أحدها يعود لناشطة معادية للإسلام.. إعادة “تويتر” آلاف الحسابات الموقوفة ينذر بتفشي المعلومات المغلوطة | تكنولوجيا
10/1/2023–|آخر تحديث: 10/1/202308:36 AM (مكة المكرمة)
منذ تسلم إيلون ماسك إدارة “تويتر” في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أقدمت الشبكة الاجتماعية على الكثير من الخطوات، من بينها إعادة تفعيل عشرات آلاف الحسابات الموقوفة، التي تعود ملكية بعضها لمروجي نظريات المؤامرة، في خطوة قد تفتح المجال لتفشي المعلومات المغلوطة مجددا على موقع التواصل الاجتماعي.
وذكر المطور “ترافيس براون” الذي عمل مستشارا لدى منظمات عدة، أن أكثر من 27 ألف حساب أعيد تفعيلها بعد تعليقها بسبب معلومات خاطئة ومضايقات وتعبير عن الكراهية، مؤكدا في اتصال مع وكالة “فرانس برس” أن هذا العدد ليس نهائيا وقد يكون أعلى من ذلك.
من جانبه، حذر جوناثان ناغلر المدير المشارك لمركز مواقع التواصل الاجتماعي والسياسة التابع لجامعة نيويورك، من أن “إعادة تفعيل هذه الحسابات سيجعل من المنصة قطبا يجذب الجهات الساعية لنشر معلومات مغلوطة. وجهود الحد من المنشورات المشحونة بالكراهية ستتراخى، مما سيجعل الشبكة مكانا” ينفر منه كثيرون.
ترامب ومناهضو اللقاحات من أبرز العائدين
ومن بين الشخصيات التي ستلتحق مجددا بركب “تويتر”، طبيب القلب بيتر ماكولو المناوئ للتلقيح، والطبيب روبرت مالون الذي عُلق حسابه قبل سنة بعدما حذر من مخاطر مزعومة للقاحات ضد فيروس كورونا، من دون معلومات مثبتة تسند أقواله.
وقد نشر مالون منذ إعادة تفعيل حسابه الذي يضم أكثر من 869 ألف متابع، معلومات خاطئة عن اللقاح المضاد لكوفيد-19.
ومن بين الشخصيات الأخرى التي أقصيت من الشبكة قبل إعادة حساباتها، الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي ما زال يلتزم بوعد قطعه بعدم الرجوع إلى “تويتر” والاكتفاء باستخدام موقع “تروث سوشيال” (Truth Social) الذي استُحدث بمبادرة منه العام الماضي.
كما سمح لمايك ليندل بالعودة مجددا إلى “تويتر”، بعدما تم تعليق حساب المدير التنفيذي لشركة “ماي بيلو” (My Pillow) مرتين سنة 2021، وفور إعادة تفعيله طالب المؤيد الكبير لترامب في تغريدة بـ “إذابة أجهزة التصويت الإلكترونية لتصنع منها قضبان للسجون”.
وتنم تغريدته هذه عن نظرية المؤامرة السائدة، ومفادها أنه تم التلاعب بعمليات حساب الأصوات في انتخابات العام 2020 بواسطة أجهزة تصويت، وهي مزاعم لم تثبت صحتها.
ومن المستخدمين الآخرين الذين عادوا إلى “تويتر” مجددا، الناشطة اليمينية المتطرفة باميلا غيلير التي قال عنها مركز “ساوث بفرتي لو سنتر” (Southern Poverty Law Center) الحقوقي لمكافحة التطرف إنها من أبرز الوجوه المعادية للإسلام في الولايات المتحدة.
وكانت مؤسسة موقع “ذا جيلر ربورت” (The Geller Report) نشرت تغريدة في مطلع لأسبوع بشأن شكوى طلاب مسلمين عرض عليهم أستاذهم رسوما تمثل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، متسائلة إن كانوا سيُقدمون على قطع رأس الأستاذ.
“إعادة هيكلة”
جاك بروستر من المرصد الإعلامي “نيوزغارد” (NewsGuard)، لفت إلى أن “كبار المروجين للمعلومات المغلوطة يشعرون بالحماس في عهد ماسك، في حين تتضاءل العناصر الموفرة للقراء بشأن موثوقية المصادر”.
وكانت إدارة “تويتر” قد أشارت في منشور على المنصة في منتصف ديسمبر/كانون الأول 2022، إلى أن “التعليق الدائم (للحسابات) تدبير غير متكافئ مع انتهاك قواعد” موقع التواصل الاجتماعي.
وأوضح إيلون ماسك في فترة لاحقة أن الإدارة “عاقدة العزم على التصدي للمحتويات الخطرة” على موقعها، فضلا عن “الجهات الكيدية”، مشددا على أنه “ما زال ينبغي للحسابات التي أعيد تفعيلها احترام قواعدنا”.
وتعرضت مصداقية “تويتر” لهزة قوية مؤخرا، على خلفية تعرض لاعب فريق بافالو بيلز لكرة القدم الأميركية دامار هاملين لوعكة صحية.
فقد أصيب المدافع الشاب البالغ 24 عاما بجلطة قلبية في الملعب في مطلع الشهر، واستغل كثير من المستخدمين هذه الحادثة لنسبها إلى اللقاحات المضادة لكوفيد-19.
وغردت النائبة الجمهورية في مجلس النواب الأميركي مارغوري تايلور غرين “قبل اللقاحات المضادة لكوفيد-19، لم نكن نرى رياضيين يسقطون أرضا في الملاعب كما يحدث اليوم”، مشددة على أن “الوقت قد حان للتحقيق في اللقاحات ضد كوفيد-19”.
صحيح أن إيلون ماسك كشف مؤخرا عن نيته التخلي عن رئاسة إدارة “تويتر”، لكن “الوضع يتطلب أكثر من ذلك لإصلاح” المنصة، وفق ما قالت نورا بينافيديز من المرصد الإعلامي “فري برس” (Free Press).
ولا بد، في نظر بينافيديز، من اتخاذ “سلسلة من الخطوات للعودة عن التغييرات التي أقرها ماسك وإعادة الاستثمار في الاعتدال وإعادة هيكلة حوكمة المنصة”.