تعود إلى العراق بعد أكثر من 40 عاما.. الجزيرة نت ترصد آخر الاستعدادات قبل انطلاق خليجي 25 بالبصرة | رياضة
مراسلو الجزيرة نت
يواصل العراقيون وضع اللمسات الأخيرة لاستضافة محافظة البصرة العراقية (جنوب) بطولة خليجي 25 على مختلف الأصعدة السياحية والأمنية والثقافية في بطولة غاب تنظيمها عن العراق لأكثر من 40 عاما.
وستحتضن محافظة البصرة فعاليات بطولة الخليج للفترة من السادس حتى 19 يناير/ كانون الثاني الجاري تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي، وسط مساع عراقية استمرت طويلا وخلصت بوضع اللمسات الأخيرة على جاهزية البنى التحتية وافتتاح الفنادق وتهيئة دواوين لاستقبال الجماهير الخليجية في مضايف القبائل العراقية.
المعالم السياحية في البصرة
تزخر البصرة بمعالمها السياحية التي تتنوع بين الحضارة والتاريخ والثقافة والتي أبهرت الوافدين والسياح، إذ تمتد المعالم البصرية من المتحف الحضاري إلى كورنيش شط العرب، مرورا بدار الشاعر بدر شاكر السياب وتمثاله الشهير، وصولا إلى شناشيل البصرة القديمة وشجرة آدم، ولا تقتصر معالم البصرة عند ذلك، إذ تضم المدينة ملتقى نهري دجلة والفرات عند شط العرب، فضلا عن ميناء كاسر الأمواج وأهوار البصرة.
تضافر للجهود
تتضافر جهود الوزارات واللجان الحكومية بالإضافة إلى اللجان المشرفة من قبل الاتحاد الخليجي من أجل إظهار البطولة بأفضل مستويات التنظيم واستيعاب الجماهير الخليجية، وبحسب مدير هيئة الإعلام والاتصالات في المنطقة الجنوبية صفاء صالح، فإنه سيتم توفير خدمات الاتصالات والإنترنت فائق السرعة من قبل شركات (GSN) في ملعبي البطولة “المدينة الرياضية والميناء”.
أما رئيس اللجنة الإعلامية للبطولة وعضو الاتحاد العراقي لكرة القدم أحمد الموسوي فيقول في حديثه للجزيرة نت “أتممنا كافة التحضيرات الخاصة لبطولة خليجي 25 بكل تفاصيلها في محافظة البصرة، وبدأ توافد اللجان والمنتخبات، حيث وصلت إلى مقرات إقامتها مع نجوم الرياضة المحلية والدولية، البصرة الآن بكامل جاهزيتها أمنيا وسياحيا”.
ويضيف الموسوي أنه قد تم تقسيم وتوزيع الوفود الخليجية إلى منتخبات ولجان تحضيرية ومسؤولين وشخصيات على أماكن متنوعة فيما يتعلق بالإقامة والسكن، لافتا إلى إمكانية العراق في استضافة الكثير من البطولات القادمة، وأن نجاح بلاده سيثمر عن استضافة أحداث رياضية أخرى وذات أهمية كبيرة، بحسب تعبيره.
وعن الحضور الخليجي إلى البصرة، عبر رئيس اللجنة الإعلامية عن تفاؤله بالحضور الخليجي الذي ستشهده البصرة من جماهير مختلفة، مشيرا إلى أن المنافسة الخليجية تعد من البطولات المهمة للعراق وأنها بوابة المنافسات الدولية القادمة.
الملاعب والتجهيزات
وبالذهاب إلى ملف الملاعب التي ستستضيف البطولة، كانت وزارة الشباب والرياضة العراقية قد كشفت في وقت سابق عن أن بطولة خليجي 25 ستجرى على ملعبي المدينة الرياضية بالبصرة، إذ أطلق على الأول تسمية “جذع النخلة” وبلغت كلفته 550 مليون دولار، ويتكون من ملعب رئيسي بسعة 65 ألف متفرج، إضافة إلى ملعب ثانوي بسعة 20 ألف متفرج مع 4 ملاعب ثانوية للتدريب، بمجموع مساحة تقدر بـ 580 دونما، أما ملعب الميناء الأولمبي فيتسع لـ 30 ألف متفرج، حيث كان قد افتتح في 26 ديسمبر/كانون الأول 2022 في مباراة ودية جمعت ناديي الميناء العراقي والكويت الكويتي.
