تجدد الإضرابات في بريطانيا وفرنسا ومناشدات حكومية للتهدئة | أخبار

بينما بدأ الممرضون في إنجلترا اليوم الأربعاء إضرابا جديدا من أجل تحسين أجور وظروف العمل، تستعد فرنسا ليوم إضراب حاشد غدا الخميس مع توقف القطارات وإغلاق المدارس احتجاجا على مشروع إصلاح نظام التقاعد.
ومع تجدد الإضرابات، كشف استطلاع لمعهد “يوغوف” (YouGov) نشرت نتائجه اليوم أن ثلث الممرضين والممرضات والقابلات في القطاع العام قالوا إنهم كانوا سيختارون مهنة أخرى لو عاد بهم الزمن للوراء.
من جهتها، استنكرت الحكومة الاضطراب الذي تسببه الإضرابات في منتصف الشتاء، وهي تريد إصدار قانون يجبر الموظفين على ضمان الحد الأدنى من الخدمات في قطاعات معينة من بينها الصحة.
وقال وزير الصحة ستيف باركلي في مقال بصحيفة “إندبندنت” (The Independent) إن تقديم زيادات “لا يمكن تحملها” سيعني “خفض رعاية المرضى ومفاقمة التضخم الذي سيجعلنا جميعًا أفقر”.
ودعا إلى “حوار بنّاء” مع النقابات، مبديا رغبته في التوصل إلى اتفاق على حد أدنى من الخدمات لضمان “حماية المرضى باستمرار”.
وأكد الوزير أن إضراب الممرضين يومين في ديسمبر/كانون الأول الماضي أدى إلى إلغاء 30 ألف عملية وموعد.
People aren’t dying because nurses are striking. Nurses are striking because people are dying. Today RCN members fought for #FairPayForNursing to protect their patients & the future of the NHS.
We’ll be back out tomorrow, find your nearest picket: https://t.co/QoroubKPcJ pic.twitter.com/cMhFZAAnxv
— The RCN (@theRCN) January 18, 2023
وترفض الحكومة الزيادات التي تطالب بها النقابة لتعويض التضخم الذي بلغ 10.5% الشهر الماضي.
ووفق استطلاع للرأي نشرته شركة “إبسوس” (Ipsos) اليوم الأربعاء، يعتقد 57% من البريطانيين أن الحكومة تتحمل المسؤولية الكبرى عن طول إضراب الممرضين.
كما أعرب 90% عن تعاطفهم مع المرضى الذين تؤدي الإضرابات إلى تعطيل رعايتهم في نظام الصحة العام المتضرر أصلا بسبب سنوات من نقص التمويل ووباء كوفيد.
مخاوف أمنية في فرنسا
وفي فرنسا، سيشارك الموظفون في قطاعات مثل النقل والتعليم والطاقة بجميع أنحاء البلاد في إضراب الغد، في وقت توقعت فيه وزارة الداخلية مشاركة “نحو ألف” متظاهر “قد يلجؤون إلى العنف”، معلنة أنها ستحشد أكثر من 10 آلاف شرطي، بينهم 3500 في باريس، لضمان الأمن.
وهددت نقابة الطاقة بقطع إمدادات الكهرباء عن المشرعين والمليارديرات قبل إضراب الغد.
وحذرت الحكومة من أن يؤدي التحرك إلى “تعطيل” البلاد، وأعربت عن الأمل في ألا يستمر طويلا.
وقال وزير النقل كليمان بون “سيكون يوم الخميس صعبا جدا.. اضطرابات كبيرة في وسائل النقل”، داعيا إلى تأجيل التنقل والعمل من المنازل.
وطلبت هيئة الطيران المدني من شركات الطيران إلغاء خُمس الرحلات من مطار باريس-أورلي غدا الخميس بسبب إضراب المراقبين الجويين.
وفي السكك الحديدية، تتوقع شركة “إس إن سي إف” (SSCF) الوطنية “اضطرابات كبيرة”، مع تسيير ثلث القطارات السريعة أو حتى خُمسها فقط، وتسيير قطار إقليمي واحد من 10.
ويحتج المتظاهرون والمضربون على مشروع الرئيس إيمانويل ماكرون لإصلاح نظام التقاعد، إذ يصطدم بنده الرئيسي المتمثل في رفع سن التقاعد إلى 64 عامًا بدلا من 62 بجبهة نقابية موحدة ورفض شعبي واسع.
وقد يؤدي مشروع ماكرون إلى أزمة سياسية لحكومة لا تتمتع إلا بأغلبية نسبية في الجمعية الوطنية (البرلمان)، إذ يعارضه كل من اليسار واليمين المتطرف، في حين تطالب المعارضة اليمينية بتسوية محتملة.