بيروت- يعتقد كثيرون أن تخصيص وقت لكتابة أهداف لإنجازها في السنة الجديدة له أثر السحر على النفس، فضلا عن جعل الشخص يشعر بمدى قربه من تحقيقها على أرض الواقع.
تقول “مدربة الحياة” رانيا شهاب إن الحديث عن الأهداف أمام الآخرين يعطي شعورا مزيفا بأنها تحققت؛ وهذا ما يجعل الشخص يظن أنه حقق الهدف، “لذلك يجب أن لا يفوّت الفرصة، فيحدد أهدافه للعام الجديد ويبحث عن أفضل الطرق لتحقيقها وعدم التردد بسبب التحديات التي قد يمر بها، فالتحدي إشارة إلى أن الطريق صحيح”.
وتلفت شهاب إلى أنه لا يمكنك زيارة كثير من الدول وأنت لا تملك المال! ولا يمكنك قراءة 50 كتابا وأنت لا تحب القراءة! لهذا، كن حريصا في اختيار أهداف مناسبة وقابلة للتحقيق، حتى لا تصاب بالإحباط.
نصائح لوضع قائمة أهداف
تقدم شهاب مجموعة من النصائح والأفكار لأهداف السنة الجديدة، مع ضرورة النظر إلى قائمة أهداف العام الماضي لتحديد ما أُنجز وما لم يُنجز بعد:
- تحديد العادات التي تريد التخلص منها، خصوصا تلك التي تستغرق وقتا طويلا ولا تحقق لك أي قيمة.
- اكتشاف المهارات والممارسات التي ترغب في تطويرها وتحديد الأهداف التي تتناسب مع قدراتك وتساعدك على تحقيقها.
- تذكر أن هذه القائمة لها نصيبها العادل من أهداف الحياة العملية والعلمية والشخصية، فجميعها مهمة لحياة صحية ومتوازنة.
- عند وضع الأهداف، يجب فعل ما تحب أنت، لا ما يحبه الآخرون.
- من الضروري التفكير في أن الأهداف لن تكون هي ذاتها كالسنة الفائتة، وعليك جعلها غير تقليدية.
- علّق الورقة التي كتبت عليها أهدافك في مكان تستطيع رؤيته باستمرار، فرؤيتك لورقة الأهداف التي ترغب في تحقيقها تعطيك دافعا لإكمال المسير.
- ضع إشارة “صح” عند إتمام كل هدف، وستشعر بالفخر والحافز لإكمال الطريق.
يمكن للإنسان أن يضع بعض الأفكار نصب عينيه لتحقيقها في عامه الجديد بمختلف الأصعدة في حياته، وفق شهاب، ومنها:
-
على صعيد الحياة اليومية:
التخلص من العادات السيئة وإحلال عادات إيجابية محلها لتشعر بالسعادة، مع ضرورة وضع خطة زمنية للقيام بها، مثل:
- عدم تناول كميات كبيرة من الكافيين والاستعاضة عنها بمشروبات صحية.
- الإقلاع عن التدخين وبدء ممارسة الرياضة.
- الابتعاد عن الطعام غير الصحي والتخلص من الكسل.
- الاستعانة بالله تعالى في كل الأمور، حتى تتيسّر حياة الإنسان نحو الأفضل.
-
أفكار لها علاقة بالأصدقاء:
- التمسّك بالصديق في المواقف الصعبة.
- توسيع دائرة الحياة الاجتماعية.
- الابتعاد عن الأشخاص السلبيين.
-
الحياة العملية:
الحياة العملية لا تنفصل عن الحياة اليومية، لذلك يجب الاهتمام بتحسينها، ومن ذلك:
- تخصيص وقت محدد للعمل، حتى لا تتأثر الحياة الأسرية سلبا بوقت العمل.
- تنظيم الوقت بحيث لا تتعارض الحياة الشخصية مع الحياة العملية اليومية.
