Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
خبر عاجل

هكذا يسعى الاحتلال لإفساد فرحة الأسرى المفرج عنهم | أخبار حريات


رام الله- في الساعات الأولى من صبيحة الثلاثاء، استعد الطفل كريم نبيل مسالمة (9 أعوام) لاستقبال والده الذي لم يحتضنه قط، لكن سلسلة إجراءات إسرائيلية أفسدت شيئا من فرحة الطفل، وإن لم تستطع إفساد أجواء الاستقبال.

فيوم الثلاثاء كان نبيل، وهو من بلدة بيت عوا، غربي مدينة الخليل، على موعد من الحرية بعد 23 عاما من الاعتقال، وبالفعل أخرجه السجانون من غرفته في سجن النقب قرابة الساعة التاسعة صباحا، وجابت به “البوسطة” وهي حافلة مصفحة مخصصة لنقل الأسرى، عددا من السجون قبل وصولها إلى حاجز بئر السبع العسكري، جنوبي الضفة الغربية.

أفرجوا عن الجميع إلا نبيل

كانت عائلة نبيل وأقرباؤه وأصدقاؤه في انتظاره على جانب الضفة من المعبر، لكن الأسرى المفرج عنهم اجتازوا الحاجز، إلا نبيل، فعرفوا أن مكيدة تُدبر لإفساد أجواء الفرحة بحريته.

في هذه اللحظات -والكلام للأسير المفرج عنه متحدثا للجزيرة نت في مكان استقباله- “جرى نقلي من البوسطة إلى سيارة اعتقال أخرى، ثم وضعت في محطة انتظار لا يعرف موقعها، ثم جرى التعامل معي كمعتقل جديد، فصودرت مقتنياتي وجرى تفتيشي بدقة مع أني لم أغادر السجن، ثم وضعت في غرفة صغيرة مظلمة وباردة، حتى دخول الليل”.

في هذا الوقت نُقل نبيل إلى غرفة التحقيق، حيث ينتظره عدد من ضباط المخابرات ليتعرفوا على المعتقل الذي أمضى 23 عاما في السجون، وتحذيره من أي نشاط بعد الإفراج عنه.

بالتزامن مع إخفاء نبيل، كان ضابط بلدته في المخابرات الإسرائيلية يفاوض رئيس البلدية وأقرباء الأسير لإزالة مظاهر الفرحة باستقباله، لكن سرعان ما اقتحمت قوة عسكرية ساحة عامة أُعدت لاستقباله، وصادرت كافة الصور واللافتات المعلقة.

وبعد انتهاء جلسة التهديد والوعيد، أُعطي نبيل هويته الشخصية وطُلب منه المغادرة عبر بوابة تقود إلى خارج المعسكر.

الأسير المحرر نبيل مسالمة مع نجله كريم بعد تحرره من سجون الاحتلال
الأسير المحرر نبيل مسالمة مع نجله كريم بعد تحرره من سجون الاحتلال (الجزيرة)

هل هو كمين؟

فُكت قيود نبيل، وتنسم الحرية لأول مرة منذ 23 عاما، لكنه ما زال يجهل المكان الذي أطلق سراحه فيه، ومضى في الطريق الذي أشار إليه ضابط المخابرات، وبعد مئات الأمتار وجد نفسه محاطا بالجنود وبنادقهم مصوبة نحوه.

توقف نبيل وبدأ يردد الشهادتين، وراوده شك بأن مكيدة قد تقتله، فتوقف وخضع لاستجواب ميداني مبرزا هويته الشخصية، ومبينا أنه مفرج عنه، ولم يطلق سراحه حتى أجرى الجنود اتصالاتهم مع المخابرات.

يقول نبيل إن الجنود أمروه بإخلاء المكان فورا دون أن يعلم أين هو، وأخبروه بالطريق المؤدي إلى مدينة الخليل، وأجبروه على مغادرة المنطقة، فعرف أنه في منطقة عتصيون المكتظة بالجنود والمستوطنين، والتي تتوسط المسافة بين مدينتي الخليل وبيت لحم جنوبي الضفة الغربية.

وقف نبيل وأشار بيده، فوجد سيارة تقله وتحمله إلى مدينته، فطلب من السائق الاتصال له بذويه، فعرفه السائق نظرا لتصدر قصته شبكات التواصل الاجتماعي في تلك الساعات.

طفل النطفة المهربة ينتظر

نتيجة المراوغة الإسرائيلية كانت عكسية، فقد جرى له استقبالان حاشدان بُثا عبر وسائل الإعلام المحلية، قبل وصوله منزله.

بعد هذا الزخم وطول الانتظار جاء دور الطفل كريم ليحضن أباه ويتذوق طعم وحنان الأبوة، في منزله.

وولد كريم بعد نحو 14 عاما من اعتقاله وذلك في 2014، ضمن ما بات يعرف بـ”النطف المهربة”.

خلال اللقاء مع الجزيرة نت، بدا كريم لهوفا وملتصقا بوالده، يخبره بكل شيء يحدث معه في حفل الاستقبال.

فلسطينيون خلال حفل استقبال الأسير المحرر نبيل مسالمة الذي أفرج عنه بعد 23 عاما من الاعتقال
فلسطينيون خلال حفل استقبال الأسير المحرر نبيل مسالمة (الجزيرة)

عقوبات إسرائيلية منتظرة

محاولة قتل فرحة الأسرى المفرج عنهم وذويهم آخذة في التزايد، واستخدمتها سلطات الاحتلال مع الأسير كريم يونس من بلدة عارة في أراضي الـ48، والذي أمضى 40 عاما في السجون الإسرائيلية.

وفي حديثه لوسائل الإعلام بعد الإفراج عنه، قال يونس إن قوة إسرائيلية أخرجته فجر الخميس 5 يناير/كانون الثاني، من غرفة السجن فيما يشبه عملية عسكرية.

وأضاف “في العادة يُفرج عن المعتقلين من باب السجن في ساعات ما قبل الظهر، لكن فور إخراجي من الغرفة فجرا ألقوا بي قرب محطة انتظار للحافلات، ومن هناك وجدت عمالا فلسطينيين طلبت من أحدهم الاتصال بأقرباء، فأنا لا أستطيع استخدام الهاتف، وسرعان ما حضروا إليّ”.

تساءل كريم: ماذا لو كان في محطة الانتظار متطرفون يهود أو صعدت حافلة بها متطرفون؟ ماذا كان سيحدث؟

وقبيل الإفراج عن كريم حذرت السلطات الإسرائيلية أصحاب قاعات المناسبات من استقباله، فأقامت عائلته مَكان ضيافة قرب منزله، لكن الشرطة الإسرائيلية داهمته وصادرت أعلاما وصورا منه.

وإمعانا في محاربة أسرى الداخل الفلسطيني، وافق الكنيست الإسرائيلي الأربعاء، بكامل هيئته في القراءة الأولى على مشروع قانون إلغاء الجنسية أو الإقامة لأسرى من فلسطينيي 1948 والقدس، المتهمين بتنفيذ عمليات.

وينص القانون على سحب الجنسية وترحيل أي أسير فلسطيني من الداخل المحتل والقدس يتم إدانته بتنفيذ عمليات مقاومة ضد الاحتلال.

وحتى نهاية 2022، بلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية 4700، بينهم أكثر من 330 أسيرا أمضوا في السجون 20 عاما فأكثر، بينما يبلغ عدد الأسرى الذين صدرت بحقّهم أحكام بالسّجن المؤبد 552 أسيرًا.



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى