أميل إلى التعاطف مع القضية الفلسطينية، بل والخروج في مظاهرات من أجلها. وبحسب استطلاع مؤسسة “غالوب” نفسها، رغم أن الانحياز مع إسرائيل لا يزال سائدا في المجتمع الأميركي بنسبة تقارب 58%، فإن نسبة المتعاطفين مع القضية الفلسطينية بلغت أعلى درجة لها منذ سنوات 25%. ولعل الحجج الفلسفية التي بناها روس ومَن على شاكلته لم تعُد قابلة للتصديق من قطاعات واسعة من الأجيال الجديدة.
______________________________________
المصادر
- The Missing Peace: The Inside Story of the Fight for Middle East Peace
- The CIA May Be Breeding Nazi Terror in Ukraine
- Americans Still Favor Israel While Warming to Palestinians
- لماذا تدعم أميركا إسرائيل بشكل لا محدود منذ 70 عاما؟
- لجنة بيل، 1936-1937
- Monroe Doctrine
- Dennis Ross