- الالتحاق بدورات تساعد على تعميق الفهم بالعمل، ومحاولة تطوير الذات.
- تعلم مهارات جديدة، مثل التسويق الإلكتروني، لغة جديدة، البرمجة، تحليل البيانات، المونتاج، الترجمة.
-
الحياة العائلية:
- امنح وقتا أكبر للحياة العائلية، فلو كان الشخص يمنح زوجته وعائلته ساعة يوميا يمكنه أن يمدد الوقت لساعة ونصف الساعة.
- الابتعاد عن الغضب والمشاحنات في أثناء مناقشة الأمور بين الزوجين.
- خصص لعائلتك وأحبابك وقتا أطول.
- وسائل التواصل الاجتماعي لها فائدة كبيرة، ولكنها قد تكون مصدرا أساسيا لضياع الوقت وتشتيت العقل.
-
أفكار متعلقة بالذات:
الخلوة مع النفس لاستعادة التوازن، كالذهاب وحدك في نزهة صفاء وتأمل، لتكون قادرا على التفكير جيدا. شراء ثياب جديدة لنفسك أو التسوق للشعور بالراحة. مجاهدة النفس للالتزام بعادة حسنة جيدة، بحيث تصبح مع نهاية اليوم كأنّها واحدة من الطباع.
-
أفكار لها علاقة بالصحة:
تناول الطعام الصحي واهتم بلياقتك البدنية. وازن بين وجباتك، ومارس الرياضة، وحافظ على معدل نوم جيد. فكلها عوامل تؤثر على تجديد طاقتك لتحقيق أهدافك.
كيف يمكن تحقيق كل تلك الأهداف؟
بالعزيمة والإصرار ومقاومة الأمواج القاسية، تستطيع أن تصل إلى ما تريد. ولا تتهاون ولا تجعل الكسل صديقا لك، بل انفض عنك غبار التعب وابدأ.
يقول الكاتب براد زوميك -في تقرير لموقع “غوس كيلز” (Goskills)- إن هناك 10 قرارات مهمة جدا يمكن اتخاذها بمناسبة قدوم العام الجديد، من شأنها أن تُحدث تغييرا إيجابيا في حياة ملايين الأشخاص، وهي:
- استعد مبكرا لتختار أهدافك الأنجح.
- حدد هدفا يتوافق مع أولوياتك. ولا تكثر من الأهداف التي ترغب في تحقيقها.
- إعداد قائمة مختصرة بالقرارات والتركيز على تحقيق هدف واحد بشكل جيد، بدلا من عدم معرفة تحديد الأولويات.
- الدقة في تحديد الهدف، فمثلا الإقلاع عن التدخين يجعلك تتمتع بصحة جيدة، فاختيار الهدف بدقة يؤدي إلى نجاح المهمة.
- تقسيم القرارات إلى أهداف أسبوعية وشهرية للحصول على نتائج مضمونة قابلة للتنفيذ.
- تدوين القرارات والمخططات اليومية ولصقها على الحائط لها أهمية في تحقيق الهدف.
- مشاركة القرارات مع أشخاص آخرين ليقدموا التشجيع والدعم الإيجابي.
- استخدام التطبيقات الشائعة التي تساعد في متابعة هذه القرارات، منها تطبيق “غوغل ناو” (Google now) الذي يوفر المعلومات التي تحتاج إليها، وكذلك “بوميرانغ فور جيميل” (BOOMERANG FOR GMAIL) من التطبيقات التي تقوم على جدولة البريد الإلكتروني، مع حفظ الذاكرة.
- لتحقيق الهدف، عليك مراجعة القرار بانتظام يوميا، للوصول إلى النتيجة المرجوّة.
- لا بد من حصول بعض الأخطاء الصغيرة، لكن ذلك لا يعني أن الهدف فشل! لا تستسلم، وتعامل مع الخطأ على أنه نكسة مؤقتة، وواصل العمل لتجتازها بنجاح.
