خرافات وتوقعات عام 2023.. الأزهر يستنكر وباحث فضاء: لا تصدقوا الأكاذيب | منوعات
في الوقت الذي تحتفل فيه مصر ودول عربية أخرى بحلول العام الجديد (2023 ميلادية) برز اسم “علماء النجوم” على منصات التواصل الاجتماعي، بعد حديثهم عن توقعاتهم للسنة الجديدة، والتنبؤ ببعض أحداثها السياسية والاقتصادية والأبراج التي تثير جدلا كعادتها بين المدونين.
وبالرغم من اعتياد ظهور بعضهم على شاشات التلفاز والترويج لهم إعلاميا في أشهر البرامج، فإنهم واجهوا حملة غير مسبوقة مطلع 2023 في مصر تحديداً، شنها متخصصون بعلوم الفضاء والفلك ومؤسسات دينية أيضا.
توقعات حول عام 2023
بسنت يوسف -التي تعرّف نفسها على أنها خبيرة تاروت Tarot-، قالت إن وضع الجنيه المصري خلال عام 2023 سيعاني خلال أول 3 أشهر من هذا العام، ومن ثم سيستقر، إلا أنها تحدثت عن خطط ومفاجآت لم تذكرها.
وقالت يوسف، خلال استضافتها في برنامج “الحكاية” مع الإعلامي عمرو أديب، إن مصر سيكون وضعها مستقرًا خلال عام 2023 “وهذه السنة ستسجل ارتياحا، ولا يوجد تطورات تذكر، ومن الواضح أن مصر ستشهد وقوع إنجازين كبيرين جدا على مستوى العالم”.
أما “خبيرة التوقعات” ليلى عبد اللطيف، فقالت في تصريح متلفز لها بأن مجلس النواب المصري خلال عام 2023، سيقوم بتغيير بعض القوانين القديمة، التي وصفتها بـ “الحساسة” لتسجيل نوع من التطور والتحديث لخدمة الناس والمجتمع، وفق تعبيرها، بينما نفت خبيرة علم الفلك، عبير فؤاد، بأن تكون مؤشراتها للعام الجديد من قبيل “التنجيم”.
ووصفت ما تمارسه خلال لقاء مع الإعلامي أحمد موسى أمس الأحد بأنه “علم النجوم وليس تنجيما، والمصريون القدامى هم من وضعوا أسس هذا العلم وهذا الأمر مثبت في معبد دندرة بمحافظة قنا (صعيد مصر)”.
جدل وحسم
من جهته حسم مركز الأزهر العالمي للفتوى هذا الجدل، وقال إن الاهتمام بما وصفها بـ “خرافات المنجمين والعرّافين” وتداولها يعد إضلالا للعقل الذي حرره الإسلام وقدره.
وذكر مركز الأزهر، عبر حسابه على فيسبوك أن “سؤالهم عن الغيبيات مع استقبال العام الجديد محرّم”، ووجه رسالة ذكر قال فيها “لا تعلق الآمال على سبب مع ضرورة الأخذ به، ولا تربط الخير والسوء بزمن مع أهمية استثماره”.
“كل عام وأنتم بدون دجل”.. هكذا هنأ عالم الفضاء المصري، عصام حجي، متابعيه بحلول العام الجديد، وذكر عبر حسابه في تويتر بأنه “لا توجد أبراج ولا تأثير لها ولا للكواكب على الحياة العاطفية أو المهنية”.
وتابع حجي في تغريدة تجاوزت مليوني مشاهدة عبر تويتر، وقال فيها “ليس للمنجمين أي قدرة على توقع أي شيء، غير توقع ميولك لتصديق أكاذيبهم”.
واستند بتصريحاته الأخيرة، إلى كونه أستاذا جامعيا درّس في مجال الكواكب والأقمار لأكثر من 20 عامًا، فضلًا عن تخصصه وعمله بوكالة الفضاء الدولية، وأعماله الأخرى في مجال علوم الفضاء والفلك.
كباحث في مجال علوم الفضاء والفلك ومتخصص يعمل في وكالة فضاء دولية وأستاذ جامعي منذ أكثر من ٢٠عاما في دراسة الكواكب والأقمار، لا توجد أبراج ولا تأثير لها ولا للكواكب على حياتك العاطفية والمهنية وليس للمنجمين أي قدرة على توقع أي شيء غير توقع ميولك لتصديق أكاذيبهم. كل عام وأنتم بدون دجل pic.twitter.com/XV54iWuDhG
— Dr. Essam Heggy / د. عصام حجي (@essamheggy) January 1, 2023
وعبر منصات التواصل الاجتماعي، قال المدون، هاني تاج، في تدوينة “ظاهرة استضافة المنجمين صارت متكررة عاما بعد عام، ونسوا أو تناسوْا أنه لا يعلم الغيب إلا الله”.
رسائل وتعليقات
يأتي ذلك بينما قال المفكر الروائي، عمار علي حسن، عبر حسابه على تويتر “تابعت ما بثته الكثير من الفضائيات العربية عن توقعاتهم لعام 2023، ولاحظت أن أغلبهم صار مسخرا من قبل أجهزة أمن ومخابرات”.
وتابع حسن مستنكرا “تلك الأجهزة تستخدمهم في تمرير رسائل أو تهيئة الشعوب لما هو قادم، المشكلة فيمن يصدق كل كلامهم، أو يبني عليه مواد”.
تابعت بالأمس، ولغرض الفهم والدراسة العلمية، ما بثته الكثير من الفضائيات العربية عن توقعات ٢٠٢٣ لمنجمين موزعين على طرق مختلفة.
لاحظت أن أغلبهم صار مسخرا من قبل أجهزة أمن ومخابرات، تستخدمهم في تمرير رسائل أو تهيئة الشعوب لما هو قادم.
المشكلة فيمن يصدق كل كلامهم، أو يبني عليه مواقف.— عمار علي حسن Ammar Ali Hassan (@ammaralihassan) January 1, 2023
وعلق المغرد، عمر أحمد، قائلا “منهجيا، لماذا لا يكون من المحتمل وجود تأثير للكُتل الموجودة في الفضاء بصورةٍ ما في حياتنا؟ لكن يتطلب الكشف عنه منطقاً آخر، لا أستبعد هذا، لكني في نفس الوقت لست مع التخاريف السائدة في هذا المضمار اليوم”.
مشكلة الانسان انه خلق هلوعا، وهذا الكون كبير جدا ومتعدد ومتنوع ومتحرك، تكثر فيه الصدف والاحتمالات والتكرار، فنصدق هذه الاحتمالات على انها انماط تقوم بها النجوم، وكذب المنجمون وصدق رب العالمين https://t.co/v4Q33OYVA8
— Samar Al-Barghouthi Ph.D. (@salbarghouthi) January 2, 2023
وقالت الأكاديمية سمر البرغوثي “مشكلة الإنسان أنه خلق هلوعا، والكون كبير جدا ومتعدد ومتنوع ومتحرك، تكثر فيه الصدف والاحتمالات والتكرار، فنصدق هذه الاحتمالات على أنها أنماط تقوم بها النجوم، وكذب المنجمون وصدق رب العالمين”.