تشجير “العزيزية” بالرياض .. مؤرخ يسرد قصة الحي منذ الستينيات

يفيض حي العزيزية في الرياض، بتاريخ فريد وسيرة قديمة العهد، توثقت عقودها في صفحات تاريخ العاصمة السعودية، وهو الحي الذي أعلن مشروع “الرياض الخضراء” مؤخراً، عن بدء أعمال تشجيره يوم غد الخميس، ضمن أهدافه في تشجير أكثر من 120 حيا سكنيا من خلال الحدائق والمدارس والمساجد والشوارع والممرات.

وفي حديثه لـ “العربية.نت”، أماط اللثام المؤرخ الاجتماعي منصور العساف، عن تاريخ هذا الحي الواقع جنوب الرياض، الذي سُمي بالعزيزية نسبة إلى الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.

وأوضح أن رجل الأعمال صالح بن عبد الوهاب الصانع، أسسه منتصف الستينيات الميلادية -قبل تشييد مصنع الاسمنت بعام، بعد أن اشترى الموقع الشرقي من الحي المحاذي لطريق الخرج، وبدأ الإقبال عليه مطلع السبعينيات، وساهم بهذه الزحف العمراني خدمة القروض العقارية التي أتاحها الصندوق العقاري عام 1975.

وانطلق الحي من شارع معاذ بن جبل الذي زيّن بأشجار النخيل وأشجار “الفيكس”، كما قدّم الصانع عروضا للأراضي وبناء الفلل حتى يجذب المشترين، وحول بيته إلى مدرسة ليكتمل نصاب الطلاب وتستلمه وزارة المعارف آنذاك، كما جعل الشوارع في المربع الأول من الحي بعرض 20 مترا.

وذكر أن أول مسجد شيّد به عُرف باسم مؤسس الحي ثم لحقته عدة مساجد حتى سُمّي الحي بحي القراء في عقد الثمانينيات، لتخريجه عدداً من المؤذنين والقراء المشهورين، وبين أن عام 1985 في شهر رمضان افتتحت أول إشارة مرور به في تقاطع شارع النصر مع شارع العزيزية.

وفي جنوب الحي على طريق الخرج، سُميّت تلك المنطقة القريبة من المصفاة بـ “دعكنة”، وكان هناك قصر للملك سعود، ولا يزال القصر قائماً حتى الآن، وشهدت حقبة الثمانينيات افتتاح “مدينة الألعاب” إضافة لـ “أسواق العزيزية” التي حظيت باحتفالات وتجمعات شبابية.

يذكر أن مشروع “الرياض الخضراء” دعا أهالي الحي للمشاركة في عملية التشجير، كأول حي مستهدف بالمشروع، الذي يسعى لزراعة أكثر من 7.5 مليون شجرة، في سياق الحد من آثار تلوث الهواء بالغبار، وخفض درجة حرارة الهواء بمقدار 1,5 إلى 2 درجة مئوية على مستوى المدينة، بجانب عوائد أخرى تؤدي دوراً تنموياً في تحسين جودة الهواء، وتشجيع السكان على ممارسة نمط حياة ينسجم مع أهداف وتوجهات “رؤية السعودية 2030”.