من جهته، يقول المدير العام للشباب والرياضة بالبصرة محمد رعد في حديثه للجزيرة نت “بات كل شيء جاهزا للبطولة من ناحية تدريب المتطوعين لحفل الافتتاح مع الشركة المنظمة، إذ وفرنا 3 آلاف متطوع لخدمة البطولة”، لافتا إلى أن هناك تنسيقا كبيرا مع اتحاد كرة القدم واللجنة العليا لخليجي 25 برئاسة وزير الشباب والرياضة، إضافة لمحافظ البصرة الذي أولى اهتماما خاصا بموضوع الوافدين، معلقا “البصرة مستعدة لعرس خليجي بصراوي عراقي سيكون كأس العالم المصغر في البصرة”.
النقل والمواصلات
لا تقف التحضيرات عند حد معين، إذ تواصل وزارة النقل خطتها الموضوعة ضمن تحضيرات اللجنة العليا للبطولة للعمل على تنفيذ آلية نقل الجماهير وتسهيل حركة الوافدين والمشجعين برا وجوا، ويقول مدير إعلام وزارة النقل ميثم عبد محمد الصافي “جهزنا عدة زوارق بحرية للمتطلبات السياحية، كما قدمت الشركة العامة لموانئ العراق دعما لوجستيا، فضلا عن تخصيص شركة سكك حديد العراق 4 قطارات لنقل الجماهير من بغداد إلى البصرة”.
وفي حديثه للجزيرة نت، يضيف الصافي “ستتم زيادة عدد الرحلات الجوية إلى محافظة البصرة من مختلف مطارات بغداد والسليمانية وأربيل، في حين شرعت شركة النقل باستحداث عمل لأكثر من 50 مركبة نقل للركاب من نوع الطابقين، وذلك لأجل نقل الجماهير إلى الملاعب”.
الأمن والبنى التحتية
يعد العامل الأمني أحد أكثر المؤثرات في تنظيم البطولات والأحداث الرياضية، وفي هذا الشأن، يقول مدير قسم شؤون المواطنين بمحافظة البصرة حكيم المياحي “بلغت الاستعدادات لخليجي 25 أعلى مستوياتها، تفصلنا عن الافتتاح أيام قليلة، باتت جاهزية القوات الأمنية متكاملة، حيث تنتشر بكافة صنوفها في المحافظة، أما الاستعدادات اللوجستية فإن المدينة الرياضية وملاعبها وملعب الميناء بانتظار يوم الافتتاح”.
وفي حديثه للجزيرة نت، يضيف المياحي أنه بما يتعلق بالملف الخدمي والفنادق والطرق العامة، فإن محافظة البصرة أكملت جميع المتطلبات، حيث تم افتتاح طرق جديدة وتأهيل وتعبيد طرق أخرى وإظهارها بحلة جديدة، معلقا “نعتقد أن هذه النسخة ستكون من أفضل نسخ البطولة لقوة تفاعل الجماهير وفتح منازلهم أمام الأشقاء العرب”.
انطباعات واستعدادات عشائرية
مع تواصل وصول الوفود الخليجية، أبدى العديد من الزائرين إعجابهم بمستوى التحضيرات، ومن بين هؤلاء مشرف المنتخب اليمني عبد الوهاب الزرفة الذي تحدث للجزيرة نت قائلا “تعد زيارتي للعراق هي الثانية، وبالتحديد للبصرة، لاحظنا فرقا كبيرا بملف التحضيرات لتجهيز الملاعب، وأن الأجواء ممتازة جدا، فضلا عن ملاحظة الترحيب الكبير بالوفود في جميع الأماكن”.
ويضيف الزرفة “من خلال متابعتنا من داخل البصرة، لا يوجد ما يثير القلق، جميع الخدمات والاستعدادات من الناحية السياحية والأمنية تسير بشكل ممتاز، كما أن نجاح البطولة يعتمد على التنظيم العراقي، وبعدها سيكون العراق مستعدا لمنافسات واستحقاقات دولية قادمة”.
أما محليا، فيقول أحد شيوخ ووجهاء شمال البصرة الشيخ علي الخاقاني “استقبلنا الضيوف من دولة الإمارات وعُمان الشقيقتين في البصرة الفيحاء وصحبناهم إلى ملتقى نهري دجلة والفرات، أحد أهم معالم البصرة، حيث تجولنا في دواوين شمال البصرة باستقبال مهيب، تربطنا مع إخوتنا العرب روابط عشائرية واجتماعية لعقود من الزمن”.
ويضيف الخاقاني للجزيرة نت معلقا “رسالتنا إلى أشقائنا العرب هي الترحيب وفتح المضايف، المشتركات بيننا كثيرة، والعراق بلاد الجميع”.