هددت بتعليق اتفاق عسكري مع بيونغ يانغ.. سول تعترف باختراق طائرة مسيّرة كورية شمالية منطقة حظر الطيران حول المكتب الرئاسي | أخبار
أكد مسؤول عسكري في كوريا الجنوبية، اليوم الخميس، أن طائرة مسيّرة كورية شمالية دخلت لفترة وجيزة منطقة حظر جوي محيطها نحو 4 كيلومترات قرب مكتب الرئيس يون سوك يول في العاصمة سول الشهر الماضي، متراجعا عن إنكار سلطات الدفاع لهذا الإخفاق الأمني للمجال الجوي.
وجاء هذا الاعتراف بعد ساعات من إعلان كوريا الجنوبية مساء الأربعاء أنها ستدرس تعليق الاتفاق العسكري الموقع مع بيونغ يانغ عام 2018 إذا تكرر انتهاك كوريا الشمالية لمجالها الجوي.
وقالت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء إن الطائرة كانت من بين 5 مسيّرات أرسلتها كوريا الشمالية عبر خط ترسيم الحدود العسكرية الذي يفصل بين الكوريتين في 26 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأخفق الجيش الكوري الجنوبي في إسقاطها، مما أثار تساؤلات حول وضع الدفاع الجوي في البلاد.
ونقلت يونهاب عن المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته قوله، في إشارة إلى المنطقة الأمنية المسماة “بي 73″، “لقد حلّقت (المسيرة) لفترة وجيزة إلى الجهة الشمالية للمنطقة، لكنها لم تقترب من المنشآت الأمنية الرئيسية”.
وأبلغ وزير الدفاع لي جونغ سوب، الرئيس يون بدخول المسيّرة إلى جزء من المنطقة خلال مؤتمر صحفي يوم الأربعاء، حول إجراءات مكافحة الطائرات دون طيار.
وأنكرت هيئة الأركان المشتركة في وقت سابق تقارير إعلامية أثارت تكهنات بأن الطائرة المسيرة اخترقت المنطقة، وأعرب المتحدث باسم الهيئة الكولونيل لي سونغ جون، عن “أسفه الشديد”، رافضا التقارير باعتبارها “غير صحيحة ولا أساس لها من الصحة”.
تهديدات سول
وأمس الأربعاء، قال رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول إنه سيدرس تعليق الاتفاق العسكري المبرم بين الكوريتين عام 2018 إذا انتهكت كوريا الشمالية مجال بلاده الجوي مرة أخرى، داعيا إلى بناء “قدرة رد ساحقة تتجاوز حدود التناسب”.
وذكرت وكالة يونهاب للأنباء أن الرئيس اطلع على الإجراءات المضادة لطائرات كوريا الشمالية المسيّرة التي حلّقت فوق بلاده الأسبوع الماضي، حيث انتقد يون طريقة تعامل الجيش مع الحادثة، وألقى باللوم جزئيا على اعتماد الإدارة السابقة على اتفاق 2018 الذي يحظر الأنشطة العدائية في المناطق الحدودية.
وأفادت الوكالة بأن يون أمر وزير الدفاع بتدشين وحدة شاملة للطائرات المسيّرة تقوم بمهام متعددة، بما يشمل المراقبة والاستطلاع والحرب الإلكترونية.
كما دعا رئيس كوريا الجنوبية أيضا إلى تسريع عمليات التطوير لإنتاج طائرات مسيّرة لا يرصدها الرادار هذا العام، والإسراع بإنشاء نظام مضاد للطائرات المسيّرة.
وفي عهد يون، كثّفت سول مناوراتها العسكرية المشتركة مع واشنطن التي كانت قد تراجعت وتيرتها خلال أزمة وباء كورونا أو توقّفت خلال عهد سلفه، على خلفية المحادثات الدبلوماسية مع الشمال والتي لم تفضِ إلى نتيجة في نهاية المطاف.
وتتهم سول وواشنطن بيونغ يانغ بأنها تنوي قريبا إجراء تجربة نووية جديدة ستكون السابعة في تاريخها والأولى منذ عام 2017.
وقد تصاعدت التوترات العسكرية بشبه الجزيرة الكورية بشكل حاد عام 2022، مع إجراء بيونغ يانغ اختبارات على أسلحة كل شهر تقريبًا بما في ذلك إطلاقها صاروخًا باليستيًّا عابرًا للقارات هو الأكثر تقدمًا على الإطلاق.
وتقول كوريا الشمالية إن تجاربها الصاروخية تعد ردا على المناورات العسكرية بين واشنطن وسول، والتي تعتبرها تدريبات لغزو أراضيها أو الإطاحة بنظامها.