سيقوم قمر المياه السطحية والمحيطات بتعزيز نماذج حركة مياه المحيطات، وتحسين تنبؤات الطقس والمناخ، والمساعدة في إدارة إمدادات المياه العذبة الشحيحة في المناطق التي تواجه جفافا.
ذكرت وكالة الطيران والفضاء الأميركية “ناسا” (NASA) أنها أطلقت قمرا صناعيا في مدار حول الأرض، لمسح المياه السطحية والمحيطات (Surface Water and Ocean Topography SWOT).
وقالت وكالة ناسا -في بيانها الصحفي الصادر يوم 29 ديسمبر/كانون الأول المنصرم- إن القمر الصناعي سيقوم بقياس ارتفاع المياه على أكثر من 90% من سطح الأرض، مما سيوفر مسحا عالي الدقة لمياه كوكبنا لأول مرة.
ويتوقع الباحثون أن تسلط هذه المهمة ضوءا جديدا على آليات تغير المناخ وعواقبه، وسيكون من شأنها تعزيز نماذج حركة مياه المحيطات وتحسين تنبؤات الطقس والمناخ.
مهمات القمر الصناعي
يقول الباحثون إن البيانات، التي ستُجمع من المسح الراداري للكوكب، ستتم مرتين على الأقل كل 21 يوما، وسوف تُستخدم في تعزيز نماذج حركة مياه المحيطات، وتحسين تنبؤات الطقس والمناخ، والمساعدة في إدارة إمدادات المياه العذبة الشحيحة في المناطق التي تواجه جفافا.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن من المهام التي سيقوم بها قمر المياه السطحية والمحيطات “سوات” (SWOT) استكشاف كيفية امتصاص المحيطات الحرارة وثاني أكسيد الكربون في الجو بطريقة طبيعية، مما يؤدي إلى اعتدال درجات الحرارة عالميا وتغير المناخ.
من ناحية أخرى، قال بيان ناسا إن هذه البيانات التي سيوفرها القمر سوف تساعد الباحثين وصناع القرار على معالجة بعض الأسئلة المناخية الأكثر إلحاحًا في عصرنا ومساعدة المجتمعات على الاستعداد لعالم الاحترار.
ما قبل المهمة
ووفقا للبيان الصحفي الصادر من وكالة الطيران والفضاء الأميركية، فإنه قبل البدء في مهمة المسح، قام القمر الصناعي بفتح صاريته الكبيرة وألواح الهوائي، بعد نشر مصفوفات الألواح الشمسية بالكامل التي تشغل المركبة الفضائية، بعد وقت قصير من الإطلاق، الذي استغرق نحو 10 دقائق.
من ناحية أخرى، يقول البيان إن البعثة تراقب القمر الصناعي وتتحكم فيه باستخدام بيانات القياس عن بعد، وذلك بواسطة 4 كاميرات زودت بها المركبة الفضائية تم تخصيصها لتسجيل الحركة.
كيف ستتم عملية المسح؟
حسب وكالة ناسا، بعد أن تم نشر الهوائيات بنجاح على مدار 4 أيام منذ إطلاق القمر يوم 16 ديسمبر/كانون الأول الماضي، سوف تقوم هذه الهوائيات المزودة بأداة “قياس التداخل الراداري” (Radar Interferometer Ka-band KaRIn) بمهمة التقاط القياسات الدقيقة لارتفاع المياه في تجمعات المياه العذبة على الأرض والمحيط، إضافة إلى رصد الدوامات والتيارات وخصائص المحيط الأخرى التي يقل عرضها عن 20 كيلومترا والتقاط صور لها.
كما ستقوم هذه الهوائيات بتجمع بيانات عن البحيرات والخزانات التي تزيد مساحتها على 15 فدانًا (62 ألفا و500 متر مربع) والأنهار التي يزيد عرضها على 330 قدمًا (100 متر).
ووفقا للبيان، فإن أداة قياس التداخل الراداري ستقوم بهذه العمليات عن طريق ارتداد نبضات الرادار عن سطح الماء على الأرض، واستقبال الإشارات باستخدام كلا الهوائيين، وجمع البيانات على طول رقعة يبلغ عرضها 30 ميلاً (50 كيلومترًا) على جانبي القمر الصناعي.
