Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
خبر عاجل

سكر وزيت ودقيق.. مساعدات ليبيا الغذائية لتونس تثير الجدل والانقسام | أخبار


فتح إرسال الحكومة الليبية نحو 100 شاحنة محملة بالسّكر والزيت والدقيق والأرز إلى تونس المجاورة التي تواجه نقصا متكررا في هذه المنتجات، باب الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ انقسمت الآراء بين مرحّب بالمبادرة ومستنكر لما آلت إليه أوضاع البلاد.

ومساء أمس الثلاثاء، قال الملحق الإعلامي بالسفارة الليبية في تونس إن “هذه المؤن تأتي منحة مقدمة من حكومة الوحدة الوطنية إلى الشقيقة تونس في إطار الدعم والمساندة لما يمر به الشعب التونسي من نقص حاد في السلع الأساسية للمواد الغذائية المذكورة”.

وأوضح أن هذه المساعدات أُرسلت في 96 شاحنة وصلت في وقت سابق من صباح أمس إلى الأراضي التونسية عبر معبر رأس جدير الحدودي.

وأضاف المصدر أنه من المتوقع وصول إجمالي 170 شاحنة إلى تونس ناقلة كل المساعدات الليبية.

من جانبه، قال مصدر من الجمارك التونسية بمعبر رأس جدير الحدودي إن دفعات من الشاحنات بدأت بالتوافد على المعبر منذ مساء أمس الثلاثاء محملة بمواد من الزيت والدقيق والسكر والأرز، وسط حراسة أمنية.

 

 

أزمة وانقسام

وتمر تونس بأزمة اقتصادية ومالية خطرة أدت خصوصا إلى نقص مزمن في المنتجات الغذائية الأساسية على خلفية توترات سياسية قوية منذ تفرّد الرئيس قيس سعيّد بالسلطة في يوليو/تموز 2021.

ومعبر رأس جدير هو نقطة العبور الرئيسية بين غربي ليبيا وجنوبي شرقي تونس، والذي يعيش سكانه إلى حد كبير من التجارة عبر الحدود بما في ذلك التهريب.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، شغل الخبر التونسيين، وبينما أعرب عدد منهم عن سعادته بهذه المبادرة مؤكدين قوة الروابط بين البلدين، حذّر آخرون مما آلت إليه الأوضاع في البلاد.

وقال حامد حرز الله في تعليق على فيسبوك: شكرا للشقيقة ليبيا على وقوفها بجانب الشعب التونسي والدولة التونسية في هذا الظرف خاصة وأن البلاد تمر بأزمة اقتصادية واجتماعية أقل ما يقال عنها إنها خانقة.

وأضاف “لا يجب أن يخجلوا من مثل هذه المبادرات التي تؤكد مدى متانة روابط الأخوة بين الشعبين عبر التاريخ، ولعل العلاقة المتينة بين نظام بن علي ونظام القذافي أكبر دليل على ذلك، ومثل هذه المساعدات الليبية الجديدة ليست بالسابقة”.

 

 

وتابع: كما كانت تونس سبّاقة في مد يد المساعدة للشعب الليبي في فترة الحظر الاقتصادي الذي فُرض على ليبيا من طرف الغرب، وقد كانت المعاملة بالمثل من طرف الدولة الليبية كلما اقتضت الضرورة على مستوى بعث المشاريع في تونس ودعم البنية التحتية وغيرها من مساعدات.

وأضاف “كفاكم مغالطات، فآمن تونس من أمن ليبيا حتى على المستوى الغذائي والاقتصادي”.

أمر مرفوض

في المقابل، قال حافظ الحمامي إن تلقي تونس مساعدات غذائية أمر لا يمكن قبوله أو استساغته، ولا يمكن أن يكون إلا في حالة الكوارث الطبيعية والجوائح الاستثنائية، فهذا ما لا يقبله وطني غيور على بلاده.

وبيّن أن هذا الأمر الذي وصفه بـ”العار” ليس الوحيد من نوعه الذي تلقته تونس في السنوات الأخيرة، فقد تلقت منحة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية “يو إس إيه آي دي” (USAID) بقيمة 60 مليون دولار عبر منظمة اليونيسف لتقدم الدعم المباشر للعائلات التونسية محدودة الدخل في جميع أنحاء تونس، والمعلن عنها في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي في تصريح لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

 

 

وفي تعليقه على هذا الأمر، اعتبر الصحفي لطفي العماري في مداخلة له على قناة التاسعة الخاصة الليلة لماضية أن “الشعب التونسي تحوّل إلى شعب لاجئ في بلاده”.

وقال: المنطق يقول إن ليبيا هي التي تعرف توترا وحروبا لكن نقص المواد الغذائية تعاني منه تونس”، داعيا إلى عدم إنكار الحقيقة وإدراج المساعدات في إطار التضامن بين الشعبين.

وقال العماري إنه يشكر الشعب الليبي على نوعية المساعدات “كي تكون صفعة في وجوه التونسيين وتذكر الشعب بأنه أصبح شعبا متسولا”.

 

 

لوم وتساؤل

وألقى كثيرون باللوم على الرئيس التونسي قيس سعيد، مشيرين إلى أن سياساته وسياسات حكومته أعادت البلاد إلى الوراء.

وعن هذا الأمر، علّق القيادي في حركة النهضة رفيق عبد السلام على صفحته الخاصة بموقع فيسبوك بالقول “الحمد لله، تونس في عهد قيس سعيد بدأت على بركة الله تشحذ من الأشقاء والجيران الزيت والسكر والأرز”.

وأضاف عبد السلام “الرئيس قيس سعيد قال إن المشكلة كلها في المحتكرين، طيب لماذا لا يضرب على أيدي المحتكرين ويكف عن التسول من الخارج؟”.

 

 

وقال حساب باسم عبد الرحمن الإدريسي إن ليبيا التي تعيش انقساما جغرافيا وحربا عسكرية وأزمة سياسية تُرسل مساعدات غذائية لتونس، واعتبر أن هذه الحركة وحدها تكفي ليقدم قيس سعيد والحكومة استقالاتهم لو كان فيهم ذرة كرامة.

إعانات وأزمات

أما الكاتبة والباحثة ألفة يوسف فقالت “لا أعرف ما الذي أزعج التونسيين في الإعانات التي تأتينا من هنا وهناك، والحال أن الكفاءة الوحيدة لدى مسؤولينا هي كفاءة التسول.. شكرا لكل من يساعدنا.. ولا ننسى أن هذه الإعانات تعطى في حال الكوارث.. ونحن فعلا نعاني كوارث في الحكم.. فالأمر منطقي جدا”.

 

 

يشار إلى أن إرسال هذه المساعدات جاء بعد أقل من شهرين من زيارة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة إلى تونس نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى