حبوب اللقاح الأحفورية توضح دور نفاد الأوزون في أكبر انقراض جماعي | علوم
تقدم الدراسة أول دليل مباشر على أن طبقة الأوزون قد دمرت إلى حد كبير خلال الانقراض الجماعي نهاية العصر البرمي
كشف فريق بحثي دولي أن حبوب اللقاح المحفوظة في صخور عمرها 250 مليون عام تحتوي على مركبات وفيرة تؤدي وظيفة الواقي من الشمس، وأن هذه المركبات تنتجها النباتات لحماية نفسها من الأشعة فوق البنفسجية الضارة “يو في- بي” (UV-B).
ويشير وجود هذه المركبات إلى أن الأشعة فوق البنفسجية لعبت دورا أساسيا في ما يسمى “حدث الانقراض الجماعي” نهاية العصر البرمي.
ووفق الدراسة -التي نشرت يوم 6 يناير/كانون الثاني الجاري بدورية “ساينس أدفانسز” (Science Advances)- حدث الانقراض الجماعي نهاية العصر البرمي، حسب البيان الصحفي المنشور على موقع “يوريك ألرت” (EurekAlert).
الموت العظيم
تقدم الدراسة أول دليل مباشر على أن طبقة الأوزون الموجودة بالغلاف الجوي، والتي تحمي الحياة من الأشعة فوق البنفسجية، قد دمرت إلى حد كبير خلال “الانقراض الجماعي” نهاية العصر البرمي قبل 250 مليون سنة، والذي يعد أشد أحداث الانقراض الجماعي الخمسة الكبرى.
وتسبب هذا الحدث الكبير في موت حوالي 80% من الأنواع البحرية، و70% من الأنواع البرية على الأرض.
ويعتقد أن “الموت العظيم” -كما يسميه البعض- نتج عن فترة نشاط بركاني مرتفع بشكل غير عادي، وقد أدت تدفقات الحمم البركانية إلى تسخين الصخور الأخرى، بما في ذلك الفحم، وإطلاق كميات هائلة من الغازات مثل ثاني أكسيد الكربون. وأدى ذلك إلى الاحترار وتحمض المحيطات، ومن ثم انخفاض مستويات الأكسجين فيها. ورافق هذا الاحترار العالمي انهيار طبقة الأوزون.
ويفسر هذا سبب تضرر الحياة البحرية بشدة، ولكن ليس من الواضح سبب موت العديد من الأنواع الأرضية أيضا. وأحد الاحتمالات هو أن الهالوكربونات المنبعثة من الثورات البركانية دمرت طبقة الأوزون بنفس الطريقة التي أضرت بها بهذه الطبقة مركبات الكربون “الكلوروفلورية” المستخدمة في أجهزة التبريد بالقرن العشرين، مما أدى إلى مستويات عالية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة.
والهالوكربونات مواد كيميائية ترتبط فيها ذرة أو أكثر من ذرات الكربون مع ذرة هالوجين أو أكثر، مما يؤدي في النهاية إلى تكوين مركبات عضوية ضارة.
كنز من حبوب اللقاح
وأوضح المؤلف المشارك بالدراسة “فيليب جاردين” أستاذ الجيولوجيا والبيئات القديمة في جامعة مونستر الألمانية أن حبوب اللقاح والجراثيم التي جرى جمعها وتأريخها إلى وقت حدوث “الموت العظيم” تحتوي على مستويات أعلى من المواد الكيميائية “الواقية من الشمس” من تلك الموجودة فترات سابقة أو لاحقة.
وأضاف “جاردين” -في تصريح للجزيرة نت- أنه لوحظ زيادة في أشكال حبوب اللقاح بشكل غير طبيعي تلك الفترة، وهي الزيادة التي يمكن أن تكون بسبب الطفرات التي تسببها الأشعة فوق البنفسجية، أو نتيجة للعديد من المواد السامة الأخرى التي تم إطلاقها أثناء الثورات البركانية.
وللوصول إلى تلك النتائج، استخدم الفريق تقنية “التحليل الطيفي المجهري” بالأشعة تحت الحمراء، وذلك لقياس مستويات المواد الكيميائية الممتصة للأشعة فوق البنفسجية في حبوب اللقاح المتحجرة والجراثيم من الصخور القديمة في التبت.
وكما يوضح المؤلف المشارك بالدراسة فإن “مستوى الحفاظ على المواد الكيميائية الواقية من الشمس يفترض أنه كان متشابها خلال تسلسل الصخور” ومن ثم فـ “الزيادة الملاحظة في أشكال حبوب اللقاح يفترض أنها كانت في وقت الانقراض الجماعي، لأن النباتات كانت تنتج المزيد منها. وهذه علامة على تأثير الأشعة فوق البنفسجية”.
ويخلص “جاردين” إلى أن دراسات النمذجة تشير إلى أنه لولا بعض الإجراءات التي اتخذت، ومنها بروتوكول مونتريال لحماية طبقة الأوزون، لكانت هذه الطبقة المهمة قد اضطربت أو ربما انهارت بحلول ستينيات القرن العشرين.
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + يوريك ألرت