Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
سياحة و سفر

انخفاض سكان الصين.. كيف سيغير شكل العالم؟ 

موقعي نت متابعات السياحة والسفر:

تراجع عدد سكان الصين إلى 1.4 مليار شخص، مسجلًا انخفاضًا قُدِّر بنحو 850 ألف شخص عن العام السابق، بحسب المكتب الوطني للإحصاء في البلاد.

وفيما يعدّ هذا الانخفاض في المورد البشري الصيني هو الأكبر من سنين طويلة، فإن مزيدًا من التراجع سيلازم البلد الآسيوي لعقود قادمة، حتى تفقد الصين مصدر قوتها وتزاح عن مكانتها الحالية، بحسب مراكز بحثية.

في التقرير التالي، نرصد أبرز التغيرات، التي ستشهدها الصين والعالم جراء التغير الديموغرافي، الذي حطَّ على التنين الأحمر.

انخفاض في السكان لم تشهده الصين منذ عقود

يعد انخفاض عدد السكان في الصين للعام المنصرم هو الأكبر منذ عقود، فلم يحدث وأن شهدت البلاد تراجع عدد سكانها بهذا العدد منذ عام 1961 حين بليت الصين بالمجاعة الكبرى، التي حصدت أرواح الملايين في ذلك التوقيت خلال عهد الزعيم الأسبق ماو تسي تونج.

وتراجع معدل المواليد العام الماضي لمستوى بالغ الانخفاض وصل إلى 6.77 مولود لكل 1000 شخص، بعدما كان 7.52 في العام السابق له، وهو أدنى مستوى منذ قيام الصين الشيوعية في عام 1949.

وعلى الرغم من مساعي الحكومة الصينية لتشجيع الأزواج على الإنجاب، فإن عام 2022 شهد ولادة 9.5 مليون طفل، مقارنة بـ 10.6 في عام 2021 بحسب ما تورده “سي إن إن”
وتنقل القناة الأمريكية عن زهيوي تشانج، الخبير الاقتصادي، أنه من المرجح أن يتجه عدد السكان نحو الانخفاض في السنوات القادمة بوتيرة متسارعة، وستكون له آثار في النمو المحتمل والطلب المحلي.

انخفاض السكان ينذر بفقر الصين

تنقل هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن فريق أكاديمية شنغهاي للعلوم الاجتماعية توقعهم بحدوث انخفاض متوسط في عدد السكان بالصين سنويًا بنسبة 1.1% بدءًا من وقتنا الحاليّ، ما سيؤدي إلى انخفاض عدد البشر بها إلى 587 مليونًا فقط بحلول عام 2100، أي أقل من نصف العدد الموجود اليوم.

وهذا يعني تقلص نسبة الأيدي العاملة في البلاد، مقارنة بزيادة عدد السكان المسنين ممن يحتاجون إلى إعالة تكلف الدولة الكثر.

وفي حين يقابل كل 20 شيخًا صينيًا 100 من الشباب حاليًا بالبلاد، فإن تلك النسبة ستتغير بعد 80 عامًا، إذ مقابل كل 100 شاب سيكون هناك 120 مسنًا، وهو ما سيشكل عبئًا هائلًا على الاقتصاد الصيني في ذلك الوقت.

وسيُطلب من الصين توجيه مزيد من مواردها الإنتاجية لتوفير الخدمات الصحية والطبية ورعاية المسنين لتلبية مطالبهم المتزايدة بسبب نمو أعدادهم، هذا غير المعاش الذي تدفعه الدولة لهم والمتوقع وصوله إلى 20% من إنتاجها بحلول عام 2100 إذا استمر النمو السكاني في الانكماش بهذا الشكل بحسب توقعات مركز دراسات السياسة بجامعة فيكتوريا في أستراليا.

يضغط المسنون على الاقتصاد الصيني لتوفير الموارد الخاصة لرعايتهم- مشاع إبداعي

وتقرر الأكاديمية أن متوسط الانخفاض السكاني، الذي تستمر عليه الصين حاليًا سيصل بها في النهاية إلى نمو اقتصادي متدهور، ما لم يقابله زيادة إنتاجية سريعة، لذا لن يكون من المستغرب إن تحولت الصين إلى دولة فقيرة بعد 100 عام.

زيادة تكاليف العمالة.. خطر يهدد مكانة الصين كقوة عظمى

ستواجه الصين خطرًا لاحقًا يهدد مكانتها كقوة عظمى، وهو ارتفاع تكاليف العمالة، التي ستحدث بسبب التقلص السريع في الأيدي العاملة. وهذا الأمر سيدفع الصناعات التحويلية، التي تتطلب عمالة كثيفة إلى الهجرة من الصين إلى بلدان وفيرة في العمالة مثل فيتنام وبنجلاديش والهند.

وبالفعل، فإن تكاليف العمالة الصناعية في وقتنا الحالي تمثل ضعف ما هي عليه في فيتنام.

وهذا بدوره سيغير خارطة الاستيراد والتصدير بالمنطقة الشرقية من القارة الآسيوية، فبالنسبة للدول المصدرة للموارد مثل أستراليا، فمن المرجح ستحول وجهتها نحو الشركات المصنعة خارج الصين.

انخفاض عدد سكان الصين سيقلص الأيدي العاملة بها، ما سيؤثر على قوتها الاقتصادية- مشاع إبداعي

أما بالنسبة لمستوردي السلع بمَن فيهم الولايات المتحدة الأمريكية، فمن المقرر أن يتجهوا ناحية شراء نفس السلع من مراكز التصنيع الجديدة والناشئة، التي ستحتل مكانة الصين في التصدير، وبهذا ستزاح عن مكانتها كقوة اقتصادية كبرى تناطح الاقتصاد الأعظم في العالم.

وعن التأثير الأخير، الذي سيشهده العالم بعد تراجع عدد سكان الصين إلى النصف، فهو باحتلال الهند المكانة التي يتبوأها التنين الأحمر سواء في القوة أو في عدد السكان.



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى